قال القاضي سيف قائد قحطان الشرعبي عضو المحكمة الاستئنافية بمحافظة مأرب أن " الزكاة ركن من اركان الإسلام فرضها الله تعالى حق للفقراء في اموال الاغنياء لتحقيق التكافل الاجتماعي في الاسلام وهي فريضة من الله فمن لم يدفعها جحودا منه بعدم وجوبها فذلك كفر لمخالفته لما امر الله به واستحق بموجبه العقوبة الشرعية المنصوص عليها في كتاب الله تعالى". واضاف في حوار مع وكالة الانباء اليمنية"سبأ " من امتنع عن تسليمها جحودا منه بعدم شرعيتها وجب قتاله واخذها بالقوة بدليل ما فعله خليفة رسول الله ابو بكر الصديق رضي الله عنه بمقاتلة مانعي الزكاة في حرب الردة حين قال" والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم عليه حتى يؤدونه"، فالممتنع جاحدا يعتبر مرتدا بانكاره ركنا من اركان الاسلام. كما تحدث القاضي عن العقوبات القانونية والشرعية للممتنع عن أداء الزكاة والادلة الشرعية على وجوبها ودورها الهام في خدمة الفرد والمجتمع . وإلى نص الحوار : ما هي الزكاة و وما الأدلة الشرعية على وجوبها؟ * الزكاة فريضة من الله تعالى واجبة، وهي الركن الثالث من اركان الاسلام، و الزكاة في اللغة ماخوذة من التزكية، بمعنى الزيادة والتطهير لانها تطهر الإنسان من الاثام ومما يعلق بها من الاشياء الخاصة باعماله، وهي حق للفقراء على إخوانهم الاغنياء لنشر المحبة والتآخي فيما بينهم، وشرعها الله تعالى في اموال الاغنياء مواساة للفقراء تحقيقا لحق الاخوة وتأكيد الالفة بينهم،وهي حصة مقدرة شرعا بشروطها الشرعية، اي جزء معلوم من مال معلوم مخصوص بشروطها الشرعية، والدليل عليها قوله تعالى" واقيموا الصلاة واتوا الزكاة"، وقوله " ولا تحسبن الذين بخلوا بما اتاهم الله من فضله هو خير الهم بل هو شر لهم سيطوقون بما بخلوا يوم القيامة" وقوله سبحانه" واللذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم".ولما رواه عبدالله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" وما من رجل لا يؤدي زكاة ماله الا مثل الله له يوم القيامة شجاع اقرع يفر منه وهو يتبعه حتى يطوقه في عنقه ثم قرأ عليه الصلاة والسلام " سيطوقون بما بخلوا يوم القيامة". وفضلها عند الله سبحانه وتعالى عظيم لما روي عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع الرسول عليه الصلاة والسلام يقول" والذي نفسي بيده ما من عبد يتصدق من كسب طيب، ولا يقبل الله الا طيبا ولا يصعد الى السماء الا طيبا، الا كان كانما يضعها في يد الرحمن فيربيها له كما يربي احدكم فلوه حتى ان اللقمة لتأتي يوم القيامة وانها لمثل الجبل العظيم، ثم قرأ ( ألم يعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عبادة ويأخذ الصدقات" وقد ذكر الله الصدقة في آيات كثيرة في كتابه العزيز فمن قدر على ان يكثر منها فاليفعل. ما الشروط الواجبة على الانسان ليخرج زكاته؟ ولم يسلمها ؟ * يشترط في الزكاة الاسلام وملك المال وبلوغ النصاب المقدر شرعا والنية على ان تخرج بنية الزكاة، وان يحول عليها الحول، والا تستغرق بدين والا يكون المال متعلق بالاستعمال الشخصي، وتصرف في الاصناف الثمانية الواردة على سبيل الحصر في قوله تعالى "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل". والجهة المختصة في جبايتها هي مصلحة الواجبات بنظر ولي الامر وتصرف في الاصناف الواردة في الاية. ما هي العقوبة الشرعية والقانونية والمعنوية للممتنع عن اداء الزكاة؟ * الزكاة ركن من اركان الاسلام فرضها الله تعالى حق للفقراء في اموال الاغنياء لتحقيق التكافل الاجتماعي في الاسلام وهي فريضة من الله فمن لم يدفعها جحودا منه بعدم وجوبها فذلك كفر لمخالفته لما امر الله به واستحق بموجبة العقوبة الشرعية المنصوص عليها في كتاب الله تعالى عملا بقوله " واللذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بهم جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون". ومن منع تسليمها جحودا منه بعدم شرعيتها وجب قتاله وأخذها بالقوة بدليل ما فعله خليفة رسول الله أبو بكر الصديق رضي الله عنه بمقاتلة مانعي الزكاة بما يسمى بحرب الردة حين قال" والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم عليه حتى يؤدونه" باعتباره جاحدا مرتدا بإنكاره ركنا من أركان الإسلام. أما العقوبة القانونية فقد قدر قانون الزكاة اليمني رقم 2 لسنة 1999م عقوبة مانعي الزكاة على النحو التالي: أ) اذا مانع الانسان تسليمها اجبر على ذلك ويعاقب بغرامة مالية تقدر بمبلغ مساوي لمبلغ الزكاة الممتنع عن تسليمه. ب) اذا امتنع الانسان عن تسليمها بحجه عدم كفاية المال او عدم قيام النصاب المقرر عليه كزكاة متذرعا بالكذب وتهربا من عدم الوفاء فيعاقب بغرامة مالية تقدر ب 20 بالمئه من قيمة الزكاة المقررة عليه شرعا. اما الجانب المعنوي في عقاب المانع او الممتنع عن اداء الزكاة فلا شك ان من وجبت عليه وحان وقت الوفاء سيظل ضميره مشغولا بها فالمؤمن بها المتقيد بالوفاء بها في اوقاتها سيحرص على الدوام باخراجها تنفيذا لامر الله من حيث كونها من جهة واجبة شرعها الله إنماء لماله وتطهيرا له وبها يتحقق رضى الله عليه، ومن جهة اخرى لدرء ما سينتج عنه من عدم الوفاء بها من نزع لبركة ماله وعدم نمائه وما سيحل به من بلوى بسبب عدم اداء الزكاة.. و الذي لم يتقيد باخراجها او الوفاء بها فلا شك سيظل في حيرة وتفكير دائمين بما سيجلبه من البلوى على نفسه وماله بسبب عدم الوفاء بالزكاة المقررة عليه ، بالاضافة الى عدم الهدوء وسكينه النفس التي ستلازمه وسيظل مدينا بما تقرر عليه من الزكاة في حياته وبعد مماته يستحق بها عذاب الله . زكاة الفطر على من تجب وكم مقدارها؟ * زكاة الفطر واجبة على كل مسلم يمتلك ما يزيد عن قوت يومه وليلته صغيرا وكبيرا رجالا ونساء وتكون بنظر ولي امر الأسرة وكل من هو مسئول عليه بولاية الأمر والنفقة وهي سبب لقبول الصيام عند الله تعالى وهي طهرة للنفس وقربة الى الله تعالى مسرة للفقراء يوم عيدهم عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه اغنوهم في هذا اليوم ومعها يشعر المسلم بالسكينة والاطمئنان ويرضى الله عنه وما ينتظره من اجر عظيم عند الله تعالى ومن أبى وأصر على عدم الوفاء بها عاش في ضيق وهم ويحرم من رضى الله عليه ويستحق عذاب الله بعدم الوفاء بها في صيامه او في ماله وبعد مماته، ويمت ميته جاهلية والعياذ بالله. اما وقتها فيبدأ في النصف الاخير من شهر رمضان الى قبل صلاة العيد . ومقادير الزكاة الشرعية كالتالي:- - زكاة النفس وتقدر بصاع من قوت البلد، والصاع ثلاثة امداد وهو ما يساوي اثنين كيلو جرام تقريبا ، ويخرج عينا او ما يعادل قيمته بنظر ولي الامر صاحب الولاية العامة في الجباية. - زكاة النقدين الذهب والفضة والعملة الورقية فاذا بلغ النصاب وهو عشرين مثقالا في الذهب بما يساوي 85 جراما ، او ما يعادل قيمته من الفضة او العملة الورقية وجب فيه ربع العشر اي في العشرين المثقال نصف المثقال. - زكاة الزروع فيما أخرجت الأرض من الاصناف التي تجب فيها الزكاة شرعا كالحنطة والشعير والتمر والزبيب وغيره بشروطها متقدره بزكاتها على النحو التالي:- أ) ما سقت السماء ففيه العشر. ب) ما كان بعمل الانسان ففيه ربع العشر. - زكاة العسل ونصابه 70 كيلوا فاذا كان النحل مملوكا فهي ترعى على الجنات المعروضات ففيها نصف العشر اما اذا كانت غير مملوكة مثل النحل البرية الساكنة في الجبال ففيها الخمس مثلها مثل الكنوز والركاز المقدر فيها الزكاة الشرعية بالخمس ، وكذا الغنيمة كونها جميعها غنائم. - زكاة الانعام ويشترط فيها ان تكون سائمه وتبلغ النصاب ويحول عليها الحول والا تكون عاملة في حرث الارض او السقى، فزكاة الابل من الخمس حتى التسع ففيها شاة، ومن العشرة وحتى 14 راس ففيها شاتان، ومن 15 إلى 19 ففيها ثلاثة شياه ومن 20 إلى 24 أربع شياه ومن 25 إلى 35 ففيها بنت مخاض ومن 36 إلى 45 ففيها بنت لبون ومن 46-60 ففيها حقة. اما زكاة البقر ليس ما دون الثلاثين صدقة، ومن 30 حتى 39 بقرة ففيها تبيع ذو عام، ومن 40 حتى 59 ففيها مسنة ذات حولين، ومن 60 حتى 69 ففيها تبيعان. أما الغنم فنصاب زكاتها الأربعين شاة وليس ما دون ذلك زكاة، ومن 40حتى 120 شاة زكاتها شاة واحدة، ومن 121حتى 200 ففيها شاتان ومن 201 حتى 399 ثلاث شياة ومن 400 حتى 499 زكاتها اربع شياة ومن 500 حتى 599 ففيها خمس شياة. وهناك زكاة المستغلات والمنتجات الحيوانية والمائية وزكاة الدخل وعروض التجارة والصناعة من احب الاطلاع فاليرجع الى قانون الزكاة رقم 2 لسنة 1999م كونها وردت بالتفصيل وكذا مالم نشر اليه من انصاب الانعام . سبأ نت