مرة ثانية وثالثة وعاشرة، ينتصر عقلاء اليمن وحكماؤها للوطن، مقدمين اليمن ومصالحه ومستقبل اجياله على كل المصالح الاخرى، حزبية كانت ام مناطقية وما بينهما، بالرغم من حالة الشد والجذب التي سادت خلال الفترة الماضية منذ توقيع اغلب مكونات الحوار على وثيقة حل القضية الجنوبية وما تبعها من تشنجات وتصريحات نارية واتهامات وصلت الى حد جعل البعض يراهنون على صعوبة ان يلتقي الموقعون والرافضون على كلمة سواء، وكأنهم يجهلون ان هذا الشعب اليماني العظيم كثيراً ما ابهر العالم بما صنعه من معجزات تاريخية على مدى مسيرته النضالية منذ ستينات القرن الماضي وما يزال. لقد اثبت من كانوا يرفضون التوقيع على الوثيقة انهم لم ينطلقوا في رفضهم من باب المكايدة أو «العرقلة» كما ذهب البعض، لكنهم ربما كانوا اشد حرصاً على ان تكون الوثيقة محصنة بضمانات اكثر بحيث لا تحتمل التأويل والاجتهادات وخاصة فيما يتعلق بمستقبل اليمن ووحدته وامنه واستقراره، وهذا لا يعني بالطبع ان من وقعوا بداية كانوا اقل منهم حرصاً، ولكن لكل تفسيره ورؤيته. لهذا جاء بيان هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل يوم أمس الاول الثلاثاء وبما احتواه من نقاط حاسماً وازال كل لبس لدى هذا الفريق او ذاك، ويتخطى بنجاح باهر واحدة من اكبر العقبات أمام مؤتمر الحوار الوطني الذي وصل الى محطته الاخيرة محققاً النجاح المأمول الذي انتظره شعبنا الحالم بدولته اليمنية الجديدة.. الدولة التي يتحقق له فيها الأمن والامان والمواطنة المتساوية والتوزيع العادل للسلطة والثروة. فلتهنأ أيها الوطن بهذا الانجاز الوطني الرائع.. والتعظيم والتقدير لكل من ساهم في الوصول الى هذا النجاح اكان في رئاسة مؤتمر الحوار او اعضائه جميعاً، وقبل ذلك الى الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي الذي استطاع بحنكته وحكمته ان يقود دفة المؤتمر الى هذه النهاية السعيدة وان يجعل الوفاق ممكناً بين جميع الفرقاء.