وقع رئيس جنوب السودان سالفا كير ونائبه السابق رياك مشار الليلة الماضية في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا اتفاقا يقضي بإنهاء الحرب بينهما والتي أدت الى سقوط آلاف القتلى ونزوح أكثر من مليون شخص. ويقضي الاتفاق بوقف لإطلاق النار يبدأ خلال 24 ساعة، ونشر قوات للتحقّق من وقف الأعمال العدائية وإفساح المجال لوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين والتعاون من دون شروط مع الأممالمتحدة والوكالات الإنسانية. ويتضمن الاتفاق تشكيل حكومة انتقالية، وفتح الباب لمفاوضات من أجل تشكيل حكومة دائمة، وإعداد دستور دائم للبلاد. ويعد هذا اللقاء المباشر بين الزعيمين الأول من نوعه منذ اندلاع العنف في منتصف ديسمبر الماضي بعد صراع طويل على السلطة. ووقع الاتفاق أيضا هيلا مريم ديسالين رئيس الوزراء الإثيوبي مستضيف المفاوضات. وقبيل توقيعهما هذا التعهد ظهر كير ومشار لدقائق امام الاعلام وتصافحا، للمرة الاولى منذ اندلاع النزاع بين قواتهما. وبعدها صلى الرجلان سويا. و أكد سالفا كير عقب توقيع الاتفاق أن "الجيش والحكومة جاهزين لتنفيذ الاتفاق الذي ينهي تاريخاً أسود في جنوب السودان". وأعرب مشار عن سعادته بتوقيع اتفاق إنهاء الحرب. وفيما أشار إلى أن الحل السياسي ينهي الأزمة والحوار الجاد يحل الخلافات داخل الحزب الحاكم (الحركة الشعبية)، اعتبر أن ما حدث في جنوب السودان ما كان يجب أن يحدث. وأضاف: "أؤكد التزامنا بالاتفاق ومضاعفة الجهود من أجل السلام في البلاد". وتساءل: "لماذا هذه الحرب الشعواء في جنوب السودان؟". وكان الطرفان وقعا أيضا يوم 23 يناير الماضي في إثيوبيا وبرعاية الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) اتفاقا لوقف إطلاق النار سرعان ما تم خرقه. في غضون ذلك، رحب رئيس الوساطة الأفريقية، سيوم مسفن، بالاتفاق، معتبراً أنه "لا حل لمشكلة جنوب السودان سوى الحوار والعمل على المصالحة الوطنية". وأشاد ممثل الاتحاد الأوروبي في الاتحاد الأفريقي بتوقيع الاتفاق، فيما أعلنت الولاياتالمتحدة عن ترحيبها باتفاق وقف اطلاق النار الذي وقعه في أديس أبابا داعية الطرفين الى سرعة تنفيذه. وقال وزير الخارجية الامريكي جون كيري في بيان ان "الاتفاق والذي ينص على الوقف الفوري للقتال في جنوب السودان والتفاوض على تشكيل حكومة انتقالية يمكن ان يشكل تقدما كبيرا لمستقبل" هذا البلد. واضاف ان "العمل يجب ان يتواصل"، داعيا "كلا الزعيمين لان يتخذا الآن اجراءات فورية لضمان تنفيذ هذا الاتفاق بالكامل والتزام المجموعات المسلحة من كلا الجانبين ببنوده". وتابع الوزير الاميركي ان "هذا الاتفاق يوفر فرصة لفتح طريق نحو السلام يجب ان لا تضيع. سنفعل كل ما بوسعنا للمساعدة" على تحقيقه. وكان سلفاكير أقال مشار في يوليو 2013 حيث كان آنذاك نائبا للرئيس، وسط منافسة محتدمة بينهما على رئاسة الحزب الحاكم. وقاد مشار بعد ذلك حركة تمرد بعدما اتهمه رئيس الدولة بمحاولة القيام بانقلاب، واندلعت معارك في منتصف ديسمبر الماضي بين الفريقين الموالين لهما، وأودت بحياة الآلاف ودفعت أكثر من 1.2 مليون شخص إلى النزوح.