بدأت في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الثلاثاء أعمال القمة الثانية للدول العربية ودول أميركا الجنوبية, بمشاركة عدد من رؤساء الدول العربية، ورؤساء ثمانية من دول أميركا اللاتينية إضافة لأربعة نواب رؤساء، وممثل اتحاد أميركا الجنوبية واغوستو كاستيلو. وفي كلمته التي القاها في الجلسة الافتتاحية للقمة أكد أمير دولة قطرالشيخ حمد بن خليفة ال ثاني أن شعوب العالم العربي تابعت وتتابع حركة التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي الذي تحققه شعوب قارة أميركا الجنوبية على طريق وعر وشاق... معربا عن تقديره الكبير لهذه الجهود وتلك الأعباء التي تحملتها الشعوب لكي تصل إلى هذه الدرجة من التقدم. وقال الشيخ حمد بن خليفة إن هناك أوجه شبه وتقارب بين العالم اللاتيني وعالمنا العربي ..موضحاً ان كلاهما لديه تجارب حضارية قديمة وثقافة متعددة المصادر وطموح إلى مستقبل كريم وأن كليهما يواجهان عقبات وتعقيدات تتشابه كثيراً في وجوهها وأسبابها على طريق التقدم. ولفت أمير دولة قطر الى الموجات المتعددة من الهجرة العربية التي وصلت الى أميركا اللاتينية وحملت معها أشكالاً وألواناً من الثقافة العربية, موضحا ان هناك جهوداً سابقة حاولت مد هذه الجسور التي تعتمد على أحلام المؤسسين الأوائل لحركة تضامن آسيا وإفريقيا سعت إلى تحقيق اللقاء بين القارات الثلاث والاقتراب من أميركا الجنوبية الا ان بعض هذه الجهود تعثرت لأسباب متعددة دولية وإقليمية. من جانبها اكدت رئيس جمهورية تشيلي مشيل باتشيليت التي تتولى بلادها رئاسة اتحاد دول اميركا الجنوبية أن من شأن هذه القمة العربية الاميركية الجنوبية المساهمة فى دفع الحوار بين المجموعتين الذى بدأ منذ خمس سنوات مضت. وقالت باتشيليت في كلمتها امام القمة ان اتحاد دول اميركا الجنوبية الذى يضم12 دولة ملتزم باليات التعاون العربى الاميركى الجنوبى وهو يمضى قدما فى بذل جهوده الحثيثة لصالح الدول الاعضاء فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية. واضافت باتشيليت إن الاتحاد وعدد سكان دوله ال 388 مليون نسمة وما يمتلكه من ثروات عديدة وتنوع بيئى وثروة عرقية ولغوية، يعبر عن الارادة السياسية لدول اميركا الجنوبية فى سبيل تسريع وتعزيز عملية الاندماج الاقليمى والاجتماعى والتوافق السياسي ومعالجة تداعيات الازمة المالية العالمية. وتابعت ان انشاء المجلس الاميركى الجنوبى للدفاع يشكل نقطة محورية للتعاون فى هذا المجال فضلا عن كونه هيئة استشارية وتنسيقية للتعاون بين الدول الاعضاء، كما انه اصبح وسيلة فاعلة لتطوير شبكة للتعاون على الصعيد التجاري. واردفت قائلة "ما من تقدم دون اندماج اجتماعى واحترام للبيئة وحقوق الانسان، ولقد اصبح المجلس الاميركى الجنوبى الذى مضى على انشائه عام واحد احد الاليات الاساسية فى اميركا الجنوبية ومنطقة الكاريبى لتحقيق الاندماج باشكاله المختلفة. واعربت عن رغبة الاتحاد فى نقل هذه التجربة للمنطقة العربية لتعطى نتائج ملموسة على صعيد التعاون بيننا خاصة فى قطاعات التجارة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا... معبرة عن إعتزازها بالمبادرة التى اطلقها مجلس التعاون الخليجي وسوق اميركا الجنوبية للتعاون التجارى والاقتصادى بين الطرفين. وإشارت الى الاثار السلبية للازمة المالية العالمية خاصة من حيث فقدان الملايين لوظائفهم فى انحاء مختلفة من العالم اضافة الى اضرار التغير المناخى وارتفاع حرارة الارض ونقص الغذاء, مؤكدة انها تهدد اهداف الالفية الثانية وبشكل اهم الاهداف السياسية والاخلاقية التى تواجه الجميع فى القرن الحادى والعشرين. فيما دعت رئيس تشيلي الى التواصل والحوار بين المجموعتين والتوصل الى اتفاقيات تعزز من تعاونهما المشترك سياسيا واقتصاديا وتجاريا, والتحلى بالثقة والقدرة السياسية وارادة التغيير من اجل تحقيق الاهداف المتوخاة لصالح شعوب المجموعتين مع مباشرة عملية جماعية على صعيد المجتمع المدنى لجهة الحوار والتعاون متعدد الاطراف.. من جانبه أشاد أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى, بموقف دول أميركا الجنوبية تجاه العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، مطالبا بتنسيق المواقف بين دول المنطقتين وطرح رؤية موحدة دوليا. وقال موسى في كلمته التي القاها امام القمة "ان التعاون المشترك بين المجموعتين وضع على مائدة التنفيذ وأصبح واضحا ان هناك مجالا لتنسيق سياسي فيما رايناه من دعم دول اميركا الجنوبية للقضايا العربية". وأضاف "أن دعم خطوط الطيران بين المنطقتين من شأنه زيادة حجم التبادل التجاري المشترك", موضحا انه اصبح من السهل على الجميع الانتقال الى عدد من دول اميركا الجنوبية مما ينشط المجال التجاري بينهم. ولفت موسى الى ان "ارقام التجارة تضاعفت وهناك افاقا واسعة واقرب الى التاكيد ان هذه الارقام ستضاعف في السنوات المقبلة", معربا في الوقت نفسه عن تقديره لجهود أمير دولة قطر وحماسه في فكرة التعاون في مجال دعم العلاقات العربية مع دول أمريكا الجنوبية . وتابع بقوله ان القمة الاولى التي عقدت في البرازيل دشنت مسيرة التعاون بين دول المنطقتين واعتبرت تنفيذا للمبادرة التي اطلقها الرئيس البرازيلي لولا ديسلفا لتمثل نظرة واقعية مستقبلية للتعاون الدولي بين دول جنوب. وأشار امين عام جامعة الدول العربية الى ان القمة الثانية بالدوحة تؤكد ثبات هذه المسيرة وان الجانبين في سبيلهما الى التوصل الى مستويات عالية من التعاون والتنسيق... منوها بمستوى التنسيق الجاري بين الجانبين لتشكيل مواقف ازاء التطورات الدولية سواء بالنسبة لتطوير الاممالمتحدة او فيما يتعلق بالتعامل مع الازمة الاقتصادية الحالية وكذلك بناء العلاقات الدولية. وأكد في هذا السياق ان التأييد المتصاعد من دول اميركا الجنوبية لحقوق الشعب الفلسطيني وحديثهم المستمر عن القدس والاراضي المحتلة ودولة فلسطينية يؤكد ان للدول العربية نصيرا كبيرا في دول اميركا الجنوبية.