أدرجت منظمة الألكسو (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم)، يوم الأربعاء الماضي، صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي المعماري، في خطوة تُبرز الأهمية الحضارية لهذا المعلم اليمني العريق، الذي يُعد من أقدم أنظمة تجميع المياه في العالم العربي. وتقع الصهاريج على سفوح جبال كريتر في مدينة عدن القديمة، عند مصب وادي الطويلة، حيث تُشكّل واحدة من أبرز الشواهد المعمارية التي تعكس عبقرية الإنسان القديم في التعامل مع الطبيعة. وقدر الباحثون عدد الصهاريج الأصلي بنحو 55، لم يتبقَّ منها سوى 18 صهريجًا، لكنها لا تزال قادرة على تخزين ما يقارب 20 مليون غالون من المياه. ويعود تاريخ هذه الصهاريج إلى عصور ما قبل الميلاد، حيث كانت تُستخدم في تزويد سكان المدينة والمزارع المجاورة بالمياه عبر شبكة معقدة من القنوات والخزانات، قبل أن يتراجع دورها تدريجياً مع الاعتماد على المياه الجوفية. ورغم ذلك، استعادت هذه المعالم اهتمام السلطات في السنوات الأخيرة، حيث انطلقت أعمال صيانة تهدف إلى الحفاظ عليها كإرث معماري وتاريخي، بالإضافة إلى دورها الحيوي كحاجز طبيعي يخفف من أضرار السيول التي تهدد الأحياء السكنية في المناطق السفلى من المدينة.