انفجر الوضع عسكريا اليوم في محافظة عدن بين قوات موالية للفار عبدربه منصور هادي وبين مسلحي ما يسمى ب" المجلس الانتقالي الجنوبي", وأفادت مصادر محلية متطابقة أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجانبين في عدد من المناطق في عدن, وسيطر مسلحون من المجلس الانتقالي على عدد من المباني الحكومية والمنشآت والمؤسسات, فيما قال شهود عيان إن دبابات تابعة لقوات موالية للفار هادي قصفت مواقع عسكرية في جبل حديد. وتسببت الاشتباكات التي وصفت بالعنيفة بإغلاق مطار عدن الدولي, وأعلنت مصادر طبية أن الحصيلة الأولية للاشتباكات بلغت 12 قتيلا و أكثر من30 جريحا وتدمير عدد من الآليات العسكرية. وفي تعليقه على الأحداث الجارية في عدن قال محافظ محافظة عدن طارق مصطفى سلام " نحن في السلطة المحلية لمحافظة عدن لا نعتبر وجود صراعات تحمل أهدافا حقيقية ستؤدي إلى إعادة القرار السيادي والقرار الوطني بل إن هؤلاء ينفذون توجيهات صارمة لسلطات الاحتلال الإماراتية السعودية فلا يوجد أي تناقض بين الأجندة السعودية والأجندة الإماراتية بل هو توزيع أدور للدخول في فصل جديد من سيناريو الغزو والاحتلال لتدمير عدن في بينتها التحتية والبشرية. وأضاف سلام في تصريح خاص ل" 26 سبتمبرنت " إن عدن يزج بها اليوم في أتون حرب أهلية لا تبقي ولا تذر, الهدف منها الميناء, فكل مظاهر الفتنة اليوم هي أن الإمارات تريد تقويض دور الميناء لأن عدن هي الميناء والمستهدف هو الميناء والأمن والاستقرار هو الميناء, فهم يريدون أن يضمنوا أن لا تقوم قائمة لميناء عدن, وأنا أوجه الاتهام وأوجه التحذير لكافة القوى المحلية المتعاملة مع أجندة الغزو والاحتلال من جر أهلنا في عدن إلى الفوضى العارمة والى سفك الدماء والقتل والدمار, فهم يريدون تدمير عدن عن بكرة أبيها. وأكد سلام في تصريحه " نحن سنتحمل المسؤولية الوطنية والتاريخية في حقن دماء أهلنا في عدن, ومن أراد الاقتتال وتنفيذ أجندة سلطات الغزو والاحتلال فعليه أن يذهب إلى خبت الرجاع ووادي دوفس كمناطق مفتوحة, وعليهم أن يحقنوا دماء أهلنا في عدن, فعدن تحملت الكثير من الويلات طوال المراحل الماضية سواء قبل دولة الوحدة أو بعد الوحدة, فيكفي عدن هذا الدمار وهذا الشر, فبالأمس واليوم العدو التاريخي لليمن هو مملكة الشر السعودية التي نهبت أراضينا في شرورة بعد شهرين من الاستقلال. ونبه محافظ عدن من النوايا الخبيثة لسلطات الاحتلال الإماراتية من تدمير عدن, وطالب المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه المدنين الأبرياء من تحويلهم إلى وقود لمحرقة حرب لا تعنيهم وتدمير عدن, مؤكدا أن " المحتل الغازي يريد تحويل عدن إلى أحياء وكانتونات يتقاسمها أمراء الحرب, ونحن نحمل سلطات الاحتلال مسؤولية ما يحدث في عدن" . ولفت سلام إلى أن السلطات السعودية تحاول الظهور بمظهر الغيور على ما تسمى ب" الشرعية " بينما سلطات الاحتلال الإماراتي تحرص على تقويض دور ميناء عدن لأن ميناء دبي تصل عائداته السنوية إلى 300 مليار دولار, وبالتالي الإمارات لا تريد تقويض ميناء عدن فقط بل وكل الموانئ في البحر الأحمر. وقال محافظ عدن قبل أيام من هذه الأحداث سبق وأن حذرت من سفك دماء أهلنا في عدن واليوم أحذر من جديد من الإيغال في هذا المخطط الذي يهدف إلى سفك دمائهم وتدمير مدينتهم.