خير الناس انفعهم للناس وخاصة أولئك المستضعفين من الرجال والنساء والأطفال ، الذين آمر الله تعالى بالإنفاق والقتال والتضحية بالمال والنفس في سبيل إنقاذهم وحمايتهم، والاهتمام بشؤونهم وحل قضاياهم وسد حاجاتهم ، وتحطيم كل العقبات والصعاب ،التي تتسبب في حرمانهم ومعاناتهم ، وتحول دون سعادتهم ، بقوله “ وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ” واذا كانت الأوامر الإلهية توجب الدفاع عنهم والتضحية في سبيل تحريرهم من قيود الظلم والتسلط ، والاستغلال والجور ، وإنقاذهم من البؤس والفقر والجوع ، فما بالكم بالإنفاق للأموال في سبيل إطعامهم وإيوائهم وقضاء حاجاتهم ، التي لا يمكن أن تقارن بالدماء الطاهرة التي تراق !!؟ بحيث نجد بأن خدمتهم والاهتمام بشؤونهم هي أيضا من أفضل الأعمال ونكتفي بذكر بعض ما جاء في قضاء حاجاتهم مثل إطعامهم ، الذي ورد بأن إطعام جائع خير من بناء ألف جامع ، وخير عند الله من عتق ألف رقبة من ذرية إسماعيل عليه السلام وخير من حملان ألف فرس في سبيل الله ، وخير من عشرين حجة لبيت الله الحرام ، وهذا ما تؤكده الآيات الكريمة بقوله “ لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (114) كما ورد أيضا في الصدقة وعظيم فضلها بلسان حال الميت “رب لولا أخرتني لأجل قريب فأصدق “ ولم يقل لأصلي أو أصوم !!! كما إن الإنفاق في سبيلهم مما اعتبره الله قرضاً له بقوله “ من ذ الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له “ وذكر بأنه دين عليه ووعد بإعادته بالأضعاف بقوله “ وما أنفقتم من شيء فهو سيخلفه وهو خير الرازقين وتوعد البخلاء وأصحاب رؤوس الأموال والكانزين والمحتكرين الذين لم يستجيبوا له ويرفضون أوامره ولم يؤمنوا ويصدقوا بآياته بالعذاب والخسران بقوله “ والذين يكنزون الذهب والفضة...فبشرهم بعذاب اليم « وشملهم جميعاً بقوله « ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالاً وعدده “ وفي ظل الحصار والعدوان الجائر ، كان ولابد أن ندعوا كل المؤمنين والخيرين والشرفاء ، لبذل مساعيهم وجهودهم الكريمة لتفقد جيرانهم ومساعدة المستضعفين والأسر المتعففة وذوي الحاجات وما أكثر الجائعين والمحتاجين والمرضى والبائسين في بلادنا ، الذين يحتاجون الدعم والمساعدات الضرورية المختلفة ، ونتمنى بان يسعى الجميع للتعاون معهم بكل ما يستطيع حتى بأن يدل الآخرين عليهم ، لحل قضاياهم وتوفير فرص العمل لهم ، وكونوا على يقين بأنكم لو قمتم فرادى ومثنى وجماعات بواجباتكم هذه الدينية والإنسانية نحو أخوانكم المستضعفين لتغيرت الأمور أفضل مما هي عليه ، وخاصة في مثل هذه الأوضاع المأساوية التي تشهدها البلاد بسبب القصف والعدوان والحصار ، ، إذ انه ، ليس من الأخلاق والدين والإنسانية بأن نتركهم يكابدون الجوع والفقر والبؤس ، بينما نقف موقف المتفرج « من بات شابعا وجاره بجانبه جائعا فليس بمؤمن “ كما نطالب الحكومة بالقيام بواجباتها في خدمة الشعب والاهتمام بالمستضعفين لكونها تتحمل المسؤولية بالدرجة الأولى إمام الله تعالى ، ونحذر الجميع من الإهمال ، والاتكال ، وإلقاء المسؤولية على عاتق المجهول ، والتقصير في الواجبات والأعمال في الظروف الصعبة الراهنة ، ومن لم يهتم بشؤونهم فليس بمسلم ... # رئيس مؤسسة المصطفى لخدمة المستضعفين