تعلمنا من قيادة اشتراكي الضالع وأعضائه نموذج يمثل فن إدارة السياسة وقبول تصادم الآراء والوفاء والإخلاص ، إنهم مشعل النضال السلمي الوقاد بمضامين جديدة وموضوعات متباينة ترفض الانصياع لأي إرادة التفافية مهما بلغت قوتها ، إنهم صناع نجوم الحرية ودور السياسة يصبح قزما بجانب طموحاتهم وما زالوا كالأمواج المتتالية مكانهم شاهق الاحترام بنضالهم لا يستطيع احد أن يسد أذنيه عن سماع هدير أمواجهم ، شموخ وجسارة لم يرى منهم إلا الصدق والحب والوفاء ، عرفوا معنى الوطن والحرية منذ أن حملوا مشاعل خهمنوة العدالة والمساواة والتكافل الاجتماعي وجابهوا ظلم إهدار الحريات وإساءة استخدام السلطة وإضاعة حقوق المواطن البسيط المهدورة كرامته في دهاليز الشرط والمحاكم بتهم وأساليب مهولة باطلة ولما لهم من باع طويل في السياسة وتجارب الحياة ظل أملهم ثابت لم ولن يتزحزح حتى اللحظة مدركين أن 54ظلم النظام على قساوته سوف يأكل نفسه بنفسه ذلك أن الظلم لا ينثر إلا ظلما وان الحرية راية خفاقة لا يمكن أن تسقط ، فمرحى لمثل هكذا إرادة تسامى شموخها لتقاوم بصدور عارية دوائر أمراء الحرب العسكريين لنظام تظاهر بحماية الوحدة والإنصاف فإذا به اروغ من ثعلب . إن مجمل ضرب أعمق أعماق قلوب الشرف والكرامة وقناعة الضمير بشتى صنوف التهم الكيدية والملاحقات تمثل ضرب سمات لقيم أناس قامت أساسا في سبيل إعلاء قيم الدولة الموحدة وتحويل التاريخ الرجعي إلى مكتوب بآفاق مواكبة للحضارة تحمل تغييرات اقتصادية وثقافية واجتماعية بعظمة توازي عظمة 22مايو 90م . لقد أصبح لدى الاشتراكيين بعد الحرب المفروضة عليهم أمرا يهدد طموحهم لبناء دولة الوحدة المؤسسية فتضاعف ألمهم إلى حالتان : مرة بسبب الهزيمة ومرة بسبب مجهودهم الخارق الذي ضاع وتبدد بمشهد حزين يتراوح بين تحقيق الأمل وبين سقوطه وسط هموم بالغة التعقيد تحمل أبعادا ومتناقضات شتى إذ أن الضجة المدمرة لحرب اجتياح الجنوب لا زالت مستمرة وتحمل آثار ردود فعل قوية لدى الجنوبيين من جميع الأوساط على اختلافها ، إنهم فعلا أمام حيرة حقيقية في موقع مقارنة أمام إجابة لسؤال لا يعطي ردا شافيا طالما الحبل بين الحين والآخر ما زال يلتف حول أعناقهم من تلك الجماعة ، جماعة الوعي بالوطنية المتدثرة بالوحدة وبالولاء للمال والقبيلة ، إنها جماعة الضعيف عندما يبحث عن قواه القديمة لحقبة زمنية تتراءى إنها تبرز بطولة بنفوذ التتويج السلطوي لفساد من عينة فساد النهب الفاضح إلى متعة عابرة ينام فيها الفكر ويتجهل العلم وتضرب الاشراقات في بيداء الظلمة . وجد الاشتراكيون وكثير من المثقفين والمناضلين السبتمبريين والاكتوبريين أن جماعة النصر الكاذبة التي تصبغ شعرها بالحناء لم يعد لفكرها المصبوغ بالركاكة وضعف الحجة والتعجب الأرعن أن تعيد للجنوبيين والى الشفاه والكلمات التي سجنت والألسن التي بترها الخوف زخم حبهم للوحدة العظيمة التي هتفوا لها ليلا نهارا بقناعة طوعية .. حقا لقد عاش الجنوبيين فاجعة مذهلة وانتابهم شيء خلق لديهم مقارنة أن عهدا جديدا للعدالة والمساواة سوف يأتي مميز عن فترة حكم ( الاشتراكي ) فضلت نظراتهم شاخصة إلى المناطق الحدودية مستبشرين وبترحاب فائق بان أناس يأتوهم على شاكلة ( معاذ بن جبل ) لينعموا بالخير والعدالة وإذا بهم يروا أن القادمين مقمصين بوهم خرافي آس وشموخ لاهث بشراهة وراء كسب المال فالرؤ بمهابة قضاة على رؤوسهم عمائم وزنات ومظاهر كثيرة متمسحة بالزي الإسلامي جعلت وزن القانون بالمال ولدت لدى الجنوبيين ذهول شديد مما دعاهم بداية الأمر بالترويح عن أنفسهم بطرق التهامس فيما بينهم بمجالس القات والأسواق والمقاهي عن قدوم ظاهرة الرشوة إليهم وكيف تعممت على كل المرافق الحكومية وعلى رأسها القضاء إلى حد أن فساد النهب الفاضح وصل إلى أعلى مراتبه المتمثلة في بيع الشهادات العلمية دون وازع من دين أو خجل أو قانون وزادت الغرابة فيهم إن هناك من يحمي هذا الفساد وعلى مستوى عالي من كبار المسئولين . وعن حال السجناء فحدث ولا حرج حين يشكون آلامهم لما جرى عليهم من تعسف وتقييد للحرية ونهب مالي وإيذاء جسدي وإرهاب فكري ما يفوق الذهول ، أيام وأسابيع وشهور وسنين بعد سنين حتى انفض المقهورين إلى ردود أفعال للتعبير عن معاناتهم بطرق سلمية فسموهم مخربين ومتمردين على الوحدة وما إلى ذلك من تهم بالغة .. لقد اخذ النظام الوحدة إلى حالة من الفوضى وجعلها كيتيم ضائعا وشريدا من أسرته ( الحزب الاشتراكي اليمني ) والى حالة من التشتت وإفناء الوقت في مغامرات وتجارب وحوارت لا تنتهي ما جعل لدى الكثير من الجنوبيين طرح أسئلة متعددة ترد على شكل نقاشات جدلية مفادها أن للاشتراكي مع الوحدة علاقة حب غريبة الأداء حتى اللحظة ؟؟؟!! ، وملحين عليه بالميل إليهم تحت مبرر أن النظام ما زال هو ذلك النظام والحكومة هي تلك الحكومة مشيرين بالخط العريض إن النظرة لاشتراكيي الضالع هي هي حتى التدوير الوظيفي لم يشملهم ، فالتجاهل ما زال مستمرا لكوادر الحزب وبتلك النظرة السابقة وبتلخيص أدق أن الكل لذويه يسعى نحو التتويج السلطوي للبحث عن النفس وعن مكان وسط مجتمع تقليدي لم يترك الغرور القاتل أو يخرج عن دائرة الأفق الضيقة المحاطة بإطار الفكر المغلق المولد للعنف .. الحقيقة الكئيبة أن الضالع حزينة لا ينام في حضنها قانون سوى قانون تصفية شيكات العشر الأواخر للعام بدقة واحتراف وأنها ما زالت تدار بنظام اروغ من ثعلب ...