كثيرون سمعوا عن تلك الحادثة التي شهدتها- مؤخراً- حديقة الحيوانات في حي الجرداء بالعاصمة صنعاء. .حينما هاجم احد الأسود عاملا في الحديقة, كان يعنى برعايته واطعامه. .!!. طبعا. .العامل نجا باعجوبة من بين فكي الاسد. .وهذه مشيئة الله التي حالت دون ان يكون لقمة سائغة للاسد, الذي تركت مخالبه- او بالاصح انيابه- جرحا غائرا على رقبة الرجل وآثارا بالغة في قلبه لم تندمل بعد حتى اليوم!!. ومع ذلك يبقى السؤال: ما الدافع الحقيقي وراء مهاجمة الاسد من يفترض انه يقوم برعايته واطعامه ؟!!. قد يقول البعض: هذا شيء طبيعي, فالاسد حيوان مفترس. .وهذا رأي يحترم في كل الأحوال. .!!. لكن .. الإجابة اعمق من ذلك او تلك.. فالراسخون في علم الطبيعة يعرفون جيدا ان الاسد لا يهاجم فريسة- اياً كانت- الا عندما يجوع. .ولهذا سموه ملك الغابة. .من زمان!!. وكما هو معلوم أيضا ويتناقله مرتادو تلك الحديقة بحياء وخجل شديد, فان الجوع صار ظاهراً للعيان وبادِياً على الأجساد النحيلة والهزيلة القابعة في اقفاصها كاشباح لا حول لها ولا قوة ..توشك عيونها الزائغة ان تنطق مخاطبة جموع الناظرين اليها بحسرة وحزن كبير..بالقول: «نحن اسود ياجماعة الخير. .نحلت عظامنا واشتعلت الرؤوس شيبا ..فالى متى ستظلون تعاملونا معاملة القطط الاليفة. ..؟!!». ورسالة اخيرة-على لسان مرتادي الحديقة..قبل وبعد الحادثة- مفادها: «قلدكم الله شي اسد ياكل لقمة ومااااا..ادري ايش؟!!». الامر بحاجة الى انتباه القائمين على الحديقة . .واعادة نظر في توزيع إيرادات الحديقة. .وبما يضمن اعطاء الاسود ان لم يكن ما اعتادت عليه من مخصصات في السابق.. فعلى الاقل الشيء الذي يكفل لها حق «البقاء» على قيد الحياة. .ويحفظ لها ماء الوجه امام بقية الحيوانات ومخلوقات الله. فالاسود كما قال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في قصيدة للقاضي الذي حكم باعدامه «تبقى الاسود اسوداً «و»الكلاب كلاباً «...!!. والاسد عادة ليس من شيمته الغدر او ان يعض ويهاجم صاحبه. .لكنه الجوع. .والجوع كافر. .هكذا قالوا في الامثال ياساده ياكرام.