فتح الطرق بين الإصلاح والحوثي هدفه تسليم حضرموت والمهرة للحوثيين    "الانتقالي الجنوبي" ل"النهار العربي" نأمل في اقتناع الشمال بفك ارتباط سلس    مشكلة الكهرباء    في وداع محارب شجاع أسمه شرف قاسم مميز    منه للكبوس والزيلعي وام تي ان وبنك قطر واليمني والرويشان وشهاب والعابد وآخرين    تقرير أممي: أكثر من 6 ملايين شخص في اليمن بحاجة لخدمات المأوى هذا العام مميز    الوزير الزعوري يدعو المنظمات الدولية لدعم الحكومة في تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لكبار السن    الاتحاد الأوروبي يجدد دعمه للجهود الأممية للوصول الى تسوية سياسية شاملة في اليمن مميز    مورينيو يسعى لخطف سون من توتنهام نحو فنربخشه    ساوثغايت يركز على استعداد كاين ليورو 2024    ايطاليانو مدربا لبولونيا    بيانات صينية وترقب أخرى أميركية يرفعان النفط والذهب والدولار    منتخبنا يلعب بالزي الابيض الكامل والبحرين بالأحمر    لن نقول "شكراً" لقاطع طريق    وادي حضرموت يشهد عصياناً سلمياً استجابة لدعوة شباب الغضب    رسالة الى كل مسطول بالقات.. احذروا التأثيرات الصحية والنفسية    انسحاب ديوكوفيتش نذير شؤم قبل ويمبلدون.. واستثناء وحيد    هجوم حوثي عنيف جنوبي اليمن وسقوط قتلى وجرحى    الاحتلال يواصل توغله في رفح وعدوانه يخلف مزيدا من الشهداء والمصابين    معجزة تتوج اليونان بلقب يورو 2004    عصابات فارس مناع تعبث بالآثار في إب لتهريبها للخارج    مدير منفذ الوديعة يعلن استكمال تفويج الحجاج براً بكل يسر وسهولة    سخط وغضب عارم وسط اليمنيين من دولة خليجية بسبب تداول مقطع فيديو مسرب وصادم    حريق هائل في مارب وضحايا جلّهم من الأطفال    الموت يفجع اللواء فيصل رجب    التأثيرات السلبية لقراءة كتب المستشرقين والمنحرفين    العشر الأوائل من ذي الحجة: أفضل أيام العبادة والعمل الصالح    عيدروس الزبيدي في مهمة تركيع الحوثيين    قيادة السلطة المحلية في مارب تستقبل وفد موكب السلام بحفاوة "شاهد"    إنهيار منزل من 3 طوابق على رؤوس ساكنيه بالعاصمة عدن    دي بروين يفتح الباب أمام الانتقال إلى الدوري السعودي    مقتل جندي في وادي حضرموت برصاص مسلحين مجهولين    الاتحاد السعودي معروض للبيع!.. تحرك عاجل يصدم جمهور العميد    مع اقتراب موسم الاضاحي ..10 دول عربية ضمن الأكثر امتلاكا للأغنام في العالم وهذا هو ترتيب اليمن    غرق طفل في حضرموت : العثور على جثته بعد ساعات من البحث المكثف    قيادي في الحراك الثوري يهاجم الانتقالي الجنوبي و يدعو إلى انتفاضة    عدن وحضرموت على صفيح ساخن والغضب الشعبي يتزايد    ضربة قاصمة جديدة للحوثيين: عدن تستقبل المزيد من المنظمات الدولية    عاجل: إعلان عسكري أمريكي بشأن هجوم صاروخي للحوثيين بالبحر الأحمر    منظمات المجتمع المدني في حضرموت ترفض تواجد قوات العليمي في الساحل الحضرمي    75 مليون دولار يلحسها وزير الداخلية "إبراهيم حيدان" قيمة بطاقة شخصية    ارحموا الريال    وضع حجر أساس لإنشاء قرية سكنية للنازحين بمأرب بتمويل كويتي    لم تستطع أداء الحج او العمرة ...اليك أعمال تعادل ثوابهما    ارتفاع حالات الكوليرا في اليمن إلى 59 ألف إصابة هذا العام: اليونيسيف تحذر    - 17مليار دولار ارتفاع ثروة أغنى أغنياء روسيا خلال السته الأشهر من 2024    - توقعات ما سيحدث لك وفق برجك اليوم الثلاثاء 4يونيو    الرئيس الزُبيدي يوجه بمخاطبة واستكمال إجراءات نقل مقرات المنظمات إلى عدن    يكتبها عميد المصورين اليمنيين الاغبري    سلام الله على زمن تمنح فيه الأسماك إجازة عيد من قبل أبناء عدن    من جرائم الجبهة القومية ومحسن الشرجبي.. قتل الأديب العدني "فؤاد حاتم"    أغلبها بمناطق المليشيا.. الأمم المتحدة تعلن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن    وكالة المسافر للحج والعمرة والسياحة بحضرموت تفوج 141 حاجاً إلى بيت الله    وفاة ضابط في الجيش الوطني خلال استعداده لأداء صلاة الظهر    إعلان قطري عن دعم كبير لليمن    5 آلاف عبر مطار صنعاء.. وصول 14 ألف حاج يمني إلى السعودية    خراب    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء محمد علي القاسمي فقيد وطن.. وخسارة شعب وجيش

إذا كان لكل أمة عظمائها، ولكل شعب رموزه من خيرة أبنائه يصنعون التاريخ الذي يجسد في مضامينه ذاكرة الشعوب والأمم، وإذا ما كان لكل جيش من جيوش العالم قادة مخلصون وبارزون جربتهم ميادين العزة والكرامة ومواقع الشرف والبطولة وساحات الفداء، وصقلت مواهبهم ومهاراتهم وخبراتهم مراحل ومنعطفات عصيبة من الكفاح والنضال في سبيل تأدية الواجبات والمهام الوطنية وتحقيق الغايات والأهداف الاستراتيجية العسكرية لتبقى شاهدة على مر السنين كعامل متجدد لا يمكن طمسه أو نسيانه، فإن فقيد الوطن الكبير رفيق دربي اللواء الركن/ محمد علي القاسمي رئيس هيئة الأركان العامة تغمده الله بواسع رحمته، قد جمع خلال مسيرته العملية الحافلة بالإنجازات بين النضال الوطني على مختلف الأصعدة العسكرية والاجتماعية والسياسية.. مُسخراً كل طاقته ونشاطه في سبيل النهوض بالوطن وتطوير وتعزيز قدراته الدفاعية وبما يواكب متطلبات وطبيعة المهام ومقتضاياتها وفق رؤية مستوعبة لمحدداتها الزمنية والمكانية، ومضامينها وأبعادها المستقبلية وبما يصب في خدمة المصالح العليا لليمن.
لقد عشنا وتعايشنا مع الفقيد الراحل اللواء الركن محمد علي القاسمي عقوداً من زمن النضال والكفاح الوطني، وفي مسارات متعددة الجوانب لكنها موحدة الأهداف والغايات النبيلة التي كانت وستبقى في مقدمة قضايا وهموم كل اليمنيين الشرفاء المخلصين لشعبهم، ووطنهم وجيشهم ومستقبل أجيال أمتهم.
وفي هذا السياق نحن بصدد قراءة الصفات والسجايا الإنسانية والأخلاقية والقتالية والعسكرية لشخصية الفقيد اللواء القاسمي والصفات الحميدة التي كان يتحلى بها، والتي لا حصر لها، وهو غني عن التعريف.. ويحظى باحترام وتقدير الجميع دون استثناء، ولكني فقط أدلي هنا بشهادتي للتاريخ عن بعض الجوانب العملية والنجاحات التي سعى الفقيد والى جانبه الكثير من منتسبي القوات المسلحة المخلصين الى تحقيقها لتشكل عملية إنجازها عاملاً هاماً في مسارات تحديث وتطوير القوات المسلحة وإعادة بنائها وفقاً لأسس وطنية وعلمية وحديثة تقوم على مرتكزات البناء التخصصي النوعي وبما يواكب متطلبات معركة الأسلحة المشتركة وتقنيات العلوم العسكرية العصرية، وفي هذا المضمار كانت الاتصالات العسكرية أو كما كان يسمى بسلاح الإشارة في القوات المسلحة يعاني الكثير من الصعوبات بسبب عدم توفر الأجهزة الحديثة وأوكلت القيادة العسكرية العليا آنذاك مهمة تحديث وتطوير منظومة الاتصالات الى فقيد الوطن القاسمي الذي بذل جهوداً كبيرة ومخلصة لازالت ثمارها جلية وواضحة حتى اليوم في هذا الجانب الذي يمثل شرياناً حيوياً في جسد تشكيلات وصنوف القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية.. ونتيجة لهذا النجاح المحقق على صعيد الواقع العملي الذي كان يمضي بالتزامن مع مجمل مسارات النهوض بقدرات المؤسسة الوطنية الدفاعية كانت المهمة التالية المسندة للفقيد رحمه الله الانتقال الى جوانب التأمين الفني للقوات المسلحة الذي كان هو الآخر بحاجة شديدة الى تحديث وتطوير نظراً لما يمثله من أهمية قصوى في الحفاظ على جهوزية الآليات والمعدات العسكرية والأسلحة وصيانتها من خلال الورش الفنية المركزية وتوفير قطع الغيار اللازمة التي كانت تكلف خزينة الدولة مبالغ كبيرة من العملة الصعبة، وفي هذا الاتجاه سخر الفقيد اللواء الركن محمد علي القاسمي كل جهوده لإنشاء الورش الفنية المركزية ورفد وحدات القوات المسلحة بالكوادر الفنية التخصصية، وبدأت عجلة العمل والإنتاج بخطوات مدروسة وفقاً للإمكانات المتاحة تأتي ثمارها، وأخذت هذه العملية في التوسع بمجالات التصنيع الحربي وتوفير قطع الغيار للأسلحة والآليات العسكرية.. كما تم تطوير ألوية النقل العسكرية لتسهم بدور فاعل في تلبية احتياجات القوات المسلحة في هذا المنحى، وفي هذا المسار ابتكر اللواء القاسمي العديد من الأساليب الإدارية والبرامج العملية التي كان يجري تنفيذها من قبل الكوادر المتخصصة بروح معنوية عالية في ظل ذلك الاهتمام الذي كان يوليه الفقيد بعملية التأهيل والتدريب لمنتسبي الجانب الفني ورعايته المعيشية لهم، وهو الأمر الذي جعل من تلك الخطط والبرامج المرسومة تتحول الى إنجازات يتم تحسينها الى الأفضل من وقت الى آخر.
لقد كان الفقيد مشهوداً له بين صفوف منتسبي القوات المسلحة بالتواضع والبساطة والحزم معاً، وهذا ما جعله محل احترام وتقدير الجميع، وبهكذا مسلك قيادي استطاع ان يحقق نجاحات نوعية متميزة في أهم الجوانب العسكرية، وهي الجوانب الفنية التي تمثل الركيزة الأساسية للجاهزية القتالية للقوات المسلحة.
إن عملية انتقال الفقيد القاسمي لتحمل مسؤولية رئاسة هيئة الأركان العامة اقتضتها موجبات وطنية آنذاك وكان رحمه الله عند ذلك المستوى الرفيع من الكفاءة والإخلاص والاقتدار في قيادة القوات المسلحة.. جاعلاً من خلال موقعه القيادي العسكري الكبير مصالح الوطن العليا القاسم المشترك مع محيطه السياسي والاجتماعي.. باذلاً جهوداً عملية مضاعفة تتواءم وحجم مسؤولياته القيادية في رئاسة هيئة الأركان العامة.. مذللاً الصعوبات أمام القوات المسلحة سواءً في جوانب التدريب والتأهيل وتنفيذ الخطط والبرامج السنوية، أو على مستوى تحسين الأوضاع المعيشية للمقاتلين وتأمين متطلباتهم وتلمس همومهم وقضاياهم والإسهام بقدر الإمكان بمساعدة المحتاجين والمستحقين من منتسبي المؤسسة الدفاعية.. لينتقل بعد ذلك الى مهام ومسؤوليات وطنية من نوع آخر، وذلك عندما تم تعيينه مفتشاً عاماً للقوات المسلحة، وهو منصب قيادي مستحدث كان يتطلب إيجاد منظومة هيكلية وقانونية جديدة، وبذل فقيد الوطن الكبير اللواء القاسمي جهوداً جبارة لإيجاد الأسس العلمية التي يرتكز عليها عمل ونشاط المفتش العام للقوات المسلحة، وأنجز الكثير والكثير في هذا الجانب.. إلاّ أن المرض حال دون مواصلته العمل المناط به، وكانت إرادة الله الأقوى، لينتقل الى جوار ربه بعد حياة حافلة بالنضال والعطاء الوطني الذي كان وسيظل شاهداً حياً على مسيرة قائد عسكري محنك وشخصية سياسية واجتماعية بارزة..
تغمد الله فقيد الوطن والشعب والجيش اليمني والأمة اللواء الركن محمد علي القاسمي بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.. إنه سميع مجيب..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.