ما ضل بالخبر اليقين وما غوى أبداً ولم ينطق حديثاً عن هوى بل جاء بالغيث الكريم فلم يذر شبراً على وجه البسيطة ماارتوى صلوا بلا شحُّ عليه وسلموا صلوا بلا شحُّ عليه وسلموا ما لاح نجمٌ في السماء وما ضوى صلوات ربي وسلامه عليك يامن بعثت هادياً ومعلماً لخير أمة أخرجت للناس..أيام قليلة وتهل على الأمة الإسلامية ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم تلك الاحتفالية والذكرى التي ينتظرها المسلمون جميعا في شتى بقاع الأرض كيف لا وهي ذكرى مولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،لذا فإنهم يستعدون لإحيائها كلاً على طريقته الخاصة، فالبعض يقيم الكرنفالات والاحتفالات الكبيرة، فتلقى الدروس ويذكرون أنفسهم بسيرته العطرة ، وكيف كانت حياته غاية في البساطة وقمة في الفضائل الأخلاقية التي كرّمه الله بها فقد أدبه ربه فأحسن تأديبه وذلك بقوله تعالى واصفا خلقه صلى الله عليه وسلم : (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4)) سورة القلم,وأيضا قوله صلى الله عليه وآله وسلم متحدثاً عن نفسه بما معنى الحديث أدبني ربي فأحسن تأديبي. ولأن مولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعتبر بداية تاريخ الأمة الإسلامية نجد أن معظم مظاهر الاحتفال بذكرى مولده ألم تكن جميعها لا تخلو من إقامة الحلقات العلمية للتعريف بهذا التاريخ والتأكيد على أهمية بث روح الوفاق والمحبة والتراحم والتآخي بين المسلمين واهمية السعي لإصلاح ذات البين، اقتداءً به صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،فحياته صلى الله عليه وآله وسلم كانت منهاج حياة لجميع المسلمين ولم تكن مرتبطة بعصره فقط وإنما كانت دستور حياة لمن جاء بعده من المسلمين ،وسيظل إلى قيام الساعة قال تعالى: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّوَحْيٌ يُوحَى) (4) سورة النجم والمتأمل لمعظم كتب السيرة الموجودة لدينا إلا أنه ورغم وفرتها يجدها تتحدث عن سيرته صلى الله عليه وآله وسلم بأسلوب سرد الوقائع والأحداث ،بشكل مفصل ، وقلما نجد من كتب عن سيرته صلى الله عليه وآله وسلم بأسلوب تحليلي علمي يُسهل على الجميع قرأتها بشكل يجعلهم يعايشون تلك اللحظات من تاريخ الإسلام، فتكون بمثابة المنارة والمنهاج القويم لمسيرة حياتهم تربوياً واجتماعياً وسياسياً وعسكرياً وكذلك اقتصاديا فيستفيد منها الاستفادة الكاملة ويتعلم من خلالها دروسا مهمة وعظيمة. وتتنوع مظاهر الاحتفال بهذه الذكرى العظيمة والغالية على كل مسلم وتتباين من دولة لأخرى،فمثلما نجد البعض قد يحتفل بها بإقامة الكرنفالات والاحتفالات الكبيرة في الميادين العامة ،نجد البعض الآخر يقوم بإحيائها في المساجد، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين خصوصاً بعد صلاة العشاء، فتقام مراسيم الاحتفال بقراءة بعض الآيات القرآنية ويكثرون من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وتتسابق القنوات التلفزيونية والصحف والمجلات للمشاركة في إحياء هذه المناسبة، ولكن رغم تعدد وتباين مظاهر الاحتفال بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعا واختلافها، إلا أنها باتت سمة عالمية تجمع مشارق الأرض ومغاربها، شمالها وجنوبها، كلا يحتفل بطريقته ويحييها بطقوسه الخاصة ولكن يجمعها رابط واحد هو الحب لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.