بدأ الناخبون في مصر صباح اليوم الاربعاء التوجه الى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد وسط ترقب يشوبه الحذر، وتوقع بارتفاع الكثافة التصويتية بصورة غير مسبوقة ممن يحق لهم التصويت. وكانت اعداد غفيرة من المواطنين قد تواجدت امام المقار الانتخابية قبل ساعات من بدأ الاقتراع للمشاركة فى الحدث غير المسبوق فى تاريخ الحياة السياسية المصرية، فيما أتخذت اجراءات مكثفة لتأمين الانتخابات حيث ينتشر نحو 150 ألف ضابط وصف وجندى من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية في 27 محافظة مصرية. ويتنافس على منصب الرئاسة 13 مرشحا يخوضون الانتخابات من مختلف التيارات الاسلامية والمدنية والليبرالية، يحظى خمسة منهم بحظوظ اكبر في تصدر المشهد الانتخابي المصري وهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى والفريق أحمد شفيق وحمدين صباحي والدكتور محمد مرسي، وبينما ينقسم الشارع المصري بين المرشحين والتوقعات التفضيلية لمرشح عن الاخر، الا ان القاسم المشترك هو تساوي الفرص بين جميع المرشحين. ويحظى هذا الحدث باهتمام عالمى واسع النطاق على المستويين السياسي والاعلامي، حيث يترقب العالم اجمع نتائج انتخابات الرئاسة المصرية، وما سيتمخض منها من مؤشرات وتوقعات، فيما تنتشر اعداد كبير من مراسلي الأخبار والاعلامين في كافة أنحاء مصر لتغطية الانتخابات، وللوقوف على المستجدات المتلاحقة على مدار الساعة. ويعود الفضل في خوض المصريين هذا الاستحقاق التاريخي الى ثورة 25 يناير التي أدت الى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك عن كرسي الرئاسة بعد 30 عاما من الاستحواذ على مقاليد الحكم في مصر. وعشية يوم الاقتراع قال عضو المجلس العسكري المصري اللواء محمد العصار في مؤتمر صحفي "إن مشاركة المواطنين في الانتخابات الرئاسية هو خير ضمان لنزاهة وتأمين العملية الانتخابية، مشددا الى ان أي خروج على القانون سيواجه بكل حزم وحسم، ولن يسمح بأي تجاوز أو أي تأثير على العملية الانتخابية أو الناخبين". وفي الوقت الذي تجرى فيه الانتخابات الرئاسية بإشراف قضائي كامل بمشاركة 14 ألفا و509 قضاة من مختلف الهيئات القضائية، منهم 1200 قاضية، تعاني بعض المحافظات المصرية من نقص في الاشراف القضائي بسبب اعتذار نحو 600 قاض عن عدم المشاركة في الإشراف على العملية الانتخابية بسبب المحابه التي جرت في توزيع القضاة على المحافظات. كما يقوم 165 ألف موظف اداري بمعاونة القضاة، ويتكفل 12 ألف مراقب من كافة الجهات والمؤسسات والمنظمات المحلية والدولية بمراقبة العملية الانتخابية في عموم المحافظات المصرية. هذا وقد توالت الدعوات من الازهر الشريف وبعض القوى السياسية والائتلافات المختلفة بضرورة الالتزام بالطابع السلمي للعملية الانتخابية وعدم الانسياق لدعاوي العنف، وأعلنت وزارة الداخلية المصرية حالة الطوارئ القصوي داخل جميع القطاعات ومديريات الأمن بالمحافظات استعدادا لتنفيذ خطة الانتشار المكثف لتأمين الانتخابات. وبحسب الجدول الزمني للانتخابات الرئاسية المصرية تجري الجولة الاولى من تصويت الناخبين على مدى يومي اليوم الاربعاء وغد الخميس، فيما يفترض الانتهاء من عملية الفرز يوم السبت26 مايو الجاري، وتستقبل لجنة الانتخابات الطعون على قراراتها يوم الاحد 27 مايو، وتعلن نتائج الجولة الاول من الانتخابات يوم 29 مايو. فيما من المقرر أن تجري جولة الاعادة للانتخابات يومي 16 و17 يونيو المقبل إذا لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة في الجولة الأولى وهو أمر مرجح.