أوشك العام الرابع من العدوان على الانتهاء بكل آلامه ومآسيه، ونأمل أن يحل هذا العام علينا بالوئام والسلام، فمنذ السادس والعشرين من مارس 2015م واليمن يرزح تحت وطأة حرب ظالمة وقذرة قادتها مملكة آل سعود وتحالفهم البغيض على يمن الإيمان والحكمة، نودع أربع سنوات عجاف لن تندمل فيها جراحنا وآلامنا إلا بالأخذ بالثأر والقصاص من ذلك المعتدي الأرعن الذي تجرأ على غزو اليمن بل وأوغل في جرائمه منذ الوهلة الأولى، مرتكباَ أبشع ما لايمكن وصفه من المجازر البشرية التي يندى لها الجبين، والتي تعد بمثابة المؤامرة القذرة التي أرتهن فيها جُل حكام العرب لأكبر مؤامرة في تاريخ اليمن المعاصر، فالكل يعلم ان المؤامرات التي حيِكت ضُد اليمن عبر مساره التاريخي الطويل كان مصدرها ومدبرها العدو السعودي اللدود الذي يتفنن اليوم الى جانب العدو الإماراتي الظالم في سفك دماء اليمنيين الزكية من النساء والشيوخ والأطفال، بل وإباحة كل مُحرم على مرأى ومسمع من قبل المجتمع العربي والدولي الذي أصبحت قراراته مرتهنة لأمريكا وإسرائيل.. وما يحز في النفس هو انه بعد مضي قرابة الألف وخمسمائة يوم لا تزال الشعوب العربية تغط في سبات عميق وكأن الحرب في اليمن شأن لا يعنيهم.. ولكن هيهات أن تنسى أو تتناسى الأجيال اليمنية تلك المجازر البشعة بحق الأبرياء من هذا الوطن، نعم لن ينسوا الأشلاء المتناثرة في الأسواق ومراكز إيواء النازحين، لن ينسوا دُور الأيتام وطلاب المدارس الذين تقطعت أجسادهم الطاهرة واختلطت دماؤهم بأحبار اقلامهم وبياض دفاترهم.. نعم لن تنسى الأجيال تلو الأجيال صالات العزاء والأفراح التي راح ضحيتها المئات من الشيوخ والأطفال والنساء، نعم لن ينسوا كل قطرة دم سالت على أرض الوطن الطاهرة مدافعين عن الأرض والعرض، نعم لن تنسي الأجيال القادمة ذلك الدمار المتعمد للبنية التحتية والمرافق الحكومية بكل أصنافها وأنواعها حتى طال ذلك العدوان منازل المواطنين العزل بعد حصد أرواحهم البريئة الآمنة، نعم لن تنسى الأجيال تلك المآسي والجرائم بتقادم الزمن وسيأتي يوم يعرف فيه المعتدي أن ما قام به من اعتداء آثم على اليمن أرضاً وإنسانا إنما هو تصرف أرعن سينال الظالم جزاءه العادل أجلا أم عاجلا يقول تعالى: (.... وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ [الشعراء آية: (227)] فهل حان الوقت لدحر ذلك المعتدي عن الأرض الطيبة التي لن تقبل على ثراها إلا الطيبين المدافعين عنها بكل غال ونفيس، وعلى المعتدين ومرتزقتهم أن يدركوا جيداً بأن اليمن عصي ولن ينالوا منه إلا ما يكرهون وأنهم مهما خططوا ووضعوا الاستراتيجيات العسكرية واستخدموا التقنيات الحديثة فإنهم في نهاية المطاف سيخرجون صاغرين أذلاء مندحرين مهزومين مهما طال الزمن بهم أو قصر.. ومثلما اندحرت قبلهم كل فلول الغزاة والمستعمرين القدامى والتي كان أخرها المحتل البريطاني البغيض في جنوب الوطن فإنهم حتماً وبلا شك سيلقون نفس المصير بل وأشد وجعاً وإيلاماً وأن النصر لا محالة حليفنا كما وعدنا الله لأن قضيتنا عادلة ومشروعنا في الدفاع عن الأرض والعرض والحرية والكرامة مشروع مقدس لن نتراجع عنه مهما كانت التضحيات.