ويكتسب حرص فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على تتويج الاحتفالات الجماهيرية الرسمية والشعبية بأعيادنا الوطنية الخالدة بمدينة عدن الباسلة، معانيه ومدلولاته الوطنية الصادقة في الوفاء لهذه المدينة ولدورها الذي لعبته في الأعداد والتهيئة لميلاد الثورة الأم ال26 من سبتمبر، بحيث كانت ملاذا وملجأ لطلائع الاحرار الفارين من حكم الأئمة في شمال الوطن. وما يهمنا ونحن في غمرة الاحتفالات الوطنية ليس حصر الانجازات والمكاسب التي تحققت في الوطن بأكمله في ظل الثورة الخالدة والتي أصبحت ملموسة على الواقع وغطت شتى مجالات الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية على أهميتها، وإنماأهمية هذه الاحتفالات تكمن في استرجاع المنعطفات التي مرت بها الثورة اليمنية منذ انبلاج فجر الثورة الأم في 26 سبتمبر عام 1962م، والتي كانت العامل الاول والاهم في اندلاع ثورة ال 14 من أكتوبر من على جبال ردفان عام 63م مروراً بجلاء أخر جندي محتل من الجزء الجنوبي من الوطن في ال 30 من نوفمبر 67 وصولا الىاليوم الأهم في حياة كل أبناء اليمن، والذي كان هدفاً وغاية لكل الشرفاء من قادة الحركة الوطنية اليمنية منذ اوائل القرن الماضي وهو توحد اليمن ارضاً وانساناً وامتلاك الارادة الوطنية المستقلة، وهو ما تحقق في ال 22 من مايو 90م بإعلان الجمهورية اليمنية واطلاق نهج التعددية السياسية والحزبية واحترام الرأي والرأي الأخر منهجا لليمن الجديد، وهي القيم التي أكدت عليها اهداف ومبادء الثورة اليمنية الخالدة وظل المناضلون الشرفاء في عموم الوطن اليمني اوفياء لها بالرغم من الصعوبات والعراقيل التي اعترت مسيرة الثورة منذ الايام الاولى لاندلاعها، والتي نستطيع القول بكل ثقة ان احتفالاتنا هذا العام باعياد الثورة اليمنية العيد ال41 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر والعيد ال40 لثورة الرابع عشر من أكتوبر والعيد ال34 للاستقلال، تأتي وقد تحققت على صعيد الواقع معظم اهداف ومبادئ الثورة اليمنية الخالدة إلا أن هذا لا يعني الركون لما تحقق والاكتفاء به فمازال هناك الكثير والكثير مما ينتظر انجازه خاصة في ظل الحراك والتجدد الذي يشهده العالم في كل المجالات التي تمس حياة المواطن ، وهو ما يضع الجميع احزابا وافرادا في السلطة والمعارضة امام مسئولية وطنية وتاريخية في صنع التحولات التي ينشدها الانسان اليمني وتتطلبها مقتضيات حياته، مستلهمين في ذلك النضالات التي خاضها ابناء اليمن من أجل تفجير الثورة والدفاع عنها وقدم في سبيلها الشرفاء من ابناء الوطن ارواحهم قربانا لهذه المكاسب والمنجزات التي توصلنا إليها. وهو مايؤكد صواب دعوة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الى كتابة التاريخ اليمني بكل حيادية وموضوعية وأهمية الدور الوطني الملقى على عاتق المناضلين الذين عايشوا الثورة اليمنية في الاستجابة لهذه الدعوة وتقديم ما لديهم من وثائق ومعلومات عن مراحل الثورة والمنعطفات التي مرت بها سلبا كانت أو أيجابا، وكذا الحديث عن هذه التحولات بكل امانة وصدق لتتمكن بذلك من كتابة تاريخ الثورة اليمنية وليكون مرجعا لكل باحث ومهتم بهذا الشأن وكذا للأجيال التي لم تعايش الثورة حتى تكون على تواصل مع واقعها الوطني والدور الذي لعبه الرواد لتقدر ما ينعم به الوطن من انجازات ومكاسب وتستلهم العبر لمواصلة المشوار في بناء اليمن المزدهر والمتطور . وكالة الانباء اليمنية سبأ