أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان اليوم عن اكتشاف 11حالة جديدة منها حالتان من جنسيات عربية مصابة بإنفلونزا الخنازير مخالطة لحالات سابقة بهذا المرض. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي الناطق باسم اللجنة العليا لمكافحة الإنفلونزا الدكتور عبد الحكيم الكحلاني قوله ان الحالات المكتشفة تخضع للعلاج والعزل المنزلي، مبينا أن إجمالي الحالات المصابة بهذا الفيروس حتى اليوم الاثنين بلغ 176 حالة.
إلى ذلك قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولاياتالمتحدة إن أول جرعات لقاح لعلاج هذا الفيروس ستكون متاحة في شكل رذاذ بالأنف، وأشارت إلى أن نحو 3.4 ملايين جرعة ستكون جاهزة للتوزيع على تسعين ألف مركز بحلول الأسبوع الأول من الشهر القادم، مشيرا إلى إمكانية استخدام هذه الجرعات من قبل الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و49 عاما. وأضاف مسئول في تلك المراكز انه من المحتمل توفير لقاح إنفلونزا الخنازير في شكل حقن بحلول أوائل الشهر المقبل، وقالت مراكز السيطرة على الأمراض إنها تقدر أنه سيتم تسليم عشرين مليون جرعة من اللقاح أسبوعيا بنهاية أكتوبر/تشرين الأول. وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت انضمامها أمس إلى عدة دول غنية أخرى سبق أن أعلنت استعدادها لتقاسم إمدادات إضافية من لقاح إنفلونزا الخنازير مع دول أقل تقدما. وقالت الولاياتالمتحدة الجمعة إنها مستعدة لتوزيع 10% من إمداداتها من لقاح إنفلونزا "إتش1 أن1" على دول أخرى عبر منظمة الصحة العالمية. ويقدر الخبراء أن 80% من سكان العالم ليس لديهم أمل يذكر في الحصول على اللقاح. ودقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر أمس عندما أعلنت أن الإنتاج السنوي للقاح سيكون أقل كثيرا من 4.9 مليارات جرعة توقعت في السابق أن يتم إنتاجها، وبالتالي يكون غير كاف لسكان العالم الذين يواجه كل منهم خطر الإصابة.
ومع تزايد عدد حالات الإصابة بهذا الفيروس باتت الكمامات الملمح الأبرز في الأسواق اليمنية وأماكن التجمعات. وعلى الرغم من قلة الوعي في الشارع اليمني وعدم مبالاة الناس بالإرشادات الصحية التي تطلقها الجهات المختصة لتجنب انتشار الأوبئة بين الحين والآخر إلا أن الضخ الإعلامي حول مخاطر الانتشار السريع لمرض إنفلونزا الخنازير وإعلان الجهات المختصة للأرقام الجديدة للمصابين قد ولد رعبا لدى العامة وجعل المئات منهم يهرعون الى الصيدليات لشراء كمامات وخصوصا الراغبين في ارتياد الأسواق والأماكن المزدحمة لاقتناء حاجيات العيد. وباتت الأسواق بطابع مختلف هذه المرة حيث تغطي الكمامات الصحية وجوه معظم المتسوقين من الرجال والنساء والأطفال، ويتزايد عدد مرتدي الكمامات يوميا ويكون منظر مرتدي الكمامات بمثابة حافز لمن لم يقرر ارتداءها بعد فسرعان ما يتجه الى أقرب صيدلية لشراء كمامة وارتدائها ليشعر بنوع من الأمان. وبحسب "عبد الرحمن" فإن الوقاية خير من العلاج خاصة وأن هذا الفيروس الخطير ليس له علاج حتى الآن على حد تعبيره. ويضيف عبد الرحمن الذي كانت الكمامة تغطي فمه وأنفه وهو يتنقل بين المحلات في أحد الأسواق الصغيرة ل"المصدر أون لاين": "ما تبثه الفضائيات عن هذا الفيروس الخطير جعلنا نشعر بالرعب ومع تزايد حالات الإصابة في بلادنا صارت أمي تترجانا ان لا ندخل الأسواق والأماكن العامة ووسائل المواصلات العامة إلا ونحن نرتدي الكمامات وكل واحد مننا في البيت معه كمامة". ليس المتسوقون وحدهم لكن أصحاب المحلات أيضا هم الآخرون صاروا يرتدون الكمامات الصحية معظم الوقت، ومع انشغالهم بالعمل في محلاتهم معظم ساعات اليوم وعدم تعرضهم للقنوات الفضائية وما تبثه حول هذا الوباء إلا أن تكاثر ارتداء الزبائن للكمامات قد دفعهم لاقتناء كمامات وارتدائها وهو أفضل من الندم بحسب وصف صلاح وصادق -أخوان يعملان في أحد محلات التصوير- التقاهما المصدر أون لاين وهما يرتديان كمامات بالرغم أنهما يتضايقان منها ويبعدانها بين الحين والآخر لأنهما لم يتعودا عليها بعد. الغريب أن الكمامات انتشرت في أسواق العاصمة صنعاء بصورة كثيفة خلال الليالي الأخيرة من العشر الأواخر من رمضان وكذلك أيام العيد بالتزامن مع الازدحام الشديد في الأسواق خلال رمضان، والتجمعات أيام العيد. وخلال النصف الأول من سبتمبر الجاري تزايد معدل انتشار الوباء بشكل مقلق إذ ارتفع إجمالي الحالات المصابة من (28) حالة في 1 سبتمبر إلى (134) حالة منتصف الشهر(16)سبتمبر، في تزايد ملحوظ لعدد الإصابات المسجلة عبر المخالطة حيث ارتفعت خلال نفس الفترة من (13)حالة فقط إلى (111) حالة، فيما ارتفع عدد الإصابات الوافدة من (15) إلى (23) حالة فقط. وازداد الإقبال على الكمامات كما ارتفعت أسعارها بنسبة تزيد عن 100% خلال اسبوع واحد، وبحسب العاملين في الصيدليات فإن الشركات العاملة في استيراد الأدوات الصحية قد أغرقت السوق اليمنية بكميات هائلة من الكمامات استغلالا لفرصة رواجها وأضاف ل"المصدر أون لاين" "لكن ذلك الإقبال لم يكفي حيث عمد موردو الأدوات الصحية والى رفع سعرها"، ويعلق "هو موسم ستحقق فيه هذه الشركات مكاسب خيالية"، بينما لا تزال اللقاحات بعيدة المنال وبدأت تتحدث عنها الدول المتقدمة وأخرى منتجة للنفط والتي أصبح فيها عدد حالات الإصابة بالآلاف وكذلك الوفيات جراء انتشار هذا الفيروس.