تشرق شمس الثاني والعشرين من مايو على أرجاء الوطن لتهل علينا إطلالة العيد العشرين لإعادة وحدتنا الوطنية بعد أن أصبح الحلم حقيقة وواقعاً معاشاً تتحقق في ظله أغلى مانمتلك من الأماني والتي كانت ثمرة عطاءات صادقة لنضالات ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر المجيدتين واللتين قدمتا قوافل من الشهداء الذين وهبوا أرواحهم وقوداً للثورة وأهدافها الإنسانية العظيمة التي تتفاءل أمامها كل التضحيات وصولاً إلى إرساء قيم التسامح والعدالة والمحبة التي خطّها الشهداء بدمائهم.. وإنهاء كل موروثات الماضي البغيض التي شلت كل اوجه الحياة ودمرت كل مايمت إلى القيم بصلة في حياتنا.. اليوم ونحن نضيء الشمعة العشرين تزغرد الفرحة في قلوب كل أبناء الوطن.. وتتجدد الثقة في المستقبل إلى مالاحدود.. وتزهو الابتسامة فوق الشفاه بعد ان رسمنا ملامح الطريق لمسيرتنا في وضوح.. وبعد ان أولانا العالم ودوله ثقته وبارك لنا مسيرتنا على النهج الذي اخترناه وصولاً إلى تحقيق طموحاتنا نحو الرقي والتقدم والازدهار وصنع سعادة الإنسان. ولعل مايضاعف من إعتزازنا وثقتنا في المستقبل الذي ننشده أن ملامح حضارتنا التليدة مازالت آثارها باقية على الأرض لنستلهم منها خطوات سيرنا المبارك نحو الغد القادم خيراًَ ونماءً لنا وللبشرية بإذن الله. إن ثقتنا في المستقبل.. والغد المأمول الذي نرنوا ونتطلع إليه لم تأت من فراغ بقدر ماجاءت ثمرة نضالات وإيمان صادق بعظمة ونبل الأهداف التي عملت من أجلها الثورة وقدمت قرباناً لها الآلاف والآلاف من جماجم شهدائها الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية كل تربة من أرض الوطن وسطروا الملامح من البطولات على مدى سنين طويلة.. وقد كانت الأهداف واضحة وجلية منذ بداياتها الأولى.. وكانت وحدة التراب اليمني وإعادة الوحدة الوطنية تحتل المقدمة في كل المراحل . وفي الوقت الذي نتطلع فيه إلى المستقبل بمزيد من الثقة وصولاً إلى تحقيق المزيد من الطموحات والإنجازات المشروعة في شتى مناحي الحياة لتأكيد إرادتنا وما نصبو اليه من حياة أكثر نماءً واضعين في الاعتبار أهمية الاستفادة من حصيلة التجارب التي خضناها طيلة السنوات الماضية بما فيها من نجاحات واحباطات رافقت المرحلة ووصلنا إليها من خلال الممارسة وتحديد أولويات احتياجات الدولة انطلاقاً من الواقع الذي عايشناه بكل ظروفه ومعاناته ولنتطلع ونأمل ان تكون خطواتنا القادمة في صنع الحياة وبناء لبنات الوطن اكثر تناغماً وعطاءً وبذلاً يكمل كل منا الآخر من خلال موقعه ليتبارك حجم العطاء في كل موقع تشدِّد من عضدنا واصرارنا روح الجماعة المتأصلة فينا نحو الهدف الأسمى في بناء اليمن الذي يحتل جوانحنا ونحمل له في قلوبنا الكثير.. ولم يعد هناك مجال لسماع نغمة نشاز عفوية لتعيق مسيرة النمو والبناء طالما كنا على مستوى المسؤولية.. ونتطلع جميعاً إلى تحقيق المصلحة العليا للوطن وحده. إننا حقيقة أكثر ما نكون بحاجة جادة لوقفة موضوعية نتحسس من خلالها خطانا ومواقفنا.. وأخطاءنا التي مارسناها بكل صورها لنستلهم الدروس والعبر.. ونحمد الله كثيراً اننا كنا أصحاب القرار في إعلان وحدة إبناء اليمن وإعادة وحدتنا الوطنية أسمى اهداف الثورة في الثاني والعشرين من مايو 1990م ولم نلجأ أو نكون في حاجة لعباقرة التنظير من خارج أرضنا لنزداد معرفة بما نجهل.. وتحية للقيادة الحكيمة التي كانت على موعد مع القدر لتعيد إحياء بعث امة وكتابة تاريخها بأحرف من نور.