سلام الغرفة يتغلب على التعاون بالعقاد في كاس حضرموت الثامنة    ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



H1N1 فيروس يحيل الوجوه إلى اللون السماوي
نشر في المصدر يوم 29 - 09 - 2009

كان سائق السيارة الأجرة يضع قناعاً (كمامة واقية) على وجهه، تشبه إلى حد ما تلك التي يضعها طبيب الجراحة في غرفة العمليات. وفجأة أصبح الناس يمرون في الشوارع، وعلى وجوههم ذات الأقنعة التي انتشرت مؤخراً بشكل كبير: البائع في متجره، رجل المرور، الموظف، النساء، وحتى الأطفال..الكثير منهم باتوا يتقنعون، خوفاً من شيء ما يحيط بهم ويتجول بينهم، متوخياً اللحظة المناسبة ليسكن الأفواه والأنوف، ومن ثم ليفتك بالأجساد الضعيفة..

فجأة، ومع أواخر شهر رمضان المبارك، أصبحت الكمامات ذات اللون السماوي تحظى برواج واسع.. وربما تحوي العاصمة صنعاء العدد الأكبر ممن يضعونها على وجوههم، كونها الأكثر خطراً من غيرها حتى الآن، من حيث عدد الإصابات بفيروس (H1N1) المعروف بإنفلونزا الخنازير.

"عبد الله" من أبناء محافظة تعز، يمتلك متجراً لبيع الأدوات الطبية. حين زرت المحافظة في إجازة هذا العيد، أعلمني أن الكمية التي كانت لديهم من الكمامات قد نفدت بشكل سريع وغير متوقع. قال إنهم يبيعون الباكت الذي يحتوي على 50 كمامة ب 500 ريال. هكذا فجأة أقبل الناس على شرائها بشراهة، آملين أن تقيهم الفيروس العالمي الفتاك، الذي انطلق من المكسيك في مارس الماضي، وانتشر ليغزو العالم في ظرف أشهر قليلة. إنه الفيروس الذي يحيل كل مكان مزدحم مكاناً غير آمن، ومهدد بالموت. لقد وصل عدد المصابين به حتى الآن قرابة 300 الف على مستوى العالم خلال نصف عام تقريباً، ومازالت شهيته مفتوحة للتوسع، بينما توفى بسببه - حتى اليوم - قرابة 3500 شخص، بحسب آخر إحصائية نشرتها منظمة الصحة العالمية حتى تاريخ 20 سبتمبر الحالي.

• أرقام وإحصاءات محلية.. وتحذيرات تثير الهلع
بالنسبة لبلادنا، ظهرت فيها أول حالة في يونيو الماضي لطالب يمني قدم من الولايات المتحدة. بعدها - وحتى نهاية أغسطس - بدا أن انتشار الفيروس داخلياً كان بطيئاً جداً، بمتوسط حالة واحدة كل أسبوع تقريباً، حينما اقتصرت الحالات المعلن عنها على خمس حالات تقريباً في الأسابيع الأولى من ظهوره وكانت معظمها لوافدين من الخارج. ومع وصولها إلى سبع حالات كانت وزارة الصحة قد أعلنت عن شفاء حالتين، لتخفف من المخاوف والقلق، وتبعث الأمل لدى الهلعين الذين تأثروا بنشرات الأخبار العالمية حين سيطر الخبر على عناوينها الرئيسية لفترة طويلة..

لكن، وفي اغسطس، أعلنت الوزارة عن أول حالة وفاة في اليمن بفيروس أنفلونزا الخنازير لمواطن يمني يبلغ من العمر 40 عاماً، قالت إنه من أبناء محافظة الضالع، ليسيطر الهلع من جديد..

ومع انقضاء شهر أغسطس الماضي، ودخول شهر سبتمبر الحالي، كانت وزارة الصحة تعلن عن وصول حالات الإصابة بالمرض إلى 24 حالة، غير أن شهر سبتمبر هذا تحول إلى شهر فيروسي فضيع، فخلال الأسبوع الأول منه قفزت عدد الحالات لأكثر من الضعف، ووصلت إلى 51 حالة. واليوم، ومع اقتراب الشهر من نهايته، تضاعف عدد الحالات المصابة تقريباً إلى ثلاثة أضعاف، لتصل إلى قرابة مائتين حالة. ليستقر متوسط المعدل اليومي للحالات المكتشفة والمعلن عنها ما بين 5 – 7 حالات تقريباً خلال الأيام القليلة الماضية.

قبل أسبوعين، كانت شوارع العاصمة مكتظة بالناس وهم يجوبون أسواقها لشراء ملابس العيد، بينما كانت وزارة الصحة تثير الهلع بين مرتادي الأسواق المزدحمة، عبر إلقاء التعليمات الوقائية المتواصلة في التلفزيون والإذاعة. حين كانت تطلب منهم تجنب الأماكن المزدحمة، وتنصح بالتخلي عن العناق والتقبيل أثناء السلام والاكتفاء بالمصافحة، وخصوصاً خلال إجازة العيد. وزاد الهلع أكثر حين حذرت الوزارة المواطنين من سهولة الإصابة بالفيروس بتأكيدها انتقاله من على بعد أمتار قليلة..

• إشاعات.. قلق.. ورهاب الأماكن المزدحمة
محمود، وهو صاحب أحد متاجر بيع مستلزمات التجميل والعطورات في شارع هائل، تحدث معي أوآخر شهر رمضان عن إشاعة قال إن البعض قام ببثها في الشارع التجاري المزدحم دائماً في مثل هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان. تقول الإشاعة إن الجائحة الفيروسية القاتلة باتت تسكن هذا الشارع لتحصد بعض مرتاديه. ولذلك – يضيف محمود - تجد أن الحركة هذا الشهر قلت كثيراً على غير العادة بالمقارنة بما كانت عليه الأعوام الماضية. غير أنه يمتلك تفسيراً خاصاً به من وراء بث تلك الإشاعة. فهو يعتقد أن للحكومة يد خفية فيها، لتشغل الناس عن عدم صرفها إكرامية شهر رمضان السنوية، من جهة، ومن جهة أخرى لتقنعهم بعدم الخروج إلى المتاجر لشراء حاجيات العيد، بعد أن عجزت هذا العام من منحهم الإكرامية السنوية اللازمة ليقوموا بذلك..

في ذلك اليوم، كان لافتاً عدد من يضعون كمامات الوقاية من الفيروس. وهنا تجد طفلاً في الشارع يرفع صوته: كمامات أنفلونزا الخنازير. وحوله يتحلق مجموعة من الزبائن القلقين على أرواحهم من فيروس لم يجد له الأطباء وجهابذة عالم الطب علاجاً ناجعاً حتى اليوم. عدا بعض تلك العقاقير واللقاحات التي أعلن عنها مؤخراً، والتي ارتبطت هي الأخرى بإشاعات من قبيل: أن المرض مفتعل من قبل شركات عقاقير عالمية قامت بزراعة الفيروس، لتعمل هي على تصنيع عقار خاص به، وبيعه بأسعار كبيرة لتضرب ضربتها من خلاله..

ربما لا تخطئ الصواب حين تشاهد بعض من يضعون تلك الكمامات وقد أحالوها إلى موضة حين يضعونها على أذقانهم بينما أفواههم وأنوفهم بادية للعيان، ويمارسون عاداتهم اليومية بالحديث والأكل. حتى أن بعض النساء اللاتي يرتدين الخمار الذي يغطي كامل الوجه ولا يظهر منه إلا أعينهن، تجد أن اللون السماوي للكمامة يبرز من الأطراف العلوية قرب العين.
على أنه وبالمقابل: تلحظ أن هناك قلق وخوف لا تخطئه العين وجلي يبرز من أعين وملامح الفتيات في عمر المراهقة أكثر من غيرهن.. هنا – في أوآخر شهر رمضان - في معرض "سيتي ماكس" للملابس الجاهزة، المزدحم بشكل لافت (حتى لا تكاد تجد مساحة مناسبة لقدميك لتتحرك عليها بسهولة)، تجد بعض من لم يحضين بوضع الأقنعة السماوية على وجوههن، وقد استعضن عنها بمنديل صغير يلصقنه على أفواههن، وبينما يحاولن تفادي الزحمة التي لا مفر منها، كانت ملامح أعينهن تنبع منها الخوف، فيعملن على طرده – ربما - بتحريك المنديل في الهواء قرب الفم وكأنهن يحاولن منع الفيروس المتربص بهن من الولوج إلى أفواههن عنوة.

ربما لا يعي الكثيرون هنا أن انتقال الفيروس بين البشر يحدث بنفس طريقة الإنفلونزا الموسمية عن طريق ملامسة شيء ما به فيروسات إنفلونزا ثم لمس الفم أو الأنف، إلى جانب انتقاله من خلال السعال والعطس‎.‎

قبل أيام قليلة فقط، بلغتني إشاعة تقول إن المعرض التجاري الكبير"سيتي ماكس"، كان لديه جهاز لرصد وتتبع الحالات المصابة بالفيروس، وتفيد الشائعة أن الجهاز اكتشف سبعين حالة خلال شهر رمضان..!! يتضح من السياق أنها لم تكن سوى إشاعة بالفعل، لكن الناس باتوا يلوكون الإشاعات ويشربونها كالماء. البعض بات يحمل في جعبته الكثير منها بحسن نية، بينما يستغلها آخرون لأغراض تنافسية تجارية. كتلك التي تقول: إن شركة اتصالات كبيرة أغلقت أبوابها قبل أيام، بعد أن أصيب كل موظفيها بالفيروس نتيجة احتكاكهم بأحد المهندسين الأجانب الذين وفدوا إلى الشركة للتدريب. أو تلك التي تقول أنه تم اكتشاف مجموعة من الهنود العاملين بأحد الفنادق الكبيرة في العاصمة مصابين بالفيروس. وغيرها الكثير، والكثير من الإشاعات التي وجدت لها رواجاً في الشارع، وخصوصاً بعد أن أصبح للفيروس صولة وجولة وانتشار مطرد خلال الأيام الأخيرة، حتى بات هماً لدى الناس، وازدادت – تبعاً لذلك - رقعة من يرتدون الأقنعة الواقية، بشكل لافت..

• سبتمبر شهر فيروسي جائح..
فعلاً.. لقد ازدادت حالات الإصابة خلال أواخر شهر رمضان بشكل كبير جداً، وتؤكد المعلومات الواردة من وزارة الصحة أن الارتفاع جاء نتيجة المخالطة، وخلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين فقط، أعلنت الوزارة اكتشاف تسع حالات جديدة، ليرتفع العدد الكلي إلى 192 حالة معلنة، بينما أعلن - حتى ذلك الحين - عن ست حالات وفاة.

وبعدها بيوم واحد فقط أعلن عن سبع حالات جديدة – وتحديداً الجمعة الماضية (25 سبتمبر) – حيث أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان السبت الماضي عن اكتشاف سبع حالات جديدة مصابة بالفيروس تم إكتشافها يوم الجمعة الماضية، لترتفع عدد حالات الإصابة المكتشفة الى 199 حالة.‎‎وقد أوضح الدكتور عبدالحكيم الكحلاني - الناطق الرسمي باسم اللجنة العليا لمواجهة الجائحة العالمية – في تصريحات صحفية، إن من ضمن الحالات السبع المكتشفة: حالة ليمني عائد من أداء العمرة، وحالة أخرى لمقيم آسيوي في اليمن، فيما الحالات الخمس تعود ليمنيين نتيجة المخالطة. وضمن تلك التصريحات المنسوبة له فقد أكد الدكتور الكحلاني أن عدد 160 حالة تماثلت للشفاء، غير أنه لم يوضح ما إذا كانت تلك الحالات محتسبة وتدخل ضمن العدد الإجمالي المكتشف والمعلن عنه (199 حالة مصابة)، لنستنتج أن عدد الحالات المصابة تقلص لأكثر من الثلثين، أم أن عدد الحالات التي خرجت من دائرة الإصابة (تشافت)، لم تدخل في الحسبة من العدد الإجمالي المعلن عن اكتشافه..! وهذا ربما هو الأرجح في كل الأحوال.

وفي الحقيقة، ومع جزالة الدور الذي تقوم به هذ اللجنة المكلفة بتقديم المعلومات ووضع الرأي العام أمام الحقائق أولاً بأول، فإنه لا يمكن الاعتماد كلياً على تلك الإحصائيات التي ترد منها، كون مثل هذا الأمر يعتمد بالأساس على حجم الإمكانيات التي تقف عليها بلادنا لمواجهة الفيروس وانتشاره. ويدخل بضمن ذلك وقبله: مدى القدرة على اكتشافه وتشخيصه ومعالجته. حتى الآن لم نسمع أن هناك محجر صحي خاص لعزل المرضى وإخضاعهم للعلاج، ومع أننا قرأنا تصريحات للكحلاني نفسه، تؤكد أنهم يقومون بعزل المصابين عن المجمتع، لكننا سنخمن أن ذلك العزل يتم في غرف خاصة في المستشفيات العامة، وهو إن كان كذلك، فهو أمر مثير للشك، كون مثل هذا العزل يتطلب أماكن، ومراكز خاصة.

ولعل ما يدعم ما ذهبنا إليه - من عدم الركون كلياً إلى الأرقام والإحصاءات الواردة من وزارة الصحة بهذا الصدد - أمران. الأول: أن الحالات التي أعلن اكتشافها في بداية ظهور الفيروس في بلادنا، كانت الوزارة تؤكد أنها لوافدين من الخارج. وهي لم تكتشفها في المطار كما تفعل بقية الدول إذ تفحص كل وافد إليها قبل دخوله البلد بأجهزة متطورة. لأنها إن اكتشفتها في ذلك الحين فإنها ستحاصر الفيروس بعزل كل مصاب ، قبل اختلاطه بالمجمتع وبالتالي الحد من انتشاره.

أما الأمر الآخر، فيتعلق بسابقه. فحين لم تكن الوزارة تمتلك القدرة على اكتشاف المصابين في المداخل والمطارات، فإنها كلما اكتشفت حالة إصابة، بعد ذلك كانت تقوم بعزلها، ومع ذلك فإن الفيروس ظل ينتشر بشكل مطرد، وانتقل من كونه لحالات وافدة فقط، ليصبح منتشراً عبر الاختلاط. بما يعني أن هناك حالات كثيرة لم يتم اكتشافها. وربما ما يحدث من اكتشافات لاحقة بمعدلات يومية - أصبحت مخيفة - ستتضاعف بشكل أكبر، فيما لو كان التشخيص دقيقاً لكل حالة أنفلونزا تصل إلى المستشفيات. ذلك مع أن الكثيرين باتوا اليوم لا يذهبون إلى المستشفيات عند إصابتهم بأعراض الأنفلونزا الموسمية، ويكتفون بما تعودوا على علاجها بشكل موسمي في منازلهم. على الرغم من أن الأطباء يؤكدون أن " أعراض إنفلونزا الخنازير في البشر مماثلة لأعراض الإنفلونزا الموسمية وتتمثل في ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات وإجهاد شديد". ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تسبب مزيدا من الإسهال والقيء أكثر من الإنفلونزا العادية‎.‎

• عام دراسي بلون الخطر
إن ما بات يثير مزيداُ من القلق والخوف، هو هذا الانتشار المطرد والمخيف للفيروس، خلال الفترة الأخيرة، بما ينبئ أن هناك حالات كثيرة لم تكشتف بعد ومازالت تنقله بين الناس. ومن الطبيعي أن يرتفع عدد المصابين خلال الفترة القادمة بشكل أكبر، طالما ظل يجوب الشوارع والأسواق والمنازل بحرية كاملة بعيدا عن الرقابة والتوعية والوقاية بطرق وأساليب مناسبة.
ولعل لذلك القلق ما يبرره في مثل هذا الوقت، لاسيما وأننا قادمون على فصل دراسي جديد، ربما لن يفيده تأخيره لأسبوع أو أسبوعين، أو حتى لشهر كامل، مالم يتم العمل بشكل جدي ومسئول على الحد منه ومحاصرته بأساليب علمية وطبية حديثه، إلى جانب توعية المجمتع بشكل مستمر ومتواصل عبر تنظيم الحملات الإعلامية المخطط لها في جميع الوسائل والمنابر الإعلامية..الخ

وللمزيد من تأكيد المخاوف، هاكم ما قاله الدكتور عبدالحكيم الكحلاني ضمن تصريحات صحفية أدلى بها في آخر يوم من شهر أغسطس الماضي، حين أكد "ان مستوى خطر أنفلونزا الخنازير في اليمن لا يزال كما هو سابقا كون العدوى لاتزال بين المخالطين اللصيقين للحالات نفسها ولا توجد عدوى داخلية بين المجتمع، موضحا أن العدوى محصورة في نفس الحالات، وأنهم يقومون بمتابعة دائمة وتقييم مستمر لدرجة الخطورة"‎.‎ غير أن تلك التصريحات لم يعد لها مكان بيننا اليوم، بعد أن ارتفعت عدد الإصابات المكتشفة من 24 حالة في ذلك الشهر الذي أدلى فيه الدكتور بتصريحاته تلك - لتصل إلى قرابة 200 حالة اليوم، وتحديداً 199 حالة حتى الجمعة الماضية الموافق 25 سبتمبر.

وإذا ما توقفنا قليلا عند هذا العدد والفترة التي ارتفع فيها، يمكن ملاحظة أنه وخلال 25 يوماً فقط ارتفعت حالات الإصابة 175 حالة جديدة، أي بمعدل يومي 7 حالات إصابة. وإذا نظرنا إلى المستقبل القريب حتى نهاية هذا العام، فإن عدد الإصابات ستتضاعف حتى تتجاوز الألف إصابة (بحكم أن الانتشار يؤدي - حتماً - إلى أن تصبح فرص الإصابة أكثر، خصوصاً وأن المرض سهل الإنتقال عبر المحاكاة والتعاملات اليومية، واللمس) وبالتالي فإن المعدل اليومي سيرتفع بشكل طبيعي ربما ليتجاوز 10 حالات يومية عند أقل تقدير..

وعنئذ، وفي نهاية العام الحالي، إذا ظلت الأمور على هذا النسق من الزيادة والانتشار للمرض، فإننا إذا التفتنا حولنا سنجد أن وراء كل حالة ستكون هناك سلسلة عددية متضاعفة، في مجتمع فقير لا يمتلك أكثر من ثلثيه قيمة العلاج المكلف، وفي الاتجاه الآخر هناك حكومة مازالت تعاني من عجز كبير في موازنتها العامة، إذ تنتقل من أزمة إلى أخرى.

• إجراءات حكومية للعودة إلى المدرسة:
حذرت وزارة الصحة المواطنين من العناق أثناء إجازة العيد، ودعتهم للاكتفاء بالمصافحة، وقاية من انتشار المرض. لكن اليمنيين لم يعيروا تلك التحذيرات اهتمامهم، فذهبوا يتعانقون بحرارة، متحدين الفيروس الذي أصبح من أكثر الفيروسات تهديداً للعالم..

وحسناً صنعت وزارتا التربية والتعليم، والتعليم العالي، بتأجيلهما العام الدراسي المدرسي والجامعي لمدة أسبوعين، حتى تحدد اللجنة الوطنية العليا الإجراءات العملية للوقاية من أنفلونزا الخنازير خلال الأسبوع الجاري.

وقد أكد الدكتور عبد السلام الجوفي وزير التربية والتعليم أن الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات الاحترازية لمواجهة انفلونزا الخنازير مع بدء الفصل الأول من العام الدراسي الجديد بالتنسيق مع وزارتي الصحة العامة والسكان والإعلام وبما يضمن الوقاية وعدم انتشار الفيروس في أوساط الطلاب.‏ (صحيفة 26 سبتمبر – عدد الخميس الماضي).

وقال الجوفي ضمن تصريحاته للصحيفة إن من ضمن الإجراءات عقد دورات تدريبية لكافة المدرسين والإدارات المدرسية خلال الأسبوع المقبل في مختلف مدارس الجمهورية لتعريفهم بالمرض وأعراضه ووسائل انتقاله وكيفية الوقاية منه، وسيقومون بنقل المعلومات المكتسبة إلى الطلاب.. بالإضافة إلى طبع منشورات وكتيب توعوي بعدد 60الف نسخة ستوزع على جميع المدارس تتضمن معلومات تثقيفية وتوعوية شاملة عن المرض وطرق الوقاية منه، وكذا تنفيذ البرامج الإعلامية والفلاشات التوعوية ونشرها عبر القنوات التلفزيونية والإذاعات المحلية..

أثناء إجازة العيد، أصبح ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس - بشكل كبير ومقلق - أحد أهم المحاور التي خاضت المقايل فيها إلى جانب حرب صعدة، وأعرب الكثيرون عن قلقهم على أولادهم من الفصل الدراسي القادم. وفيما يبدو فقد ساد شبه إجماع على أن يمنع الآباء أطفالهم من الذهاب إلى المدراس خلال الأسابيع الأولى، حتى يتبين لهم حجم الخطر. وهو ما سيمثل – ربما – تحدياً آخر أمام وزارة التربية والتعليم.

• كيف واجهت دول الخليج الكارثة؟
في الحقيقة فقد ألقت المخاوف من أنفلونزا الخنازير بظلالها على انطلاقة العام الدراسي الجديد في معظم الدول العربية. فقد تم تأجيل هذه الدراسة في عدة دول خليجية. وتؤكد المعلومات أن الإمارات سجلت نسبة حضور منخفضة جداً في اليومين الأولين من العام الدراسي‎.‎

بينما في السعودية، تم تأجيل العام الدراسي الى ما بين العاشر والسابع عشر من اكتوبرالمقبل بتوجيه من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصياً‎.‎

وفي البحرين فقد أجلت وزارة التربية والتعليم انطلاقة العام الدراسي والتي كانت تتم عادة في شهر سبتمبر الى أوائل ومنتصف شهر أكتوبر القادم بعد أن أغلقت نحو سبع مدارس خاصة خلال الأسبوعين الماضيين ظهرت فيها حالات إصابة معدودة بمرض أنفلونزا الخنازير‎.‎

وفي سلطنة عُمان، أجلت انطلاقة العام الدراسي إلى الثالث من اكتوبر بالنسبة للمرحلة الثانوية، بينما أجل العام الدراسي للمرحلة الابتدائية الى السابع من نوفمبر‎.‎

يأتي ذلك مع أن تلك الدول تمتلك مقدرات وإمكانيات عالية لمواجهة المرض مقارنة باليمن، حيث تستعد الإمارات حالياً لتصنيع دواء خاص يستخدم في علاج حالات أنفلونزا الخنازير. ذلك بعد موافقة وزارة الصحة على قيام أحد المصانع الوطنية المتخصصة في الصناعات الدوائية في الدولة بتصنيع دواء على شكل حبوب مثيل لعقار “تاميفلو” المستخدم في علاج حالات إنفلونزا "H1N1" الشهيرة بإنفلونزا الخنازير، حيث يعد إنتاج الشركة الوطنية مثيلا للدواء الأصلي.

وفي الوقت الذ ذهبت فيه وزارة الصحة اليمنية لتحذر المواطنين من المرض بأساليب تبعث على الخوف والقلق، ربما يزداد تعاظما مع فقدان ثقة المواطن بإمكانيات حكومته البسيطة، كانت دول الخليج ومصر والأردن، وغيرها من الدول تبعث الاطمئنان على المواطن، وتقلل مخاوفه من المرض، عبر أساليب توعوية عصرية، طالما ارتبطت بإيحائها على امتلاكها القدرة على مواجهة المرض، ودعتهم لعمل الفحوصات الأولية التي ستساعدهم على تجنب خطورة المرض في بدايته.
ففي دولة الإمارات كشف مدير إدارة الخدمات الطبية في شرطة أبوظبي العميد سالم صالح الجنيبي عن تخصيص موقع لعزل مرضى إنفلونزا الخنازير في مجمع العيادات التخصصية يشتمل على غرفة تتوافر فيها جميع شروط العزل الصحي، لافتاً إلى أن المرض لايشكل هاجساً، نظراً للوعي وتعاون الجمهور وكافة منتسبي الشرطة‎ .‎

وأضاف في تصريح صحافي نشرته صحيفة الخليج مؤخراً، أنه في حال ثبوت إصابة بالمرض حسب نتائج التحاليل المخبرية يتم تحويل المريض إلى مستشفيات هيئة الصحة أبوظبي لتلقي العلاج‎ .‎

كما أضاف أيضاً، أن المرض عموماً وحسب ما ثبت طبياً لا يشكل أية خطورة في حال تعريف الناس بإجراءات الوقاية وزيادة درجة الوعي لديهم، وتعزيز ثقافتهم الصحية به، مشيراً إلى أن للشرطة جزءاً من المسؤولية في التصدي للمرض من خلال الخطة الوطنية بهذا الصدد‎.

وفي أبو ظبي تم تزويد المدارس بالخدمات الصحية والإشرافية، كما عينت هيئة صحة أبوظبي ممرضة في كل مدرسة. وحث مدير منطقة أبوظبي التعليمية الهيئات الإدارية والتدريسية والمشرفين الطبيين في المدارس على ضرورة مراقبة الحالة الصحية للأبناء منذ دخولهم بوابات المدارس وحتى انصرافهم بأخذ قياس درجات حرارة أجسادهم وملاحظة أية أعراض مشابهة للمرض حتى وإن كانت أعراض الزكام العادي من سيلان للأنف واحمرار العينين والعطاس واتباع كافة الإرشادات التي قدمتها هيئة صحة أبوظبي ومجلس أبوظبي للتعليم في الدليل الذي وزعته على إدارات المدارس والخاص بكيفية الاستعداد للانفلونزا، وإرشادات خاصة بالأهل والمعلمين.

• وماذا بشأن مصر والأردن؟
وفي دولة مصر أفاد تقرير الحجر الصحى أنه خلال يوم 23 سبتمبر تم مناظرة 240 طائرة بها 32071 راكب، و48 سفينة بها 5701 راكب، و160 سيارة و3566 شخصا، حيث تم الكشف عليهم جميعا وتم تحويل 5 حالات للمستشفى للاشتباه فى إصابتهم بمرض أنفلونزا " إيه إتش 1 إن 1". وتنشر غرفة العمليات بمركز معلومات لمجلس الوزراء اليوم، بيانات إعلامية يومية تتضمن معلومات وأرقام عن مواجهة الجائحة، وقد أكد أحد بياناتها – نشر السبت الماضي – عن استمرار استجابة الخط الساخن رقم "105" لبلاغات المواطنين واستفساراتهم عن مرض إنفلونزا "أيه إتش 1 إن 1" أنفلونزا الخنازير، مشيرا إلى أنه يتم بشكل دوري الإعلان عن عدد إجمالى البلاغات والاستقسارات التى تلقتها وقامت بالرد عليها.

وحول تساؤلات الرأى العام بشأن الإجراءات التى يجب الالتزام بها فى غرف العزل بالمدارس، والتى سيتم فيها عزل الطلاب الذين سيتم اكتشاف إصابتهم بمرض إنفلونزا "إيه إتش 1 إن 1"، تجدر الإشارة إلى أن الخطة التى وضعتها وزارة الصحة فى هذا الصدد بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، أكدت على ضرورة وجود غرف عزل بالمدارس لتقييم الحالة المصابة بالمرض والكشف عليها فى مكان مستقل، مع مراعاة الالتزام داخل الغرفة باتباع عدد من الإجراءات الوقائية.
كما يتم تنظيم قوافل إرشادية تجوب قرى ومدن المحافظة لتوعية المواطنين وتشكيل لجان لزيارة المدارس والجامعات ومراكز الشباب لتوعية الطلاب والمواطنين بكيفية التعامل مع الكارثة.

وفي الأردن التي استأنف فيها 1,6 مليون طالب وطالبة مشوارهم الدراسي بعد قضاء أكثر من اسبوع في إجازة العيد، كانت وزارة التربية والتعليم استغلت الإجازة لإجراء عمليات تعقيم للمدارس وتنظيف خزانات المياه.

• ما الذي يجب على الحكومة القيام به؟
أثناء توعيتها للمواطنيين، خلال الأيام الماضية، دعت وزارة الصحة المواطنيين إلى لبس الأقنعة (الكمامات) لتجنب الإصابة بالمرض. ومن يوم إلى آخر يلاحظ أن عدد المقنعين يزداد أكثر فأكثر. وربما اعتقد هؤلاء أن ذلك سيقيهم فعلاً من الإصابة، فيما أن المستفيد والرابح الأكبر هم مستوردو وبائعو تلك الأقنعة الذين استغلوا حالة القلق والترويج، فأصبحوا يبعثون بطلبات كبيرة لاستيرادها من الخارج..

وفي الحقيقة.. تؤكد المعلومات الطبية أن مفعولها ينتهي بعد مرور 15 دقيقة، وأنها ليست مفيدة لكل الأشخاص، بيد أن الأجدى منها هو أن تلتزم إدارات المدارس بنشر التثقيف الصحي وقواعد التوعية والإرشادات حول المرض بين أوساط الطلبة. وأن تقوم الحكومة باستحداث مراكز صحية ومراكز عزل مخصصة لمواجهة الجائحة في مناطق متفرقة في المدن الرئيسية والأرياف، وأن تسعى لعمل غرف عزل صحية في كل مدرسة. كما يفترض بوزارة التربية والتعليم أن تستغل هذه الإجازة الاستثنائية لزيارة المدارس والعمل على تعقيمها والنظر في مدى ملاءمتها صحياً للطلاب، من خلال تفحص الحمامات والنوافذ والتهوية وتفحص البوفيات التي تقدم الأطعمة لهم.. الخ

وأخيراً.. على وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة العامة والسكان، تقع المسئولية خلال الفترة القادمة، حيث يعتقد أن المدارس ستكون هي المكان الأكثر نشراً للفيروس بين أوساط الطلاب، وعليها في حالة اكتشافها حالة من الحالات في أي مدرسة أن تسارع إلى إغلاقها فوراً، ومعالجة الأمر بشكل سريع، قبل أن يتحول الفيروس إلى كارثة صحية، ويستوطن هنا كما استوطنت أمراض تخلص منها العالم، قبل عقود، بينما أعجزتنا قلة المادة، وضعف الكادر من التخلص منها حتى اليوم.
لقد بدا سائق التاكسي سعيداً بهذا القناع الذي يضعه منتصف وجهه، لكنه لم يكن يعلم أن مفعوله ينتهي سريعاً، وأنه بمجرد أن يلمس شيئاً ما – أي شيء - به فيروسات إنفلونزا ثم لمس فمه أو أنفه، فإنه سيصاب مباشرة به..

حتى الآن لا توجد منشورات ولواصق تعمل على توعية المواطن وتساعده على الفهم وكيفية التعامل مع الفيروس لتجنبه بشكل صحيح وسليم..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.