على الرغم من الناجح الكبير الذي حققته منذ أكثر من عشر سنوات، حين تبنّى موهبتها مدير أعمالها جيجي لامارا، لم تكن الفنانة نانسي عجرم يوماً فنانة مثيرة للجدل بالمعنى الاستفزازي، باستثناء إطلالتها الأولى في كليب «أخاصمك آه»، حيث ظهرت بصورة المرأة المثيرة التي تغري روّاد المقهى حيث تعمل، رغم براءة ملامحها. يومها لم تكن تبلغ العشرين من عمرها بعد، وأطلقت بعدها سلسلة أعمال محت تلك الصورة. تغيير صورة تزوجت، أنجبت، أطلقت ألبومين للأطفال، فالتصقت الصورة الطفولية بإطلالتها، حتى في الكليبات العاطفية، وهو ما حاولت نانسي الانتفاض عليه لاحقاً، من خلال ظهورها بملابس جريئة في مناسبات عامة، وصولاً إلى تقديمها صورة المرأة اللعوب، في الكليب الجديد «ما تيجي هنا»، الذي أثار الكثير من ردود الفعل بين معجب ومستغرب ورافض لفكرة أن تتحوّل نانسي عجرم إلى واحدة من فنانات الإثارة، رغم أنّ الإثارة لم تكن دخيلة على الكليب، بل كانت محور الكليب الذي أداره المخرج جو بو عيد.
فخ الابتذال «ملكة البطيخ» هو لقب نانسي في الكليب، لقب يبدو أن نانسي لم تعبئ ما إذا كان البعض سيستخدمه ضدّها في كل مرّة يريد فيها أن يهاجمها أو يقلل من نجاحاتها، في الكليب تبيع نانسي البطيخ، تغري زبائنها بطريقة تضمن عدم كساد بضاعتها، تعود إلى بداياتها في دور المرأة اللعوب الذي قدّمته في كليب «أخاصمك آه». لم تعد ملامح وجه نانسي البريئة تشفع لها، فالمرأة الثلاثينية الأم لطفلتين، اخفت كل ملامح البراءة خلف مساحيق تجميل نافرة ربما كانت جزءاً من تركيبة الدور. وبين بدايات «أخاصمك آه»، تطل نانسي في الكليب الجديد على نجاحات كليب «آه ونص» فتظهر كفتاة قروية رغم ملابسها المثيرة، إلا أنّ المزج بين الكليبين السابقين الذين وقعتهما المخرجة نادين لبكي، للخروج بعمل جديد لم يكن موفقاً، فخرجت نانسي من إطار المرأة اللعوب الظريفة، مع محاولة الكاميرا إيقاعها في فخ الابتذال، من خلال التركيز على تضاريس جسدها، وهو ما كان سيمر مرور الكرام لو قدّمته فنانة أخرى، إلا أنّ نانسي الطفلة الكبيرة لم تبد مقنعة في دور المرأة التي تغري الرجال على طريقة نادية الجندي في مجمل أفلامها، أو ربما طغت الصورة التي رسمها الجمهور لنانسي على تلك التي حاول أن يرسمها المخرج فبدت نافرة.
علامات استفهام «ملكة البطيخ» التي تغري الشرطي لتهرب من الأسر، وتغري شباب الحي ليشتروا فاكهتها، وترقص على طريقة هيفاء وهبي، تخوض اليوم تجربة تحمل الكثير من علامات الاستفهام، إلا أنها بطبيعة الحال لن تمر مرور الكرام، وربما هذا ما راهنت عليه النجمة التي لربما أرادت استفزاز الجمهور والصحافة في عصر الركود الفني، ولا شك أنها نجحت. القبس