استفاقت العاصمة صنعاء أمس على حادثتي عنف سياسي موجّه كانتا على الأرجح تسابقان جهود الرئيس اليمني لاختتام مؤتمر الحوار الوطني . وتم اغتيال عضو المؤتمر عن قائمة الحوثيين أحمد شرف الدين، عندما كان في طريقه إلى قاعة المؤتمر، في ثاني عملية تستهدف ممثلا للجماعة، بعد عبدالكريم جدبان الذي اغتاله مسلّح بالرصاص في نوفمبر الماضي. وبالتزامن مع اغتيال شرف الدين صباح الأمس تعرّضت سيارة نجل الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح عبدالوهاب الآنسي لتفجير بعبوة ناسفة، في حادث رجّحت مصادر أن المستهدف منه الأمين العام ذاته. وقد تسبب حادث اغتيال ثاني ممثل للحوثيين في الحوار في عرقلة أعمال الجلسة الختامية قبل أن يفاجئ الرئيس هادي أعضاء المؤتمر باعتلاء المنصة واستكمال الجلسة الختامية رغم انسحاب ممثلي الحوثيين الذين ألمحوا من خلال كلمة ألقاها أحد أعضائهم إلى أن اغتيال شرف الدين تمّ على خلفية رفضه التوقيع على الوثيقة النهائية لضمانات مؤتمر الحوار يوم الإثنين، وهو الأمر الذي سارع لنفيه رئيس لجنة الضمانات في المؤتمر عبدالملك المخلافي الذي أكد بدوره أن شرف الدين في آخر مكالمة له مع أعضاء لجنة الضمانات صباح أمس أخبرهم بأنه في طريقه إلى قاعة المؤتمر للتوقيع على الوثيقة. وقد ألمح المخلافي بدوره إلى فرضية أن يكون هدف اغتيال شرف الدين هو منعه من التوقيع على الوثيقة . وبحسب مصادر لصحيفة «العرب» من داخل قاعة الجلسة الختامية فقد استطاع الرئيس اليمني أن ينهي حالة التوتر في القاعة طالبا من محدثي الفوضى أن يغادروا المؤتمر أسوة بالحوثيين. كما استطاع أن ينهي عملية التصويت على الوثيقة النهائية لمؤتمر الحوار ووثيقة الضمانات في ظل حالة من التوافق ختمت بها أعمال المؤتمر الذي حضره ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر . وقال مسؤولون إنه تمّ تمديد فترة رئاسة منصور هادي لمدة عام آخر وتفويضه بتعديل الحكومة وإعادة هيكلة مجلس الشورى. كما تمّ التوافق على نظام اتحادي جديد للبلاد. وكانت مصادر خاصة قد كشفت ل«العرب» عن فحوى التقسيم الفيدرالي الجديد لليمن والذي أفصح عنه الرئيس هادي في لقاء جمعه بممثلي المحافظات الشرقية في مؤتمر الحوار قبل أيام، حيث قال إنه تم الاتفاق على أن يقسّم اليمن إلى ستة أقاليم، اثنين في الجنوب وأربعة في الشمال تحت مسمى جمهورية اليمن الاتّحادية.