سئل حكيم ذات يوم وكان سيد قومه وقاضيهم بما سدت قومك؟ قال: بالكلمة الطيبة وبالفعل الحسن قالوا ولأني كنت آمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر قالوا وبما قال كنت لا أجازي بسيئة مثلها وأصفح عمن ظلمني قالوا وبما قال بالأخلاق فالأخلاق زينة ومن اتصف بها قال من الدنيا مبتغاه وبذلك استطعت امتلاك قلوبهم. قال الشاعر العربي أحمد شوقي: أنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا الأخلاق زينة وبالأخلاق وحدها تنال حب الناس واحترامهم وثقتهم نعم لأنه من الأخلاق أن لا تكذب ومن الأخلاق أن لا ترتشي ومن الأخلاق أن لا تؤذي جارك وأن لا تأخذ شياً ليس من حقك ومن الأخلاق أن لا تنافق أو ترائي أو تغتاب ومن الأخلاق أيضاً أن لا تسرق لأنك أن سرقت فقد اعتديت وقد ظلمت وخنت وغدرت، الأخلاق صفة عظيمة أمرت بها كل الديانات السماوية فلا دين بلا أخلاق فالأخلاق تأدب وترفع وسمو الأخلاق أبا ومحبة وجمال ومن أجل ذلك جاء رسولنا الكريم وخاتم الأنبياء والمرسلين صلوات ربي وسلامه عليه ليقول لنا: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". صدقت يا رسول الله. رسول نبي بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق سبحان الله ما أعظمها من صفة ومن هنا نستطيع أن نستشف عظمة وأهمية الأخلاق فمن الأخلاق أيضاً أن لا تقول إلا الحق ولا تخاف من بعد قوله أحداً لأن المؤمن أيضاً لا يكذب بل أن من يكذب كما جاء في حديث رسول الله ليس مؤمناً: "أيكون المؤمن كذباً قال لا". ومن الأخلاق الغيرة على محارمك وعرضك ودينك وعلى وطنك وأهلك. ومن الأخلاق الكرم وحب الفقراء من الناس واحترام حق الجار وطاعة الوالدين وتهذيب الأولاد على احترامهم للكبار ومعاشرة الصالحين والأخيار والأخلاق وحسن المعاملة وصدق العمل واحترام النفس ومساعدة الآخرين والأخلاق هو بطاقة المرء وجواز سفره إلى قلوب الناس. وهنا أقول لعله من المؤسف أن نجد في مجتمعنا وبعض المجتمعات الإسلامية ضياع هذه الخصلة البالغة الأهمية ولا سيما عند بعض الشباب الذين هم صناع الغد وهم الحاضر وكل المستقبل ذلك بما يتمثلون به في ألبستهم وحركاتهم وتشبههم بتقاليد غربية سمجة ومخلة من خلال سعيهم شباب وشابات وراء ما يغزونا به الغرب بما يسمونه موضة، فبناطيل ضيقة كأنها مرسومة على أجسادهم وفنايل عليها صور ورسومات لفنانين وفنانات يهوداً ونصارى بل ومن الشباب من تجده معلقاً بصدره ورقبته سلاسل كالنساء ومن الشباب أيضاً والعياذ بالله من صاروا يتشبهون بالنساء في مشيتهم ولبسهم ومظهرهم بل أن من النساء من تستحي أن ترتدي مثل ما يرتديه بعض "الرجال" ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولعل الزائر إلى ساحة من ساحات جامعاتنا اليوم يرى بأم عينيه العجب والعجاب وسيرى شباباً ما هم برجال وسيرى فتيات ما هن بنساء ولا أدري كيف يسمح أولياء أمور هؤلاء الشباب والشابات لهم بإرتداء مثل تلك الخلاعات.. أين الأخلاق يا بعض شباب الإيمان أين العقول أفلا تخجلون بالله عليكم من مظاهركم تلك وأنتم تتجولون في الشوارع وأنتن أيتها الفتيات لم يعد فيكن حياء أو لا تعلمن أن الحياء والإيمان مقرونان وأنتن تبدين مفاتنكن وتبرزن عوراتكن بالضاغط والشفاف لو تعلمن تلك الملابس وبأدوات ومستحضرات التجميل التي تشوهن بها وجوهكن التي زين الله خلقها بأحسن صورة فالجامعات والشوارع ليست بالمكان المناسب هذا ما يرى وما يسمع عن الحال الذي وصل إليه بعض الشباب لأمرفي غاية الانحطاط والمهانة ولكن وبرغم من كل ذلك فإننا لا نزال نرى أنه ثمة أمل نتمناه وهو استنكار هؤلاء الشباب أنفسهم لما يعملوه وما يلبسوه ما يتصفون به من أخلاق فنحن مجتمع إسلامي محافظ وتحكمنا أخلاقيات هذا الدين الإسلامي الحنيف وإننا نملك من القوة ما نعيد به أنفسنا إلى مجراها الصحيح وإلى الأخلاق الإسلامية السامية فنحن أمة نبي قال الله سبحانه وتعالى عنه: "وإنك لعلى خلق عظيم" صدق الله العظيم.