في مثل هذا الشهر من كل عام يظهر لنا الكارهون لذكرى مولد رسول الله بالتبديع والتفسيق والتجريم لكل من يفرح بيوم مولده الشريف وكذا من يجعلها مناسبة عامة تفرح بها أمة محمد صلوات ربي عليه وعلى آله. حين نراجع من هم الذين تضرروا وتضايقوا من يوم مولده الشريف نجد اليهود في المقدمة بالإضافة إلى النصارى والمجوس والمشركين… إلخ لا نعلم وجه التشابه بين أولئك الذين كرهوا مولدة وبين الذين يكرهون الاحتفال بيوم مولدة إلا إن الدلائل تظهر إستقائهم من نفس الكأس. وإلا فما الضير من جعل يوم مولده مناسبة لشد الناس نحو شخصية رسول الله بشكل أكثر وسرد فضائله وتوقيره وتعظيمه وتذكير المسلمين بمنة الله عليهم. اليس الله سبحانه وتعالى يقول: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} ومن أعظم ما تفضل الله علينا به أن أرسل رسوله محمد فلنفرح بفضل الله علينا. اليس الله سبحانه وتعالى يقول: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} وهذه أفضل وأعز ذكرى يتذكرها الناس وقد كتبت حولها الكتب وقيلت فيها الأشعار اليس كل ذلك فرحة به وحمداً لله على إرساله لنا. ولنا في أجدادنا الأنصار قدوة حين احتفلوا بقدوم النبي صلوات الله عليه وعلى آله إلى المدينة الذين استقبلوه فرحين بالأهازيج وأنشدوا قائلين :طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعى لله داع، فلم نعلم أن النبي نهاهم عن الفرح بمقدمه ، فكما فرح المؤمنين بمقدمه إلى المدينة فالأولى بنا وبالعالم أجمع أن نفرح بمقدمه إلى الدنيا فهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين فكان رحمة للبشرية كلها وببعثته ورسالته انقشعت الظلمات وانمحت ظلمات غشيت العقول وأعمت الأبصار. اما المتشدقين ببدعة الاحتفال بمولد سيد البشرية محمد صلوات ربي عليه وعلى آله نقول اين كانوا حين حدث الاحتفال والاستقبال لترامب السنة الماضية الذي كلف حوالي 68مليون دولار وجمع له ممثلين عن 55 دوله من الدول العربية والإسلامية إلى صعيد واحد ليقوم فيهم ممثل الشيطان الرجيم مرشدا وموجها وخطيبا ، إن كان البعض رفضوا ذلك فلماذا لم نجد هذا الحماس في المجالس العامة والمساجد ووسائل التواصل الاجتماعي لينكرو ذلك ويتحدثوا حوله ويحذروا المسلمين من خطر امريكا وخطر تقديسها ويحذروهم من التولي لها مثل من اجتمعوا معها هناك لكن بالعكس لم نجد لهم نفس الحماس في التحذير من المولد النبوي الشريف وتبديع المؤمنين وتجريمهم ، عليهم مراجعة انفسهم ويزيلوا الغشاوة التي على اعينهم ويصفوا قلوبهم ويعلموا ان مولده يوم فرح وسرور وبهجه لقلوب المؤمنين كافه المحبين الحب الحقيقي وليس الصوري لرسول الامه محمد صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.