احتفل اليمن مع سائر دول العالم باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون الذي يصادف السادس عشر من شهر سبتمبر من كل عام، على إيقاع إنجازات هامة تحققت على المستويات التشريعية والإجرائية ، المعززة لامتثال اليمن لبروتوكول مونتريال وتعديلاته. ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام تحت شعار "الحوكمة والامتثال في أفضل الحالات" ما يؤشر إلى التقدم الذي قطعه العالم على صعيد الامتثال لكل من اتفاقية فيينا التي أقرت عام 1985، وبروتوكول مونتريال الذي أُقر في عام 1987 من القرن الماضي، بشأن حماية طبقة الأوزون، وتعديلاته (مونتريال، كوبنهاجن، لندن، وبيجين)، بكل ما ترتب على الاتفاقية والبروتوكول من إطار دولي فاعل وهياكل فعّالة ساهمت في تحقيق الأهداف التي توختها الاتفاقية والبروتوكول والتي تتركز في خفض انبعاثات الغازات المستنفدة للأوزون إلى مستويات قياسية، وإحلال بدائل صديقة للأوزون، وبما يسهم في استدامة طبقة الأوزون باعتبارها تشكل درعاً طبيعياً واقياً للإنسان وسائر الكائنات الحية على الأرض من المخاطر المهلكة للأشعة فوق البنفسجية. والجمهورية اليمنية واحدة من دول العالم ال196 الموقعة على اتفاقية فيينا وبروتوكول مونتريال وتعديلاته، وقد استطاعت أن تقطع شوطاً مهماً على صعيد الامتثال لمقررات البروتوكول، والإيفاء باستحقاقاته وخصوصاً ما يتعلق منها بحظر استيراد وتداول المواد الكلوروفلوركربونية الأشد خطراً على طبقة الأوزون ابتداء من العام الحالي 2010م وشروعها في إجراءات البدء بتنفيذ التدابير الخاصة بتجميد استهلاك اليمن من مواد الهيدروكلوروفلوروكربون، ابتداء من عام 2013 على ضوء خط الأساس المسجل للعامين 2009 و2010. وقد اتفقت الدول الأطراف في البروتوكول في اجتماعها المنعقد عام 2007 في مونتريال على ضرورة تغيير الجداول الزمنية الخاصة بالتخلص من هذه المواد بما يساهم في التسريع بالتخلص التدريجي منها وصولاً إلى وقف إنتاجها واستخدامها بحلول عام 2030 بدلاً عن 2040، بعد أن لاحظ الخبراء تأثيراتها المدمرة لطبقة الأوزون. وفي تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) قال وكيل الهيئة العامة لحماية البيئة - مسئول وحدة الأوزون الوطنية المهندس فيصل أحمد ناصر جابر، "إن اليوم العالمي لطبقة الأوزون يمثل مناسبة هامة، للتذكير بالانجازات الهامة التي شهدها اليمن على صعيد الامتثال لبروتوكول مونتريال، خلال أربعة عشر عاماً منذ انضمامه إلى البروتوكول". وأضاف" إن الهيئة العامة لحماية البيئة ووحدة الأوزون الوطنية التابعة لها، تقف اليوم على أرضية تشريعية وإجرائية قوية تتيح لهما لها القيام بمهام إدارة المواد المستنفدة للأوزون وفق مقتضيات البروتوكول، وخطت خطوات مهمة على صعيد التهيئة الفنية والإجرائية للبدء في تطبيق إجراءات حظر وتقنين استيراد المواد المستنفدة للأوزون عبر المنافذ الجمركية".. مشيراً إلى أن ذلك يأتي تنفيذا للنظام الخاص المقر من قبل مجلس الوزراء ممثلاً في خطة التحكم بالمواد المستنفدة للأزون، حيث تم تجهيز كافة الوثائق الخاصة بتطبيق هذه الخطة، وتم كذلك عقد دورات تدريبية لمنتسبي مصلحة الجمارك والهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة، العاملين في جميع المنافذ الجمركية، وذلك في إطار شراكة مثمرة قائمة بين كل من الهيئة والجمارك والمواصفات. من جانبها أوضحت مدير عام وحدة الأوزون حياة غالب أن الوحدة تتبنى تنفيذ حملة توعوية بالبدائل الجديدة للمواد الدافعة المستخدمة في أجهزة الاستنشاق بالجرع المقننة التي تستعمل من قبل مرضى الربو والتهاب الشعب الهوائية الحاد. وقالت :"إن الوحدة أعدت المادة التوعوية الأساسية التي تشمل بروشورات وملصقات"، مؤكدة أن هذه الحملة ستتواصل على هامش الاحتفال باليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون، وذلك من خلال قيام فرق ميدانية مؤهلة للتوعية بالبدائل الجديدة للمواد الدافعة في أجهزة الاستنشاق بالجرع المقننة في عدد من المحافظات. ولفتت إلى أن بإمكان مرضى الربو الحصول حاليا على أجهزة الاستنشاق التي تعتمد على مواد دافعة صديقة للأوزون من أي صيدلية واستخدامها بدلا عن الأجهزة التي تعتمد على المواد الكلورورفلوروكربونية المستنفدة للأوزون والتي كانت تعتبر مادة الدفع الرئيسية في أجهزة الاستنشاق بالجرع المقننة. يذكر أن اليمن واعترافاً بأدوارها المؤثرة في إطار الجهد الدولي متعدد الأطراف لحماية طبقة الأوزون تم اختيارها، عام 2009، لشغل عضوية اللجنة التنفيذية لصندوق مونتريال متعدد الأطراف، وهي أعلى مستوى قيادي في هذا الهيكل الدولي المعني بالإشراف على مهام الحوكمة والامتثال من قبل الدول الأطراف لبروتوكول. إلى ذلك أثنى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة وجهها للعالم بمناسبة اليوم العالمي لحماية طبقة الأوزون على بنتائج "الامتثال القوي على الصعيدين الوطني والعالمي، مما أدى إلى أن تخفض الأطراف في بروتوكول مونتريال إنتاج واستهلاك المواد الكيميائية الضارة بنسبة تزيد عن98 في المائة. وأشاد بدور بروتوكول مونتريال المؤثر في مكافحة تغير المناخ، من خلال تجنب انبعاثات غازات دفيئة تكافئ ما يزيد عن 135 بليون طن من ثاني أكسيد الكربون. والأوزون هو غاز شفاف شديد السُّمية يتميز بلونه الأزرق الباهت، يوجد بصورة رئيسية في الغلاف الجوي، في طبقة الاستراتوسفير، وبتأثير أشعة الشمس فوق البنفسجية عالية الطاقة، يتكون الأوزون أو 3 من اتحاد غاز الأوكسجين ثنائي الذرة أو 2 الذي نستنشقه مع الأوكسجين أحادي الذرّة (أو) ، وبتأثير نفس الأشعة، يتفكك غاز الأوزون إلى مكوناته الأولية. وتتم هذه العملية في الظروف الطبيعية، مما أسهم في بقاء غاز الأوزون خلال ملايين السنين في حالة توازن، حيث يتعرض لعمليتي البناء والهدم بصورة مستمرة ومتوازنة ومتساوية في المقدار. وتعتبر طبقة الأوزون جزءاً من طبقة الاستراتوسفير(10-50كم) ، ولأن أعلى تركيز لغاز الأوزون يقع على ارتفاع يتراوح ما بين 20 إلى 25 كم، فقد عرفت هذه المنطقة بطبقة الأوزون. وتعمل طبقة الأوزون على تنظيم دخول أشعة الشمس اللازمة للحياة، حيث تعكس الأشعة فوق البنفسجية الضارة وتمنعها من الوصول إلى سطح الأرض وتسمح بمرور الجزء اللازم للحياة ولتدفئة سطح الأرض. وقد ثبث علمياً أن مجموعة الكيمياويات المصنعة تحتوي على مواد الكلوروفلورو كربون، ويؤدي استخدامها في العمليات الصناعية المختلفة إلى انبعاث تلك المواد إلى طبقة الاستراتوسفير فتتفكك بفعل الأشعة فوق البنفسجية وتهاجم جزيئات الأوزون وتفككها. وتتسم هذه المواد المستنفدة للأوزون بالثبات الكيميائي وعدم السُّمية وعدم قابليتها للاشتعال، وتستخدم في قطاعات صناعية عديدة مثل الرغويات( الإسفنج)، المذيبات (المختبرات والمعامل)، الهالونات (إطفاء الحرائق) الفريونات (التبريد والتكييف)، والأيروسولات أو البخاخات، التي تتضمن العديد من القطاعات الفرعية من عطور ومواد تجميل ومبيدات حشرية وأدوية خاصة بمرضى الربو والتهابات الصدر الحادة.