عودة صالح منذ اشتريته قبل أكثر من عشرين عاما , يوم كان الدولار بعشرة ريال,وانأ اعمل سائق باص على خط التحرير-الحصبة بصنعاء,ومن دخله أعول أسرتي ,وتعد أحاديث الركاب ونقاشاتهم موسيقى تصويرية تخفف من روتين العمل وملله ,وان كنت لا آبه لكثير مما يقولوه , لكنها أحيانا تثير اهتمامي. ويتعاقب على كراسي الباص مختلف فئات الشعب من الموظف إلى العسكري الطالب فالتاجر, الفلاح .. المرأة ، ومن الطفل إلى الرجل العجوز،القاسم المشترك بينهم أنهم محدودي الدخل ,لان غير محدودي الدخل لديهم وسائل نقل خاصة ,وينظرون إلينا شذرا لا ادري ما لسبب! مع أننا جميعا نسير في الطريق نفسه,ونمتطي اله حديديه من ذوات الأربع ,ونستخدم نفس الزيت والديزل, أي أننا رفقا طريق , ولكنهم لا يفهمون مع وجود استثناء بالطبع. وفي نهاية كل يوم ومع جردت حساب المحصول وإخراج حق البترول والزيت والفرزة وشرطي المرور, اكتب أهم الأحاديث الركاب التي تلفت نظري,بعد أن أصبحت عادة تنفس عني تعب اليوم وضنك ما بعد القات.. فكانت هذه هي الحصيلة ...... اليوم أقليت اثنان من أمام المتحف بالتحرير وهما على طرفي نقيض فالأول رجل في منتصف العمر يبدوا عليه الوقار فيما الأخر شاب تغلب عليه الحماسة ,وقد جلسا بجوار بعض،فبادره الأول قائلا :"افتهنتوا " شفتم ما فعل لنا حقكم التغيير"عدمتونا" الكهرباء والبترول وقذا أنا تركت السيارة وبنمشي باصات , فاندلع على إثرها اشتباك كلامي,بين الاثنين هذا أهم ما ورد فيه : الشاب: إحنا خرجنا من اجل التغيير وضد التوريث ,أما المسئول عن انقطاع الكهرباء والنفط هي السلطة, بدليل انهم بيجهزوا النفط لحين عودة صالح , لكن شباب الثورة سيسقطون النظام في النهاية. الرجل :انتم تستخدموا الكهرباء والنفط لإسقاط النظام وبعدين انتم أداة بيد المشترك. الشاب :عبده الجندي رد عليكم وقال: أمريكا سبب ألازمه عندما قتلت الشبواني والذي فجر الأنبوب بمأرب. الرجل :من هو الشبواني.؟ أجاب عليه راكب أخر: هو نائب محافظ مأرب اغتالته طائرة امريكيه قبل فترة في مأرب . الشاب :هذا الشبواني للعلم من قيادات المؤتمر في ألمحافظه وليس من المشترك . راكب أخر: القرار ليس بيد الشعوب أو الحكام هو بيد الأمريكان.. الرجل: الرئيس سيعود اليمن هذا الأسبوع رغم نصيحة أمريكا له بعدم العودة. الشاب: ما ضرنا إلا الأمريكان. راكب أخر: قالوا قد بيجهزو لاستقبال الرئيس بمآدبه سيحضرها 40 ألف شخص . الشاب: وال 24 مليون يمني للمه ما يدعوهم .. لهم الله .. الرجل: مشكلتكم إنكم بتنكروا الطرف الأخر ..كل جمعه بيحتشدوا الملايين وفاء للرئيس في صنعاء ومحافظات الجمهورية . الشاب: دلونا على احتشاد جماهيري واحد لأنصار صالح خارج ميدان السبعين بصنعاء . الرجل : الرئيس راجع لقيادة الوطن إلى بر الأمان . الشاب: الأمان هذا فقدناه يوم تولى الحكم وحتى اليوم . الرجل :لكن الرئيس سيعود من السعودية بفلوس كثيرة وسيصرف3مرتبات للموظفين. الشاب:لا تفرحوا أنفسكم , ما بش من "صياد" لبن. الرجل :شوف ابنه احمد علي عبد الله صالح , رجل لطيف وهادى،لم نسمع له صوت طول ألازمه . الشاب: رائيك هذا يحتاج شهادة أهل تعز وأرحب وأبين بذلك. الرجل : يا ولدي انتم فاشلين والرئيس سيعود البلاد غصبا عنكم جميعا. الشاب:ونحن له بالمرصاد. وهنا احتد النقاش وأصبح ينذر بما لا يحمد عقباه، ولكن الله فرعها من عنده ،فبمجرد وصولنا الجولة حتى صاح الاثنين معا وبصوت واحد "على جنب"، فتنفس كل من في الباص الصعداء..وما يزال الركاب يتوافدون . .................................انتهى ......................فوزي الجرادي ....................................... 20