لماذا لا يحب الكثير من الناس العمل إلا تحت الضغط والإكراه ولماذا نحاول إقناع انفسنا ان الجو لا يشجع للعمل بالرغم ان الوقت والعمل والوجوه لم تتغير... هناك كثير من الهموم الأولية نسعى وبنشاط قد نحسد عليه لانجازها منها الحاق الضرر بالاخرين والصيت والشهرة ولا يشوب هذه الأعمال اي شائبة من شوائب الكسل بل يظل صاحبها في عمل داؤب لا ينقطع لا نجازها ..وعندما تتراكم الالتزامات والمسؤوليات بعضها فوق بعض بعد تسويف وتأجيل كثير منها يتعذر على صاحبها إنجازها ليصل في نهاية المطاف الى كذبة ويحاول إقناع نفسه بها ان الجو ليس جو عمل !! متعة يتكاسل عقيل في انجاز كثير من الأعمال المفروضة عليه داخل مكتبه مما يحتم عليه اصطحاب بقية الملفات والأوراق الى منزله الذي يفتقر الهدوء اللازم لإنجاز اي عمل لان صراخ وبكاء الأطفال لا يكاد ينقطع فيضطر عقيل الى تأجيل ما عليه الى وقت آخر أكثر ملائمة وعندما تحين الفرصة يكون صاحب العمل يصاحبه الخمول والفتور فيتأجل العمل الى ساعة أخرى وهكذا حتى وجد عقيل نفسه وقد تراكمت عليه الالتزامات والواجبات التي عجز عن إنجازها وأصبح محتارا من أين يبدأ وكيف ؟!!وأضاف عقيل انه قد تعرض لعددا من الجزاءات في عمله بسبب الإهمال والتسيب الذي كان سببه الكسل والخمول . ويصف جميع افراد العائلة هشام( بكيس) النوم لساعات النوم الطويلة التي يستغرق فيها هشام نائما دون حراك ويقول عبد الواحد الأخ الأكبر لهشام ان الجميع حاول في تغيير نمط حياة أخيهم او حتى مساعدته على الخروج من حالة الكسل الدائمة التي تقوقع فيها إلا ان المحاولات جميعها كانت فاشلة خاصة وان هشام لم يستطع إنهاء دراسته بسبب كثرة غيابه وعجزه عن الاستيقاظ مبكرا وكذلك عمله الذي لم تختزن حافظة الدوام لاسمه اكثر من ثلاث او اربع مرات في الشهر الواحد . وأضاف عبد الواحد انه بعد وفاة والدة هشام كان الأخ الأصغر المدلل واعتاد ان ينفذ الجميع اوامره وطلباته وعندما جاء دور هشام ليتحمل حتى مسؤلية نفسه عجز عن ذلك . دوافع ومسببات وترجئ الاسباب النفسية للكسل الى دافع الانجاز achievement mbtive الذي ينشأ للسعي وراء التفوق وتحقيق الاهداف السامية او النجاح في المهام الصعبه وهذا الدافع ليس ضروريا بدرجة واضحة للاستمرار في الحياة وليس له اصول فسيولوجيه واضحة لدى الانسان ولكن عندما يتوقع الافراد الفشل او يخشون النجاح فإنهم غالبا ما يتوقفون عن بذل المحاولة للوصول الى النجاح . تشترك كلا من عبير وريم وصباح بعددا من الصفات ابرزها الخمول والفتور الذي يصيبهن بعد تناول اي وجبة وتقول صباح انها لا تستطيع القيام بأي عمل بعد اي وجبة تتناولها خاصة اذا كانت وجبة دسمة وتعجز صباح عن التخلص من هذا الوضع الذي تعتبره مشكله لأنها بحاجة الى ساعات طويلة لتستعيد نشاطها وحيويتها اما بالنسبة لافنان وريم فالمشكلة اخف لان الفتور والخمول الذي يصاحبهن بعد تناول الوجبات يختفي بالقيام بعدد من الحركات الرياضية وكذا عدد من الأعمال التي يصاحبها نوع من أنواع الموسيقا . وان ابتعدنا عن خمول وفتور الفتيات الثلاث من الصعب جدا التعايش مع كسل عبير التي همست لنا والدتها بصوت خافت ان الكسل الذي يعم البشرية لو جمع في كفة ووضع كسل عبير في الكفة الاخرى لرجحت الكفة لكن عبير ترى انها صفة مثل اي ميزة اخرى قد يتصف بها عددا من الناس ويزداد قلق ام عبير من صفة الكسل التي تلازمها بسبب تدهور مستواها الدراسي ناهيك عن رفضها للقيام بأي عمل او نشاط او التزام تجاه إخوانها او المنزل وتتسائل دوما ماذا لو أجبرت الظروف عبير على تحمل المسؤولية ؟؟ اما بالنسبة لجميل وعبد الناصر فالمكافآت وغيرها من الحوافز التشجيعية هي من تدفعهما الى تقديم الأفضل في العمل وما دون ذلك فيغلف الكسل جميع اعمالهما لذلك اصبح من المعروف عنهما عملهما الموسمي ومرتبط بما تقدمه الإدارة من تسهيلات مادية . وهذا ما أكده علماء النفس بأهمية الباعث الذي يحفز الأفراد الى قيمة تحقيق الهدف الذي يوحي به الباعث ان كان يستحق هذا الهدف بذل الجهد ام لا ؟؟ ومع الأسف ان قصص تروى بين الحين والاخر عن كبار الموظفين في هذا البلد او ذاك سبب كسلهم المفاجىء حينا والمعروف حينا اخر لبلدانهم مشاكل او خسائر واصابو اناسا كثر بالكسل او الاحباط ..ولذلك يجزم صلاح بخطورة الكسل على الناس اذا ما كان المصاب به شخصا اسندت اليه مسئولية او ادارة مصالح اناس . كما اثبتت دراسة جديدة ان الكسل اكثر خطورة من التدخين بعد ان تبين ان عدد من يقضي عليهم الكسل في هونغ كونغ اكبر من عدد من يقضي عليهم التدخين. واظهرت الدراسة التي اجريت على سكان هونغ كونغ الذين توفوا في عمر يزيد على 35 عاما عام 1998 ان عدم القيام بأي نشاط بدني ادى الى وفاة اكثر من 6400 شخص في العام مقارنة مع اكثر من 5700 شخص توفوا بسبب التدخين . التكنولوجيات متهمه سبعة زملاء عمل يشعرون بكل النشاط وهم خارج مكان العمل ولكن الدقائق الأولى من التواجد في مكان العمل تصيبهم بالخمول والكسل .. يقول علم النفس ان مكان العمل يؤثر في سلوك الأفراد ونشاطهم وتفاعلهم مع العمل والإنجاز المطلوب ..وتشير الأبحاث والدرسان العملية الحديثة حول تأثر العاملين على اختلاف مناصبهم بمحيط العمل وإصابتهم بالكسل المفاجئ إلى كمية الكهرباء والترددات المغناطيسية والإشعاعات حولهم ... لرتفاع درجة الحرارة والكهرباء في مكان العمل وكمية الأكسجين دور اساسي وفعال وخطير في نشاط الافراد ..هذا ما تؤكدة الدرسات يوما بعد اخر ..انها اسباب اضافية قد تجعل الكثيرين ابرياء من تهمة الكسل . زحفنا خلال تدوين هذه السطور بخطوات سريعة وكلمات أسرع نحو الكسل ودوافعه وعواقبه وخوفا من ان يستوطن جزء من الخمول والفتور والملل قارئ وكاتب هذا التقرير .. اعاذنا الله واياكم من نتائجها حاولنا تجنب التعمق والغوص في احداثها واكتفينا بلمحة سريعة عن الكسل واثاره السلبية على الناس والحياة .