دعا القائم بأعمال رئيس البرازيل ميشال تامر إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني بعد تصويت بمجلس الشيوخ بتوجيه اتهام بالتقصير للرئيسة ديلما روسيف مما أفضى إلى تعليق مزاولتها لمنصب الرئيس، وحث البرازيليين على التكاتف خلف هذه الحكومة. وقال تامر وهو نائب روسيف السابق وزعيم الحركة الديمقراطية البرازيلية، في أول خطاب رئاسي له للأمة: إن الأحزاب السياسية في البرازيل والشعب في حاجة ماسة إلى التوحد من أجل تهدئة الأمة وتوحيد البرازيل.. مبينًا أن الحوار هو الخطوة الأولى من أجل العودة إلى النمو الاقتصادي بناء على تعزيز القطاع الخاص. وقد صوت أعضاء مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة لصالح وقف روسيف عن أداء مهام منصبها لمدة 180 يومًا وإحالتها إلى محاكمة بتهمة التقصير بسبب مخالفات تتعلق بالميزانية. وخلال الأشهر الستة القادمة سيحقق مجلس الشيوخ في ادعاءات ضدها وسيجري تصويتاً آخر وفي حالة موافقة أغلبية الثلثين سيتم عزل روسيف نهائيًا عن منصبها. وقالت روسيف إنها "ضحية مهزلة قضائية ومهزلة سياسية " وأن " القدر ألقى دائما بالعديد من التحديات في طريقي.. تحديات كبيرة بعضها كان يبدو غير محتمل ومع ذلك تمكنت من التغلب عليها". وتابعت روسيف بالقول بعد ساعات من قرار مجلس الشيوخ بإيقافها عن مزاولة أعمال منصب الرئيس: "لقد تعرضت للتعذيب.. والآن أعاني منه مرة أخرى من آلام الظلم داعية البرازيليين إلى أن يقولوا "لا للانقلاب". وحث الرئيس البرازيلي المؤقت البرازيليين الى التكاتف خلف حكومته (للانقاذ الوطني). وقد دعا تامر (75 عامًا) المنتمي لتيار الوسط والذي يتحرك الآن لتوجيه أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية نحو سياسات أكثر انسجامًا مع السوق - البرازيليين الى أن يكون لديهم الثقة في أنهم سيتغلبون على الأزمة الحالية التي أثارها ركود اقتصادي حاد واضطرابات سياسية وفضيحة فساد واسعة. وقال بعد حفل توقيع مرسوم تشكيل مجلس وزرائه الجديد "إنه من الضروري أن نهدئ الأمة ونوحد البرازيليين.. الأحزاب السياسية والقادة والمنظمات والشعب البرازيلي سيتعاونون لإنتشال البلد من هذه الأزمة الخطيرة". ويواجه تامر الذي قضى عقودًا في الكونجرس البرازيلي التحدي الهائل المتمثل في انتشال تاسع أكبر اقتصاد في العالم من أسوأ ركود منذ الكساد الكبير وخفض الانفاق العام المتضخم. وسارع إلى تعيين محافظ البنك المركزي السابق هنريك ميريليس الذي يحظى بإحترام في منصب وزير المالية مع تكليفه بإصلاح نظام معاشات التقاعد الباهظ التكلفة.