من البديهي ان لكل فرد منا عنواناً واطاراً لشخصيته فقد تكون تلك الشخصية مميزة أو عادية ولكن لابد من الاختلاف او التميز كاختلاف الطباع والسلوك والافعال ،والمهارات والخبرات والافكار وغيرها ،وكل تلك الأمور مرهونة بالاخلاق ودرجة هذه الاخلاق،ونوعها ومقدارها،فهناك اخلاق حسنة عالية ورفيعة وهناك اخلاق رديئة وسيئة وغير مقبولة، بقدر ما تكون تلك الاخلاق"نوعها ودرجاتها"..بقدر ذلك يكون الانسان ويكون الفرد تقويمه ودرجة قبوله عند خالقه اولا وعند الناس المتعاملين معه ،فالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يعد مثالاً وقدوة للاخلاق السامية والقيم الاسلامية النبيلة وهو من وصفه الله بقوله "وانك لعلى خلق عظيم"،وهو القائل عليه الصلاة والسلام "انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق" والاخلاق لا تكون فاضلة الا بتطبيق القول مع العمل،أي السلوك العام ونقيض الاخلاق هو الكذب والنفاق والغش فمثلاً الكذب يعد صفة مذمومة حيث يستخدمه بعض الناس في كثير من امور الحياة وهذه الصفة تجعل صاحبها في درجة غير مقبولة عند الله والناس وتدخله في درجات النفاق التي تحط من قدر صاحبها بل وتحقّره" والرسول صلى الله عليه وسلم قال:"في صفات المنافقين "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان" صدق رسول الله. ويعتبر ذلك انحداراً يسلكه بعض الاشخاص في عصرنا الحاضر ويعيشون عليه لدرجة ان هذه النوعية تبني نفسها على حساب غيرها وتجعل سعادتها في تعاسة الآخرين. وللاخلاق صور شتّى كالعفو والتسامح والرحمة...الخ فمثلاً صفة التسامح صفة حميدة وان كان البعض من عديمي الضمائر ومجردي الانسانية يعتقدون ان السماحة ضعف وان الانسان لكي يكون مهاب الجانب ينبغي عليه ان يكون متشدداً أو غير متسامح وهذا اعتقاد خاطئ لأن القوة هي اللين والتسامح وحسن الخلق مع الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "رحم الله عبداً سمحاً اذا باع واذا اشترى واذا اقتضى" لهذا امتدح رب العزة رسوله الكريم بانه لين الجانب وانه لولا ما عرف عنه من دماثة الخلق لما اقترب الناس منه وهو القائل سبحانه وتعالى "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك" صدق الله العظيم. فالناس لا تطيق الانسان الفظ غليظ القلب،متجهم الوجه،قاسي النظرات. ولذا علينا التمسك بالاخلاق قولاً وعملاً في كل امور حياتنا فالدين المعاملة ،والاقتداء بالرسول واجب في غاية الأهمية حتى نحظى بقربه فهو القائل "اقربكم مني مجلساً يوم القيامة احاسنكم اخلاقا" أو كما قال عليه السلام... ومن منا لا يسعى لقربه؟ الحياة فيها من المعاناة ما يشيب له الرأس وان اردنا السعادة فما علينا الا اتباع كتاب الله وسنة رسوله فالاسلام دين سماحة وتسامح وتلطف بين الناس ويحرم بشدة ظلم الانسان لاخيه وتحقيره له.. وحسن الخلق اعظم واغلى تجارة يقتنيها الانسان ويبلغ بها صاحبها مكاناً مرموقاً في الدنيا والآخرة ويحشر مع النبيين والصديقين لأن الاخلاق هي اساس الدين مهما تكن عند امرئ من خليقة وان خالها تخفى على الناس تعلم فلابد من اتباع الاخلاق الحسنة في جميع تعاملاتنا حتي نحظى برضا الله والناس ففي الاخلاق صلاح للامة كافة. ويقول احمد شوقي: صلاح امرك للاخلاق مرجعه فقوم النفس بالاخلاق تستقم ويقول آخر: انما الأمم الاخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا