إعلان الأخ محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا مطلع فبراير الجاري أن العام 2016م سيكون عام الجندي اليمني, كان له دلالة عميقة في الاهتمام بالجندي اليمني والمكانة الكبيرة التي يحتلها لدى القيادة السياسية والعسكرية وفي قلوب كل أبناء شعبنا الغيور الرافض لكل أنواع الهيمنة ولغة الاستكبار والعدوان والغزو الخارجي من قبل السعودية وحلفائها وعلى رأسهم أمريكا. لقد أثبت الجندي اليمني أنه ليس كأي جندي في العالم كله, فقد احتل صدارة التضحية والبطولات والفداء بكل بسالة وشجاعة نادرة, ومن يقرأ تاريخ ملاحم الجيوش التي اجترحتها في الدفاع عن أوطانها وأرضها وشعوبها ضد مستعمر وغزو خارجي فلن يجد جنديا كالجندي اليمني الذي واجه بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين كل أدوات القتل والدمار وعدوان وحشي لم يسبق له في التاريخ مثيلا, فأحال كبرياء ذلك العدو وغطرسته وطائراته وبوارجه وقاذفاته وكل أسلحته وذخائره التي وجهها لإحراق اليمن رمادا وجعل أحلام العدو وطموحاته في احتلال أرضنا سرابا .. إنه جندي كامل الولاء لله ولوطنه ولشعبه, يدرك تمام الإدراك أن الغزاة القادمين من خارج أسوار بلادنا مهما زاد عددهم أو قوتهم ليسوا في النهاية سوى مرتزقة مستأجرين لا قضية لهم سوى الاعتداء على الشعوب المسالمة والأوطان الحرة فقهرهم بشجاعته وهزمهم ببسالته وإيمانه بعدالة قضيته, وأدرك أن معركته المصيرية في الدفاع عن وطنه وسيادته واستقلاله تستحق منه كل ذلك البذل والعطاء فلم يبخل بعرقه وجهده ودمه فقدم نفسه رخيصة لبلده لا لشيء إلا لأنه يعلم جيدا أن وجود أولئك المرتزقة والمستأجرين نجس لا يمكن السماح له بالبقاء على الأرض اليمنية الطاهرة مهما كانت التضحية. الجندي اليمني سطر أروع الملاحم في كل سهل وجبل وواد وبحر في بلادنا الغالية, وجدد التأكيد للعالم كله أن اليمن سيظل كما عرفه الجميع مقبرة للغزاة ومحرقة للأعداء أيا كانوا ومهما حشدوا من قوات مستعينين بالخونة والعملاء ومهما أنفقوا من مليارات الدولارات لشراء أسلحة الموت وأوغلوا في القتل والتدمير فلن يستطيعوا أن يوهنوا من قوته أو يزرعوا أثرا للهزيمة في نفسه ... فليقف الجميع للجندي اليمني إجلالا واحتراما وتقديرا .. لأنه مفتاح نصرنا وفارس عزتنا ومشعل كرامتنا ومجدنا ويد الوطن التي يبطش بها أعداءه ويحافظ على شعبنا حرا مستقلا, لا يهاب غزوة غاز ولا يخشى مطمع طامع ولا تنطلي عليه خدعة مخادع أو مخطط متآمر..