بقلم الاستاذ محمود عبدالقادر الجنيد- نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات غريب أن نسمع هذه الأيام من شخصيات مثقفة وأكاديميين، أو من شخصيات اجتماعية لها وزنها وثقلها الاجتماعي، تبنيها لدعوات تحمل في مضمونها ما يثبط من الثبات والصمود في وجه العدوان، وتلاحم الجبهة الداخلية وإرادة المجتمع اليمني في معركته المصيرية وحقه المشروع في الدفاع عن النفس والأرض والعرض. تلك الدعوات التي تظهر هنا وهناك تحمل مسميات ناعمة تتشدق بدعوات السلام ومشاريع المصالحة الوطنية. ونحن لسنا ضد المصالحة والسلام الحقيقي الذي يحفظ لليمن سيادته ووحدته واستقلال قراره، ولكن مع من تكون المصالحة والسلام؟ .. مع مرتزقة العدوان الذين لا يملكون أية إرادة ولا يستطيعون بل ليس بأيديهم أي قرار، حتى قرارهم بعد أن باعوا أنفسهم ووطنهم للمعتدي السعودي الإماراتي، وصاروا تحت رحمته يلتمسون رضاه حتى بخيانة بعضهم البعض. هذه الدعوات التي حملت اسم (رياح السلام) معروف عن المؤسسات التي تديرها أنها صهيونية بامتياز، ولها مشاريع تدميرية مماثلة في العديد من البلدان كما العراق وسوريا وليبيا... وغيرها.. وتوقيت ظهور هذه الدعوات في بلادنا ينبئ عن مخطط جديد يستقطب نخب اجتماعية لها تأثيرها ومواقفها شبه المحايدة من العدوان، لتتبني مشاريع تحقق للعدو أهدافه التي لم يستطع تحقيقها خلال ما يقارب الأربع سنوات. نعم أربع سنوات من العدوان، أفرغ فيها المعتدي السعودي والإماراتي جام غضبه وحقده على اليمن واليمنيين، واستخدم كافة الوسائل والأسلحة لتدمير وقتل الشعب اليمني، وأطبق حصاراً خانقاً براً وبحراً وجواً يمنع وصول الغذاء والدواء ومستلزمات الحياة الضرورية.. وحرب اقتصادية شعواء ينفذها العدوان ومرتزقته بدأت بنقل عمليات البنك المركزي من العاصمة صنعاء وصولاً إلى طبع المليارات من العملة في أكبر عملية تزوير وتدمير للاقتصاد اليمني الوطني وقيمة الريال مقابل العملات الأجنبية.. وهو ما أدى إلى زيادة معاناة المواطن وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية. كل تلك المعاناة قابلها شعبنا بصمود وصبر وإلتفاف كبير حول قيادة الثورة والقيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى، متصدياً للعدوان ومرتزقته بكل صلابة وتلاحم واقتدار.. واستطاع الشعب اليمني بيده الطولى الجيش واللجان الشعبية تحقيق الانتصارات والتنكيل بالعدوان في كل الجبهات.. ونستغرب اليوم وبعد كل ذلك أن نسمع أصواتاً تقلل من كل تلك التضحيات التي بذلها شعبنا دعماً ورفداً لجبهات العزة والكرامة وصبرا وثباتا منقطع النظير.. هذه الأصوات التي أرادت لنفسها أن تمارس دوراً لا ينسجم وما حققه شعبنا من انتصارات عظيمة بعد أن اندحر العدوان وبدأ يتهاوى وأيقن بأن اليمني لا يقبل بغاز أو محتل، وصارت الهزائم عنوانا لزحوفات المعتدي وتحركاته سواء في الساحل الغربي أو في جبهات ما وراء الحدود وفي نهم وصرواح والبيضاء وتعز.. محاولة العدوان هذه المرة "رياح السلام" ليست بالجديدة وان تغيرت الأساليب، فلقد مارسها من يقود العدوان طيلة عقود من الزمن، كحرب باردة تصدت للمشاريع الوطنية اليمنية التي تنشد الحرية والاستقلال والخروج من عباءة الوصاية والتبعية، وتحقيق نهضة تنموية باستغلال الثروات والفرص المتاحة، وليس أدل على ذلك من محاربتهم لمشروع الرئيس الحمدي الذي جندوا لمحاربته أزلامهم وعملائهم حتى قضوا عليه.. وها هم اليوم يحاولون إيقاف عجلة المسيرة القرآنية المباركة وثورة 21سبتمبر التي أسقطت رهاناتهم وعملائهم فلجأوا للعدوان على يمن الإيمان والحكمة وبفضل الأحرار من أبناء الوطن سينقلب العدوان وبال على أنظمة الشر وخراباً على من سلك دربهم من العملاء والمرتزقة. ورهاننا اليوم على وعي المجتمع في التصدي لأفكارهم الخبيثة وأوهام السلام المكذوب الذي يحاول البعض تصويره لعامة الناس وهو يعلم زيف تلك الدعوات والأفكار وأنها دعوات تضليل في ظاهرها الرحمة وفي باطنها الخبث واللؤم، دعوات لا تملك المنطلق في إمكانية تحقيقها لأن القرار في يد المعتدي السعودي والإماراتي وأسيادهم الصهاينة والأمريكان وهؤلاء لا سلام لديهم تجاه الشعب اليمني، واستمرارهم في قتل وحصار اليمنيين يؤكد أنهم مجرمون قتلة ليس لديهم أية رغبة في السلام.. ليثبت للجميع أن دعوات ما تسمى بالمصالحة أكذوبة وخدعة ينجر إليها بقصد أو بدون قصد من لا يزال في أنفسهم ريب وتذبذب بحقيقة العدوان ومرتزقته، وحقيقة المشروع التدميري والاستهداف الممنهج لمقدرات الشعب اليمني، ذلك العدوان الذي بدأ في 26مارس 2015م يستهدف كل اليمن وكل مواطن يمني بما فيهم مرتزقة العدوان أنفسهم ومن يجند نفسه معهم لبث وتبني الأفكار الخبيثة والهدامة.