كشفت تقرير أميركي سينشر لاحقا في صحيفة نيويوركر أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تدرس سرا شن هجوم نووي محدود على إيران. ويتردد أن بوش عقد سلسلة من المحادثات السرية حول هذا الموضوع خلال الأسابيع الأخيرة مع أعضاء بارزين من مجلسي النواب والشيوخ منهم ديمقراطي واحد على الأقل. وقال مسؤول كبير لكاتب التقرير سيمور هيرش إن مثل هذا الهجوم سوف يستهدف المنشآت النووية مثل مفاعل تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في ناتانز. كما أفاد بأن الضربات الجوية ستكون قوية ومتواصلة، وقال أحد القادة العسكريين المتقاعدين إن بوش يأمل أن يتسبب الهجوم الجوي على مواقع نووية وعسكرية داخل إيران في هز النظام الإسلامي الحاكم في إيران ويشجع الشعب على التحرك ضده. وأوضح مصدر آخر أن الولاياتالمتحدة لديها بالفعل وحدات سرية على الأرض في إيران تعمل على "إثارة توترات عرقية" بهدف زعزعة استقرار الإدارة في طهران. وفي الإطار نفسه قال المصدر إن الجيش الأميركي يعارض هذا الخيار، لدرجة أن بعض كبار الضباط يفكرون في الاستقالة من الجيش إذا ما كانت هناك خطة نووية لضرب إيران. يذكر أن الكاتب والصحفي هيرش اكتسب شهرة بفضل تحقيقاته الصحفية أثناء حرب العراق، وهو صاحب أول سبق صحفي تحدث عن إساءة معاملة السجناء في سجن أبو غريب العراقي. وعلى صعيد التحركات السياسية الأميركية بدأ وكيل وزارة الخارجية روبرت جوزيف محادثات في الإمارات العربية المتحدة قال مسؤولون إنها تشمل مجموعة إجراءات لضمان عدم مرور أي مكونات تدخل في صناعة الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى باعتبارها نقطة رئيسة لإعادة الشحن الجوي. وتشمل زيارة جوزيف كلا من عمان والبحرين وقطر والسعودية التي أعلنت مؤخرا أنها لا تشعر بأن البرنامج النووي الإيراني يشكل خطرا عليها. وفي إطار المباحثات مع إيران حول برنامجها النووي يصل الأربعاء مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى إيران في زيارة، قال إنه يأمل أن تسمح له ب"إعداد تقرير إيجابي" سيرفع نهاية أبريل/ نيسان الجاري إلى مجلسي الحكام والأمن في آن معا بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأفاد مسؤولون في الوكالة الذرية بأن الزيارة تهدف إلى الحصول على "أقصى درجة من التعاون والشفافية من قبل إيران". وكان البرادعي قال في وقت سابق في إسبانيا "رأينا أمورا في إيران علينا توضيحها قبل التمكن من القول إننا نعتبر أن كل الأنشطة (النووية) هي لأهداف سلمية بحتة.. لكننا لم نر أي دليل يشير إلى أن مواد نووية استخدمت لتطوير أسلحة نووية". تأتي زيارة البرادعي في حين يبدأ اليوم مفتشون من الوكالة زيارة منشأة ناتانز لتخصيب اليورانيوم ومنشأة أصفهان لتحويله في وسط إيران. غير أن إيران شددت على أن المهمة التي تدوم خمسة أيام، "روتينية في إطار معاهدة الحظر النووي، وليست مرتبطة بإعلان مجلس الأمن". ويرى مراقبون أن إبداء إيران بعض الليونة من قبيل القبول ببعض إجراءات الرقابة من شأنه أن يعمق خلافات الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن, وتعزيز قناعة الصين وروسيا الرافضتين بأن لا داعي لفرض عقوبات على إيران في الوقت الراهن. وتأتي الزيارة في وقت صعدت فيه إيران مناوراتها, عارضة الواحدة تلو الأخرى ما صنعته مصانعها العسكرية من صواريخ وطائرات وطوربيدات في مياه الخليج التي تمخرها البوارج والسفن الحربية الأميركية, في إشارة إلى أنها جاهزة للمواجهة إن تحتم الأمر. وكالات