لازال الأغلب الأعم باليمن مقتنعون بدولة مركزية عادلة وضامنة بصلاحيات محلية واسعة، فالمشكلة في غياب العدل والمواطنة المتساوية وغياب دولة النظام والقانون والحريات والحقوق والتنمية الشاملة المتساوية.. لكن.. تذكروا قبل أن تغسل وسائل الإعلام وأجهزة الإشاعة أدمغتكم.. تذكروا أن من رفض التوقيع على المبادرة الخليجية كان يرمي لتسويق نفسه ومشروعه الشخصي لا الوطني.. من خلال التباكي على الشهداء والتفريط في دمائهم وخيانة الثورة..وعدم طرح وتبني بديل واقعي مسؤول.. وما هي إلا أيام وأسابيع إلا وأبطالها ضيوفا على قنوات الزعيم يطلون بصفاقة وهم يزورونه ويطبطبون على كتفه اعتذارا.. بل يتحالف بعضهم مع أولاده لإفشال حكومة الوفاق ورئاسة هادي بل ويعقدون صفقات ويسيرون قوافل من الأموال والسلاح والدبابات وأجهزة الاتصالات..لتنفيذ مشاريعهم غير الوطنية..وبعضهم يرفع هامته يوما لعلم اليمن أو يتغنى بنشيده.. وأن كثيرا ممن وقعوا على المبادرة قد جنبوا اليمن الفوضى والاحتراب الداخلي وفراغ السلطة وانهيار الدولة..كما أثبتت الأيام بعد ذلك وأنهم كما قالوا ابتلعوا السم بمنح الحصانة لقاتلهم حبا في الوطن والمحافظة على البقية الباقية منه..فكانوا كبارا وعمالقة. اليوم يتهرب البعض من اتفاقية حل القضية الجنوبية في هذه اللحظة الأخيرة ليس حبا في الوطن كما يزعمون بل لتسويق أنفسهم ومشاريعهم الشخصية فيما بعد.. من هؤلاء استبدل صورته الليلة بعلم الوحدة وأعاد شعار الوحدة أو الموت.. دون حياء وهو من في عهده الميمون دمرت كل أحلام اليمنيين وكفروا بثوراتهم ووحدتهم وتراكمت الأزمات والمصائب وترعرعت ونمت المشاعر الانفصالية والطائفية وكل قبيح نشكو منه وسنظل. ويحاول البعض مجتهدا ومسؤولا، أخطأ أو أصاب، بشجاعة أن يداوي كل هذه الجروح ويلملم البقية الباقية للوطن المنكوب الذي أصبح اليوم على شفير هاوية الضياع والتبخر والدمار من هؤلاء الرجال الرئيس عبدربه منصور وقوى وشخصيات وطنية جادة تقدمت خطوة مهمة وتاريخية.. بعضها كمن يبتلع السم لمصلحة الوطن والمواطن.