اكتشف العلماء بجامعة أديلايد في استراليا في دراسة حديثة وجود آثار "الأسبرين" في أسنان الإنسان البدائي من عصور ما قبل التاريخ. ويؤكد فريق البحث أن اكتشاف وجود مسكنات الألم هو مجرد كشف واحد ضمن تفاصيل عديدة أسفر عنها فحص الحمض النووي لسطح أسنان إنسان العصور القديمة. فقد قام فريق الدراسة بتجميع جير الأسنان المتكلس من أناس بدائيين مع مادة وراثية من النباتات والحيوانات التي كان هؤلاء الأناس يأكلونها في عصور ما قبل التاريخ بالإضافة إلى بقايا الميكروبات أدى إلى كشف معلومات مدهشة حول طريقة معيشتهم وعما جعلهم مرضى. واستخلص الباحثون الحمض النووي القديم والبكتيريا من بين فكي ثلاثة أناس بدائيين من بلجيكا وأسبانيا ووضعوا النتائج في ورقة نشرت في دورية "ذا جورنال نيتشر". وأشارت الفحوص لأحماض نووية لوحيد القرن الأوراسي المنقرض والأغنام البرية إلى أن البلجيك كانوا يتبعون نظاما غذائيا يعتمد بشدة على اللحوم . وربما يكون الأمر الأكثر اثارة للاهتمام هو المعلومات الوفيرة الميكروبية التي وجدها فريق الدراسة على الجير المتكلس حيث استخرج فريق الباحثين الحمض النووي من الكائنات الحية الدقيقة ومجموعة البكتيريا والفطريات التي تعيش على أجساد البدائيين وداخلها. ووجدت الدراسة نبات الخزامي في العينة ومن المرجح أن ذلك النبات استخدم لوجود حمض الساليسيليك به وهو نفس المادة الفعالة الموجودة في الأسبرين لتخفيف الألم.. وتابعت أن الإنسان البدائي كان يعاني أيضا من الإسهال والقيء الناجم عن عوامل مختلفة مسببة للأمراض وربما لجأ إلى انتاج شكل من أشكال المضادات الحيوية للعلاج .. فقد تم العثور على مادة وراثية من "البنسليوم روبنز" في المواد النباتية في أسنان هذا الإنسان البدائي .. وهو نوع من الفطريات يعد مصدر العديد من المضادات الحيوية.
