قال سفير النوايا الحسنة لليونيسف مارتن بيل أن اليمن هو البلد الوحيد في العالم الذي يتعامل مع أزمتين في آن واحد اللجئين والنازحين , إلى جانب آثار الحروب والصراعات. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقدته منظمة اليونسيف اليوم بصنعاء بمشاركة إعلاميين وصحفيين من مختلف الوسائل المحلية:أن الكثير من الحروب في العالم تسبب الإصابات الرئيسية في أوساط المدنيين وبينهم الأطفال الذين يتعرضون لآثار نفسية وصحية، ناهيك عن حجم التأثيرات على اليمن الذي نصف سكانه من الأطفال. وأكد: غطيت 18 حربا وصراعا لكنني لم أرى في حياتي طفلا بنفس معاناة الطفل الذي رأيناه في إحدى مخيمات النازحين بصعدة وهو مصاب في عينيه. امضيفا أن أزمة الطوارئ الإنسانية في اليمن بلغت درجة حادة مقارنة بمثيلاتها مع الدول الأخرى التي زارها . وأعرب عن قلقه البالغ لحالة الأطفال النفسية جراء ما تعرضوا له خلال ست حروب شردتهم مع أسرهم إلى المخيمات، إضافة إلى أوضاع الأطفال في السجون وآثاره النفسية على صحتهم. مشيرا أنه سينقل معاناة الأطفال اليمنيين إلى الشعب البريطاني والمنظمات الدولية المانحة والمجتمع الدولي عن طريق نشر الفيلم التسجيلي الذي قام بتسجيله خلال زيارته لليمن، في إحدى القنوات الفضائية البريطانية وكتابة مقالات عنها في عدد من الصحف البريطانية. وأوضح هدف زيارته لليمن والتي تأتي في إطار تبنيه ومناصرته لقضايا الأطفال وإتاحة الفرصة للتعرف على أوضاعهم في مناطق الصراع بصعدة ومخيمات النازحين واللاجئين. وأكد أن العامل الرئيسي لنجاح مهمة منظمة اليونيسف يتمثل في الوصول إلى الأطفال والمجتمع في مخيمات النازحين وهو ما يتطلب الالتزام الكامل لشروط وقف إطلاق النار بين الحكومة والحوثيين، لافتا إلى أن وضع الأطفال وسوء معاناتهم لا تقل خطورة في مخيمات النازحين أو اللاجئين أو مناطق اليمن بشكل عام. ونوه بيل بجهود الحكومة اليمنية في إتاحتها الفرصة للإطلاع على أوضاع الأطفال في اليمن والسماح له بدخول سجن الحديدة والتعرف عن كثب على معاناة الأطفال وأوضاعهم، معبرا عن سعادته للجهود التي تقوم بها المنظمة في اليمن وموظفيها الدوليين والمحليين وشركاء المنظمة في تحسين أوضاع الأطفال وحياتهم المعيشية. وقال: إن مستقبل اليمن يكمن في أطفالها، وحقيقة أعجب من سعة الصبر التي يتحملها الأطفال، ويستحق الشعب لا سيما الأطفال حياة أفضل مما عانوه في الماضي.