الإسلام دين الحياة الحرة الكريمة ، ودين العزة والرحمة والعدالة والإنسانية، وهو الدين الذي يحتوي على كل القوانين الإلهية العظيمة ، السياسية، الاقتصادية، العسكرية ، قوانين الأموال والحقوق ، المعاملات ، المواريث ، القصاص والديات، الزواج والطلاق ، العقوبات ، بحيث لم يترك الإسلام شيئاً صغيراً كان أو كبيراً يحتاج إليه الإنسان منذ الولادة إلى الموت ، إلا ووضع له قانون حتى رضاعة الأطفال ، ودخول المرحاض ،، وهذه القوانين وضعها الله تعالى لإدارة الحياة والاهتمام بالإنسان وحل مشاكله وقضاياه وسد حاجاته والارتقاء به نحو الكمال المطلق ومعانقة السعادة في الدنيا والآخرة ، وكان الهدف من إرسال النبي الأكرم صلى الله عليه واله هو للعمل بهذه القوانين وعدم تجاوزها ، بحيث كان القانون الإلهي في زمنه هو الحاكم الأعلى وهو منفذ له ،، وكذلك المراد من تعيين الحكام من بعد وفاته هو الالتزام بتطبيق وتنفيذ هذه القوانين العظيمة ، ولا يراد منه سوى ذلك ، لان الإسلام خالد إلى الأبد وقانون الله يجب ان يكون الحاكم الأعلى والجميع يستظلون بظله حتى قيام الساعة . المستعمرون يعلمون جيداً بأن تمسك المسلمين بدينهم هو سر قوتهم ، ويدركون بأن وجود هذه القوانين يشكل اكبر خطراً عليهم ويهدد أنظمتهم ويحول دون وصولهم لأطماعهم ، ولتحقيق أهدافهم الاستعمارية تحاملوا عليه وجندوا كل إمكانياتهم وطاقاتهم ، لإبعاد المسلمين عن دينهم والقضاء على كل هذه القوانين ، وبمرور الزمن وبالتعاون مع عملائهم وأذنابهم تمكنوا من حصر الإسلام في قانون العبادات الفردية كالصلاة والصوم وأوحوا إلى المسلمين بفصل الدين عن السياسية ، وبان الإسلام لا يتجاوز أحكام الحيض والنفاس، والخلاء ، ونتف الإبط وحلق العانة ، !!؟ واستمروا في نشر هذه الدعايات و الأفكار حتى تمكنوا من ترسيخها واستطاعوا بواسطة عملائهم من تجميد قوانين الله وإبطال مفعولها ، واستبدالها بقوانينهم الوضعية الفاسدة التي عملت الحكومات والأنظمة العميلة على صياغتها واستيرادها من الدول الأجنبية، ومن ثم العمل بهذه القوانين العفنة التي اجبروا الناس على قبولها بالقوة، والتي تسببت في كل الأوضاع المأساوية وانتشار الظلم والفقر والبؤس والفوضى والفساد ، التي تعاني منه الشعوب ، وتذوق مرارته حتى الان ،، وخير شاهد على الظلم والويلات هو القضاء الفاسد الجائر في بلادنا الذي يعمل بالقوانين العفنة المستورة من فرنسا ومصر وغيرها من الدول الأجنبية ، بدلاً من قوانين الله العادلة ، وهذا هو الذي فتح الباب على مصراعيه للمرافعات والطعون والأكاذيب، واستغلال المستضعفين من قبل المتسوقين والمحامين واللصوص، وضياع الحقوق واستمرار أتفه القضايا لعشرات الشهور والسنوات وأحيانا يرث الأبناء آبائهم ، لمواصلة العذاب في جحيم المحاكم والوزارات ، ولهذا يعتبر القضاة والقضاء السبب الرئيسي لكل المشاكل والقتل والاختلاس والحالات النفسية المختلفة ، وكل ما يجب علينا هو المطالبة للقيادة السياسية بإلغاء هذه القوانين العفنة وسرعة العودة والعمل بقوانين الله التي تكفل العدل والحق والحياة الحرة للشعب وكافة الإنسانية ،، * رئيس مؤسسة المصطفى لخدمة المستضعفين