جلست إلى النافذة قبل لحظات - السادسة و23 دقيقة مساء ، اراقب البرق ، واسمع صوت الرعد ، وانهمار الدفقات الاولى من غيث هذا الفصل . من وراء الزجاج يتماوج ضوء ذاك السراج المعتلي باب حوش الجيران ، واضواء تأتي من النوافذ ، تتداخل بلمعان برق المطر . ليس بعيدا ذهب بي البال ، بل البعيد القريب. ترائ لي أن العالم يعيش حربا عالمية ثالثة ولكن مع عدو ليس بالجديد ، عدو يذهب ويجيئ . كنت لتوي قد قرأت أن العالم في العام 1918 فقد خمسين مليون انسان بسبب الانفلونزا الاسبانية على ثلاث موجات، وفي العام 2009 فقد 10000آخرين بسبب انفلونزا الخنازير، بدى لي أن ذاكرة البشر الجمعية تنسى ، ويقال في هذا انه لولا النسيان لما عاش الانسان . هل هو الاعلام من يميتها ويحييها متى شاء !!. هل يؤدي الاعلام دورا مشبوها هذه المرة؟؟ ، لا انطلق من نظرية المؤامرة ، فقد استهلكناها حتى العظم ، اذلم يبقي منها الحاكم العربي مايدل عليها !!. يبدو العالم كله الآن مقسوم هكذا : عالم متطور، عالم يعمل جاهدا على اللحاق بالعالم الاول ، وعالم ضائع ،لاحول له ولاقوة . العالم الاول يستخدم كل امكاناته العلمية في المواجهة ، وانا هنا منبهربما قامت به الصين ،, وبذلك استطاعوا مواجهة زحف الفيروس ، انبهرت بالقدرة على السيطرة وتحريك ملايين الافراد، يعني أن القدرة الادارية عظيمة ، في كوريا الجنوبيه وسنغافورة فعلوا كذلك فحققوا انجاز انهم سيطروا . اوروبا تبدومرتبكة في هذه اللحظة وتعاني ، لكنها ستنجح في الاخير…العالم الضائع ضائع بالفعل ، يغشش منهم ، ويدعوا عليهم في نفس الوقت . سألت نفسي في لحظة مطر: ماذا لوان العالم الاول لم يخترع قنديل الكهرباء ، ويحقق كل هذه الانجازات العلمية التي تخدم حياة البشرولو بالقيمة ، فذلك شيئ بديهي ..!! كيف سنتصرف ، كيف سنواجه ؟؟ العالم الضائع لايصنع شيئا ولايعتمد العلم حلا ونهجا . ماذا لولم تصل الينا الكهرباء ومنهم ؟؟!! كل ادوات ووسائل المواجهة هم من صنعوها ووفروها ، ونحن مجرد مستهلكين متكبرين ومتعالين !!!. واضحك عندما اقرأ لبعض المعتوهين يكتبون اننا سنخرج منتصرين بما في ذلك الانتصار عليهم ، في نفس اللحظة التي يكونوا فيها عائدين من البحث عن كمامة او معقم ، شطارتنا مثلا هنا اخفاء الكمامات والمعقمات لنرفع اسعارها. معاملهم تواصل الجهد ليل نهار ، يتسابقون على الهيمنة على أسواق العالم الضائع ونحن نضحك ، لاندري اننا من نستهلك ، ونظل نهرج ليل نهار بلا طائل . نحن نتحارب ...وهم يحاربون على جبهة اخرى. هم سيخرجون بدروس تفيد قادم أيامهم …وكل كارثة يستخلصون منها الدروس … ونحن نعود الى الخلف ...وتكتشف أن مزيدا من اللحى انظمت الى الطوابيراياها ...وكل يدعوك الى السماء التي تتبعه !!! نحن سنضيع الدفتر والقلم … لله الامرمن قبل ومن بعد .