ليس انفصالياً كما ينعت به، ولا يستطيع ان يقنع نفسه بعودة عار التشطير الى جبين اليمن- بعد ان غسل بدماء خيارنا واستعاد اليمن هويته السياسية الواحدة في الثاني والعشرين من مايو 90- لا يستطيع حتى اقناع نفسه بشيء اسمه الانفصال لانه يعرف استحالة ذلك.. لاسباب عديدة منها ان الوحدة بالنسبة للجسد اليمني هي الروح التي يبقى بها على قيد الحياة وهي الصحة التي اذا شتكى من غيابها عضو تداعى بقية الجسد بما هو اخطر من السهر والحمى. ليس انفصالياً كما يصفون- ولكنه يعاني مما يمكن تسميته (انتهازية طفولية) او (حماقة طفولية) اما تلك الانتهازية او الحماقة الطفولية فيمكن تعريفها بما ينجم عن ذلكم الطفل الشغوف بالحصول على شيءٍ ما -لعبة او ملبساً او وجبةً معينة فيحس بالعجز امام تحقيق ذلك، مالم يهدد بما يلفت نظر والده او من في البيت جميعا، فيقول -مثلاً- وهو يصرخ باعلى صوته: اذا لم احصل على كذا فسأقتل نفسي، او لن أصلي بعد اليوم او ساضرب اخي الصغير الخ.. وهو يعرف جيداً، ان الاقدام على شيء من ذلك من الامور التي تصعب عليه، وما يريده هو التهديد بما يلفت انتباه الجميع لاعتقاده ان عمل شيء من ذلك يغضب الجميع ويثير استنكارهم. هذه الانتهازية او الحماقة الممزوجة بالسذاجة الطفولية هي ما تفسر به تصرفات من يرغب في الحصول على مكسب او مغنم او امتياز او نفعية معينة فيسعى نحوها بانتهازية وحماقة طفولية لاجئاً الى التصرف بما يراه لافتاً لنظر وانتباه الجميع ابتداءً بقمة هرم السلطة وانتهاءً برجل الشارع.. كأن يحدث شغباً او يرفع شعاراً انفصالياً شأنه شأن الطفل الذي يهدد بما يعتقد انه سيخيف والده او يغضب من في المنزل، وهو يعرف استحالة او صعوبة ما يهدد بالاقدام عليه.. وتناقضه التام مع ما هو واقع ومنطقي. لنتأمل في حماقة وتناقض من يصرخ بتحرير الجنوب بتهور من يجهل ان كلمة «جنوب» يقابلها «شمال» مثلما كلمة شرق يقابلها غرب، لمكان واحد، اذ لا يوجد على وجه الارض مكان له جنوب فقط او شرق فقط او شمال فقط.. وهنا يظهر التناقض المخالف لما هو واقعي ومنطقي، اذ لا يوجد وطن او شعب يتحرر من بعضه او يستعمر نفسه. انه التناقض الكامل مع الواقع والمنطق، حتى عندما يقدم من يمارس تلك الانتهازية الطفولية على محاولة حجب حماقتهم بالهروب من الواقع وعدم ذكر كلمة يمن او يمني.. فيقول الجنوب العربي بدلاً من الجنوب اليمني، فإن حماقته تتجلى في ابشع صورها.. وهو يتبنى بعد قرابة نصف قرن على اندلاع وانتصار الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر، مصطلحاً استعمارياً او تسمية استعمارية فشل البريطانيون عبر ما يزيد على قرن وربع القرن في تثبيتها او تمريرها.. وان تجعل من جنوب اليمن جنوباً عربياً بهدف التمزيق -كما هي عادتهم- والحيلولة بين ابناء اليمن -في الشطر الذي لم يبسطوا عليه هيمنتهم الاستعمارية، وبين العمل على تحرير ما احتل من وطنهم. اليس من السخف والجهل والحماقة، ان ياتي من يتنكر لبطولات وشهداء حرب التحرير -تحت راية تحرير الجنوب اليمني المحتل- وان يخرج من قوقعته منادياً بما تخلى عنه الاستعمار البريطاني -مهزوماً- قبل عقود من الزمن. اما الانتهازية والنفعية المشوبة بالحماقة الطفولية.. ولن يكون على وجه الأرض في اليمن شيئ اسمه انفصال، لأن من ينعتون به لا يستطيعون -كما أسلفنا- حتى اقناع انفسهم به، كما لن يستطيعوا الاساءة الى نضالات الجبهة القومية او جبهة التحرير او الحزب الاشتراكي اليمني من اجل وحدة اليمن كما يصعب عليهم النيل من انتصار مايو العظيم وصُنَّاعه الأماجد ولتكن المطالب بما لا يسيء الى اليمن وتاريخه ومستقبل أجياله.