اعلن العاهل المغربى الملك محمد السادس عن تشكيل المجلس الاستشارى لشؤون الصحراء الغربية الذى سيضم اعيان القبائل والمنتخبين المشهود لهم بالكفائة . وقال العاهل المغربى ،فى كلمة له فى مدينة العيون ،عملنا على ان يكون المجلس منفتح على مؤسسات المجتمع المدنى ونتتظر منه الانصهار من اجل تعزيز الوحدة الوطنية ، مطالبا كل مكونات المجلس ان تنصهر بعمل متكامل لتعزيز الوحدة الوطنية والترابية داعيا الحكومة وكافة المؤسسات للنهوض بالمهام على الوجة الامثل مع انشاء مؤسسة فاعلة لتنمية المناطق الجنوبية ، منبعثة من عبقرية رجال الصحراء الاشاوس . و محمد السادس اقتراح كل المبادرات الكفلية بعودة واندماج المحتجزين فى مخيمات "تندوف " للمساهمة فى مواصلة بناء المغرب القوى بوحدته وارادته ، وفى نفس السياق دعى للنظر الى الوفاء بثوابت المملكة ومقدساتها للتعريف بعدالة وقضية الوحدة الترابية ولإبراز ما حققته البلاد من انجازات على درب التنمية المستدامة , وابدى العاهل المغربى استعداد بلاده لحل مشكلة الصحراء الغربية من خلال اقتراح لنظام الحكم الذاتى فى إقليم المغرب الجنوبى. واستطرد قائلا : واثقون من ان الاستشارة الديمقراطية المزدوجة لمن شأنها الى بلورة منظومة لحكم ذاتى يضمن سكان الصحراء تدبير شئونهم ضمن الديمقراطية وسيادة القانون ، ونؤكد ان فى المغرب سيقف الى جانب الصحراء بصفته الضامن الاول للوحدة . ووجه فى نهاية كلمته تحية تقدير للقوات المسلحة وكذلك الأمن القومى والى كافة السلطات لشجاعتها ورباطة جأشها للدفاع عن حوزة الوطن وامنه واستقراره متأكدين عدم التفريط فى شبر من الصحراء العزيزة ولا فى حبة من رمالها . وكان العاهل المغربي محمد السادس قد وصل الاثنين الماضى الى الصحراء الغربية فى زيارة تستمر خمسة ايام. واكدت جماعة البوليزاريو في بيان نشرته وكالة الانباء الصحراوية ان الزيارة التي يبدأها العاهل المغربي الى الصحراء الغربية تشكل "مبادرة عدوانية تهدد الامن الاقليمي". واضافت الوكالة ان البوليزاريو التي لم تدخر اي جهد للحفاظ على وقف اطلاق النار وتوفير مناخ من الوفاق الملائم لازالة الاستعمار عن بلاده، تحمل الحكومة المغربية مسؤولية العواقب التي يمكن ان تنجم عن هذه المبادرة العدوانية. ومن المقرر ان يتوجه عاهل المغرب الذي ضم المستعمرة الاسبانية السابقة في 1975، الى العيون كبرى مدن هذه المنطقة، ثم الى مدينة بوجدور. وذكرت البوليزاريو ان زيارة محمد السادس تؤكد ان الحكومة المغربية تستمر في تعنتها وقد اختارت التصعيد الخطير. واضافت ان الزيارة تشكل انتهاكا لوقف اطلاق النار و تهدد بالعودة الى الحرب، طالما ان الجانب المغربي يتحدى الشرعية الدولية ويزيد من الاستفزازات بدلا من الامتثال لقرارات مجلس الامن والاممالمتحدة. وخلال زيارته الاخيرة الى الصحراء الغربية في 2002، اعلن الملك محمد السادس ان المغرب لن يتخلى عن اي شبر من اراضي صحرائه غير القابلة للتقسيم. وقد اقترحت الاممالمتحدة في 2003 خطة لتسوية النزاع في الصحراء الغربية تقضي بفترة انتقالية مدتها خمس سنوات يليها استفتاء لتقرير المصير حول الوضع النهائي لهذه المنطقة. ورفضت الرباط هذه الخطة ومبدأ الاستفتاء ورأت انهما "غير قابلين للتطبيق"، واقترحت في المقابل حكما ذاتيا واسعا تحت السيادة المغربية.