بدأت المخاوف من خطر انتشار إنفلونزا الخنازير (إتش1 إن 1)، تتسع لدى الأوساط الاجتماعية باليمن على اختلافها بالتزامن مع تزايد حمى الإعلان عن اكتشاف المزيد من حالات الإصابة الجديدة ليرتفع عدد حالات الإصابة المعلنة وفق آخر إحصاء إلى 134 حالة. وفيما أضحى ارتداء الكمامات الواقية سمة ملحوظة في الكثير من الشوارع والأماكن ومراكز التجمعات العامة، منعت بعض المراكز التجارية دخول المواطنين الذين يرتدون الكمامات بحجة الخوف من إثارة الهلع والذعر في نفوس زبائنها. ورغم ما تشهده الكثير من هذه المراكز التجارية المنتشرة في الوقت الراهن من تدفق وإقبال شديد للزبائن من مختلف الجنسيات والأعراق، بالتزامن مع اقتراب موعد حلول عيد الفطر المبارك وانتهاء شهر رمضان المبارك، ما يضاعف من احتمالات الإصابة لدى الكثيرين نتيجة ما تشهده من ازدحام واختلاط، إلا أن عبد القوي محمد (مواطن) لم يكن وطفلاه الذين اصطحبهما معه إلى مركز "شميلة هاري" بالأمانة للتسوق أول من يفاجأ باعتراضه عند البوابة الرئيسة من قبل رجال أمن حماية المركز ومطالبته وطفليه بخلع الكمامات وإخفائها إلى حين خروجه من المركز. يقول عبد القوي (30 عاماً من إب) الذي لم يجد وطفلاه بداً من خلع الكمامات على مضض مثله مثل زبائن كثيرين ممن اضطروا لخلع الكمامات تحت ضغط الحاجة إلى التسوق: حقاً فوجئت أن يتم منع المواطنين من الدخول للمركز رغم ما يشهده من ازدحام شديد وتدفق للكثير من المواطنين من مختلف الجنسيات. ومع أن محمد عبد الستار الجولحي (مواطن) يتفق مع عبد القوي، بأنه لم يقتن الكمامات إلا بغرض ارتدائها عند دخول مركز التسوق نفسه وغيره من الأماكن العامة كإجراء احترازي، إلا أن مفاجأته بقرار المنع لم يحل دون مواصلة تبضعه ووضع الكمامات في جيبه، إلى حين خروجه من المركز، حيث أعرب عن أسفه لغياب دور الجهات المعنية في هذا الأمر ومواجهة مثل هذه الحالات، معتبراً أن " غياب التوعية سبب مباشر في انتشار المرض على هذا النحو المخيف" على حد تعبيره.. وبيّن المفترض وما هو واقع، ترى جميلة عبدالولي (45) عاماً أن من المفترض على مثل هذه المراكز التجارية أن تعمل على توزيع الكمامات بصورة مجانية على زبائنها خوفاً على صحتهم من خطر الإصابة بالوباء الذي تفشى هذه الأيام بصورة مفزعة، بدلاً عن إثارة الخوف في أوساط زبائنها. أما جميل عبد الكريم الدبعي (موظف) الذي آثر العودة إلى منزله رغم المسافة الطويلة التي قطعها للمركز قادماً من منطقة "دارس" على التبضع بدون كمامات، فقد اعتبر منع ارتداء الكمامات في هذه المراكز " دليلاً على الجهل الصحي العام"، لافتاً إلى أن رجال أمن حماية المركز برروا منعه نتيجة" اعتقاد بعض الزبائن أن من يرتدون الكمامات مصابون بالإنفلونزا". وبدأت تنتشر بصنعاء في الآونة الأخيرة الكثير من المراكز التجارية الكبيرة والمولات التي باتت تشهد إقبالاً واسعاً من قبل المواطنين مع اقتراب موعد حلول عيد الفطر، وتصاعد حمى التسوق التي جاءت بالتزامن مع الحملات الإعلانية الواسعة التي اعتمدتها الكثير من هذه المراكز في وسائل الإعلام المختلفة وسيلة في جذب أكبر قدر من الزبائن. من بين أبرز المراكز المنتشرة إلى جانب شميلة هاري، " مركز صنعاء التجاري، دلوني عليك، سيتي ماكس، يمن مول". وكانت أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان مساء أمس اكتشاف سبع حالات جديدة مصابة بإنفلونزا الخنازير (إتش1 إن1)؛ لترتفع بذلك عدد الحالات المصابة في اليمن إلى 134 حالة. وأوضح مدير عام مكافحة الأمراض والترصد الوبائي بالوزارة - الناطق باسم اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الإنفلونزا - الدكتور عبد الحكيم الكحلاني أن ال 7 الحالات المكتشفة هي ليمنيين خالطوا حالات مصابة بالفيروس. وقال: جميع هذه الحالات تخضع حالياً للعلاج والعزل في منازل المصابين وحالاتهم مستقرة. وأشار الدكتور الكحلاني إلى أن اكتشاف هذه الحالات تم عبر فرق الترصد الوبائي التابعة للوزارة وفروعها في المحافظات. يشار إلى أن الإصابات الوافدة من الخارج تبلغ 23 حالة، فيما أصيبت 111 حالة نتيجة الاختلاط توفيت حالة واحدة ولا تزال 62 حالة تحت العلاج والعزل.