تنسمت هواء الصباح من نافذة شقتها مع فنجان القهوة المعد بالطريقة العربية، لاتصدق انها هنا في كندا ،بين حضارة متقدمة، بعد معاناة طالت كل شيء من اسمها، اسم عائلتها ،سمعتها،و العادات المقيدة لحريتها . ، لم يثنيها العالم برمته عن تحقيق حريتها المنشودة.. ضحكت، حتى ردد الصدى ضحكتها عنان السماء. أجل هي هنا بمفردها ،بدون وصي يحكمها ويمارس عليها ديكتاتورية ذكورية..أليس الذكر في بلدها مفضل على الأنثى ،وله مطلق الحرية بالسفر والتنقل والخروج اي وقت شاء . ألم ينالها من سياط شقيقها ضربات مبرحة حتى تلون ظهرها باللون الأزرق وتورم وجهها وتلونت عيناها .انها وثقت كل جرائم شقيقها، لتنال الحياة الكريمة التي تستحقها.. نهضت من امام النافذة المطلة على أراضي خضراء شاسعة مترامية الأطراف ،بعد أن انهت فنجان القهوة المحمص ،وارتدت بنطلون جينز شورت ،اظهر سيقانها السمراء، وقميص تي شيرت ابيض، وسرحت شعرها القصير إلى الخلف، وارتدت حذاء رياضي ابيض، وكأنها مستعدة لنقل تجربتها الفريدة للعالم، طال حلمها مشاعر الحكومة هنا، ووفرت لها كل ماتحتاجه ،انها بحاجة إلى حياة حرة ليس فيها قيود ، وتمييز عنصري ،هربت من قيود أهلها، ومن التمييز الممارس ضد أنوثتها، وكأنها عار وجب التخلص منه بالزواج بالاكراه، وبطرق أخرى أقلها حبسها وأكثرها ضربها،واخراس صوتها. تشكر الحظ انها نجت ولم تنتهي حياتها في غرفة وضيعة اذ أنها نقلت تجربتها لبنات جنسها وللعالم المتقدم وغدت مؤثرة يقلدنها الفتيات ويطلبن منها مساعدتهن ولم تتوان هاهي تقود حملات إلكترونية ، وتعقد المؤتمرات، وتتخلى عن حجابها ولباسها التقليدي ولربما كان هذا أقصى طموحها .