الصدق هو الدعامة الأساسية في نجاح الأمم وفي أداء رسالتها ‘ لان الصدق فضيلة يهدي الى الخير والإحسان والعدالة .. فالتحلي بالصدق من الواجبات الضرورية في كل شان من شئون حياة أبناء أي مجتمع من المجتمعات لمحاربة الظنون ونبذ الإشاعات والأكاذيب التي تسبب الكراهية والأحقاد والفرقة بين أبناء الأمة الواحدة. فالدين الإسلامي لا ينشد الا أصل الفضائل التي تعتمد على مكارم الأخلاق وعلى صدق الإخلاص في المعاملات ‘ ومن هذا يتبين لنا ان بقاء أي امة وازدهار حضارتها يكون بالمحافظة على المصداقية في التعامل فيما بينها وكذلك المحافظة على الأخلاق فيها ‘ فاذا سقطت أخلاقهم سقطوا. وصدق الشاعر حين قال: انما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فان ذهبت أخلاقهم ذهبوا. وان ضعف الإخلاص لله وللوطن عند كثير من الناس ذوي النفوس الضعيفة والقلوب المتحجرة والعقول المشوشة الذين لا تطيب لهم العيش والحياة الا بالجلوس على دمار الامة والوطن فبحقدهم وكراهيتهم يجعلون اعمالهم هذه ترتقي الى لعنة الله والناس أجمعين. وان الأعمال التي تمارسها الأحزاب في الساحة اليمنية وما يقومون به من افعال واقوال تسيء الى دينهم ووطنهم وشعبهم ‘ لهي دليل على إفلاسهم بالمصداقية في حبهم لوطنهم وشعبهم ‘ ونكرر ونقول ايضا ان هذه الأفعال والأقوال التي تمارس في الساحة اليمنية لا تمت الى الدين او الى حب الوطن بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد لانها مغايرة لحقيقة المبادئ التي جاء بها الدين الإسلامي والتي من بينها : التسامح ونبذ العنف وعدم الكراهية والتعايش السلمي. فيجب على العلماء ان تكونوا صادقين في انتمائها لدينهم ولوطنهم ويكونوا عنصرا فعالا للخير وليس متخاذلين او متهاونين وبخاصة إزاء ما تقوم به الاحزاب المفلسة اخلاقيا ووطنيا في الساحة اليمنية ضد الدين والوطن والانسانية والا اصبحوا منهم (لان الساكت عن الحق شيطان اخرس). ان من مظاهر السخف ان ننشر غسيلنا الوسخ ونعري انفسنا امام القريب والبعيد ونثبت لهم بأننا شعب بلاطجة لا امان لنا ولا ايمان ولا حكمة .. يكفي المهاترات الحزبية يكفي تشجيع النزعات المناطقية ‘ فهذا الوطن وطن الجميع ولا يحق لاي حزب او جماعة ان يزايد في انه يحب هذا الوطن ويخاف على مصالحه دون غيره .. فيتعين على كل المدعوين للحوار الجلوس جميعا حول طاولة الحوار لمناقشة القضايا التي تهم الوطن والمواطن بمصداقية وشفافية وبدون تعصبات ‘ لاننا جميعا يمنيون موحدون ارضا وانسانا منذ قديم الزمن. يا اهل الحل والعقد يا أهل الايمان والحكمة .. اليمن وشعب اليمن أمانة في أعناقكم فلا تخذلوه ولا تقضوا على آماله وأحلامه فبالأمن والاستقرار والتنمية تكون المعيشة له كريمة .. فهل من الإيمان والحكمة ان نتقاتل في الشوارع ونسفك دماء بعضنا البعض؟! هل من الايمان والحكمة ان نقطع الطريق وندمر الممتلكات العامة والخاصة؟! هل من الإيمان والحكمة ان يقصي بعضنا البعض بصورة وحشية تقوم على الكذب والفجور وسفك الدم وقد كفل لنا دستورنا الحق في المنافسة بصورة ديمقراطية سليمة عبر الاقتراع المباشر؟ هل من الإيمان والحكمة ان يسب أو يشتم بعضنا البعض بالألفاظ القبيحة التي لا ترضي الله ولا رسوله؟ هل من الإيمان والحكمة ان نتحالف مع ذوي النفوس الحاقدة التي لا تحب الا نفسها ومصالحها ضد امن واستقرار الوطن؟ هل من الإيمان والحكمة ان نبث الرعب فيما بيننا فلا يستطيع الأخ ان يأمن من أخيه ولا الجار من جاره ولا الصديق من صديقه؟ هل من الإيمان والحكمة ان يقتل بعضنا بعضاً من اجل صورة او شعار في السيارة او داخل الدكان؟ وفي الأخير نقول كذب كل من يدعي الإيمان والحكمة او حب الوطن وهو يمارس هذه الأفعال التي لا ترضي الله ولا رسوله ولا الناس أجمعين.