أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور أهمية الارتقاء بواقع البحوث والدراسات الجامعية تجاه كافة القضايا التي تهم الدولة والمجتمع بما يؤكد العلاقة الوثيقة بين الجامعات والمجتمع. واعتبر الدكتور مجور خلال حضوره افتتاح فعاليات المهرجان الهندسي الأول الذي تنظمه جامعة صنعاء بالتعاون مع جمعية المهندسين المعماريين، الارتقاء بالبحوث والدراسات الجامعية أحد المهام الحيوية والرئيسة التي ينبغي أن توليها الجامعات المزيد من الاهتمام في أنشطتها. وقال رئيس الوزراء: يسعدني أن أنقل إلى الجميع تحيات قائد المسيرة الوحدوية والتنموية فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الذي يولي التنمية البشرية جل الاهتمام والرعاية إيمانا من فخامته بأن تنمية الإنسان وتسليحه بالعلم والمعرفة الحديثة هو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية الشاملة. وأكد الدكتور مجور أن الحكومة تضع مسألة البحوث والدراسات وجودة التعليم في مقدمة اهتماماتها، وأولوية ينبغي التركيز عليها لتعزيز مخرجات التعليم الجامعي، وإيجاد الكوادر المتميزة القادرة على المساهمة الفاعلة في النهضة التنموية، فضلا عن مواكبة المتطلبات النوعية لسوق العمل المحلي والإقليمي والعربي. وأعرب عن أمله أن يكون المهرجان الهندسي تقليدا سنويا وخطوة جادة نحو المزيد من الفعاليات والأنشطة التي من شأنها ربط الجامعة بجميع شركاء التنمية من وزارات واتحادات ومؤسسات مجتمع مدني ورؤوس أموال وطنية وغيرها. معتبرا المهرجان تأكيدا على الدور المحوري للجامعات في خدمة المتطلبات الحقيقية للدولة والمجتمع وتوفير احتياجات التنمية من المخرجات النوعية المؤهلة تأهيلا جيداً. ووجه رئيس الوزراء الجهات المعنية على التسريع باستكمال الجوانب الإجرائية الخاصة بإنشاء المرحلة الثانية من مبنى كلية الهندسة بالجامعة وتوفير التجهيزات الضرورية للمبنى بما يخدم العملية التعليمية للطلاب ومستوى تحصيلهم ويسهم في تطوير الكلية وأدواتها التعليمية. وأكد الدكتور مجور دعم الحكومة لجهود الجامعات في الارتقاء بواقع البحوث والدراسات، ووقوفها إلى جانب أبنائها الطلاب في توفير كل ما تتطلبه مرحلة التحصيل العلمي من وسائل تعليمية مادية وفنية. وأعرب الدكتور مجور عن ثقته بأن وزارة التعليم العالي والمؤسسات التابعة لها تستوعب أهمية الارتقاء المستمر بجوانب البحوث والدراسات خصوصا في ظل قانون التعليم العالي الذي أقره مجلس الوزراء أمس الثلاثاء، الذي تضمن أبعاد مؤسسية متعددة تقوم على تعزيز الشراكة بين مؤسسات التعليم العالي وقطاعات العمل والإنتاج في إطار السياسية العامة للبحث العلمي بمؤسسات التعليم بما ينسجم مع أولويات التنمية وحاجات المجتمع. ولفت رئيس الوزراء إلى أن القانون نص على إنشاء مجلس أمناء للجامعات الحكومية ومجلس أعلى للتعليم العالي ومجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة، والتي تهدف في مجملها إلى النهوض بالدور الأكاديمي وتجويد مخرجات التعليم العالي. من جانبه اعتبر وزير الأشغال العامة والطرق المهندس عمر عبدالله الكرشمي المهرجان تظاهرة علمية هندسية تشهدها الساحة المحلية ويعبر عن مدى ما وصلت إليه كلية الهندسة والجامعة بشكل عام من تطور علمي وتفوق معرفي. وأشار وزير الأشغال إلى ما شهدته اليمن من نهضة تنموية وحضارية في مختلف المجالات بعد قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر, وما بات يتوفر على الساحة من كوادر هندسية مؤهلة وشركات متخصصة في كافة أعمال الإنشاء والعمران. وقال الوزير:" إن الكثير من المنجزات والمشاريع التنموية التي ينعم بها شعبنا اليوم في طول اليمن وعرضه قد تحققت بفضل الله وبتواجد ومشاركة فعالة من قبل المهندس اليمني الكفؤ". وأكد الوزير الكرشمي حرص وزارة الاشغال على تعزيز مكانة المهندس اليمني وايجاد الدور المناسب له في كافة المهام والاعمال الفنية في القطاعين العام والخاص, من خلال وضع نصوص قانونية تتيح له القيام بدوره المنشود على اكمل وجه.. موضحا أن ذلك يتمثل في ما تضمنه قانون البناء ولائحته التنفيذية, وكذا لائحتي تسجيل وتصنيف المقاولين والشركات والمكاتب الهندسية, وجداول متطلبات التصنيف الملحقة بها. فيما أشار رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم إلى ما تشهده كلية الهندسة من تطور متنامي في مختلف الأقسام العلمية والتوسع في إنشاء مباني إضافية للكلية. وبين الدكتور طميم انه تم أقرار تنفيذ المرحلة الثانية من الكلية التي تتضمن إنشاء مباني وقاعات إضافية مجهزة بأحدث التقنيات ومواكبة لمتطلبات التعليم الحديث بما يجعلها كلية نموذجية تنافس وتقدم مخرجات نوعية تفي بمتطلبات السوق المحلية من العمالة المؤهلة. بدوره تطرق عميد كلية الهندسة دكتور حسان عبد المغني إلى ما يمثله المهرجان من ترجمة لبرنامج ورؤية الكلية ضمن أجندتها التطويرية في جميع المجالات. وأشار إلى ما يحمله شعار المهرجان (تواصل..إبداع) من دلالات لتحقيق الشراكة الفعلية والتواصل الخلاق بين الكوادر الهندسية المؤهلة وشركاء المهنة في القطاعين العام والخاص, وإبراز إبداعات الطلاب في مختلف ميادين العمل الهندسي. ولفت الدكتور عبدالمغني إلى ما يتضمنه برنامج المهرجان من ندوات وورش عمل بمشاركة أساتذة من الجامعات اليمنية ومتخصصين من الجهات ذات العلاقة الذين سيقدمون أكثر من 60 بحثا وورقة علمية تسلط الضوء على قضايا التعليم الهندسي ومتطلبات تطوير مناهج أقسام الكلية. وذكر أنه سيتم من خلال المهرجان إشهار المركز الاستشاري الهندسي بالكلية المعول عليه ان يكون حلقة وصل بين الجامعة وبيوت الخبرة الهندسية خارج الجامعة. وكان رئيس الوزراء قام بافتتاح المعرض الهندسي المقام على هامش المهرجان وطاف بأقسامه وأجنحته المختلفة. واستمع من المشرفين على المعرض إلى شرح تفصيلي حول مكوناته المختلفة التي تضم أقسام متخصصة بالعمارة والميكانيكا والكهرباء, وأجنحة للقطاع العام تعرض ابرز الأعمال الإنشائية والهندسية لعدد من الجهات الرسمية منها وزارة الأشغال العامة والطرق, أمانة العاصمة, المؤسسة المحلية للمياه والصرف والصحي, المؤسسة الاقتصادية اليمنية, ودائرة الأشغال العسكرية. كما يضم المعرض أجنحة لشركاء المهنة الهندسية من القطاع الخاص, ونماذج لمشاريع تخرج عدد من طلاب الكلية. وعبر رئيس الوزراء عن إعجابه بمحتويات المعرض وما اشتمل عليه من أقسام وأجنحة عكست التطور الذي وصل إليه الأعمال الهندسية والإنشائية في اليمن.