المتتبع للأحداث والتطورات السريعة والمتلاحقة في ما يجري في الشأن السعودي لهو دليل واضح على السياسة الفاشلة والكارثية التي انتهجها ولى العهد محمد بن سلمان المتسمة بالمغامرات المتهورة في اليمن ولبنان وسوريا والعراق حصار قطر وغيرها من الدول العربية والإسلامية ورؤيته الفاشلة للعام (2030 ) حيث قال مراقبون ( إن الأهداف الموضوعة تتضمن أهدافا مسرفة بالتفاؤل تتناقض مع البيروقراطية التي تعشعش في مفاصل الدولة والمجتمع السعودي وان المراجعة الجذرية تشمل التخلي عن عمليات إعادة هيكلة بعض القطاعات الإستراتيجية وتاجيل بعض الإصلاحات لمده قد تصل ل10 سنوات.. وهذه الخطوة المفاجئة تشكل إعترافاً صريحاً بأن الكثير من الاهداف الوارده بالرؤية كانت مجرد اندفاع مفرط وأن الاعتراف بذلك قد يكون له تأثير سلبي كبير للغايه على أداء الاقتصاد المحلي . لهذا لن تتحقق بعض الاهداف المحددة ضمن خطة التحول الوطني بحلول الموعد النهائي المحدد في 2030م لأسباب تتلخص في كونها معقدة وطموحة للغاية وبعيدة عن الواقع علاوة على وجود صعوبات في تنفيذها بسبب ضعف كفاءة الكادر فى بعض الوزارات وعدم ملائمتها لأوضاع المملكة , فالرؤية الطموحة جدا قد تناست بحسب محللين واقع التعليم البائس في المملكة وعدم قدرة المواطنين على التفكير باستقلالية إضافة إلى انعدام الرقابة وتركيز السلطة في أيدي قلةمتمثلة بأسرة آل سعود.. لهذا فان رؤية المدلل محمد بن سلمان مغامرة جديدة لاتقل خطورة عن مغامراته في المنطقة العربية والإسلامية ولعل أبرزها عدوانه الغاشم على بلدنا وأيضا حصاره لقطر الذي كان يهدف الى تكبيلها وضرب اقتصادها إلا أنه أثر تأثيرا عكسياً كبيرا على النظام السعودي والإماراتي حيث أدى إلى انخفاض أسعار النفط العالمية إلى نحو 47 دولاراً للبرميل أي بنسبة انخفاض أكثر من 12 % عما كانت علية قبل حصار قطر. الأمر الذي يشكل كارثة لنظام السعودي التي وضع تصوراته وفق سعر أعلى للبرميل مما دفع المملكة لوضع خطة اقتصادية ( رؤية 2030 م ) لاتعتمد فيها على البترول الذي يسهم بأكثر من 50 % من الناتج القومي وتجدر الإشارة إلى أن قطر لاتتأثر بتلك الأزمة لأن اقتصادها الفعلي قائم على الغاز ، حيث إنها المصدر الأول للغاز المسال في العالم. أما المشاكل الاقتصادية الاخرى التي واجهت النظام السعودي والإماراتي تمثل في كون قطر كانت تستورد 80 % من معظم احتياجاتها الغذائية من جيرانها, الأمر الذي كان يعود بالنفع على اقتصاد هذه الدول ، ولهذا يبدو أن الحصار الذي فرضه النظام السعودي والإماراتي وبعض الدول الخانعة لدول الاستكبار لن يؤتى أكله سريعاً كما كان يتمنى ابن سلمان. وعن سياساته المراهقة في الرابع من نوفمبرعام2000م تم توقيف العديد من الأمراء والوزراء بتهم مكافحة الفساد وغسيل أموال وتقديم رشاوى وقد لاقت هذه الإجراءات في البداية ترحيباً من معظم فئات الشعب السعودي ولكن فيما بعد تأكدوا أن ما حدث لم يكن حملة تطهير كما روج لها بقدر ماهي حملة لاجتثاث مراكز القوى ورؤوس المعارضة للنظام الديكتاتوري لمحمد بن سلمان الذي هو أصلا أساس الفساد وغيرها من السياسات الخاطئة لمثل هذه الشخصية الغريبة التي أضرت بسمعة المملكة والشعب السعودي وبالأمة العربية والإسلامية.. وأخيراً نرى أن الفاسد محمد بن سلمان يريد من كل محاولاته اليائسة كسب تأييد شعبي وبناء قاعدة جماهيرية عريضة تدعم اعتلاءه للعرش دون أدنى معارضة، ولكن الشعب السعودي ليس غبيا وقد أدرك أن المتهور محمد بن سلمان إذا لم يقم بتغيير سياسته فإن نهاية المملكة ستكون قريبة جداً وان الشعب لن يظل متفرجاً مكتوف اليدين وأرضه وثرواته تهدر وتضييع بسبب أحمق لايريد سوى السلطة والدوس على كل من يعارضه أو يقول كلمة الحق, كما فعل بالعديد من الناشطين والناشطات السعوديين وآخرها الجريمة البشعة للكاتب الصحفىي جمال خاشقجي ، وسيأتي يوم ويثور هذا الشعب المكلوم والمظلوم والمغلوب على أمره وسيجرف سيل غضبه كل الحثالات من أمثال محمد بن سلمان ومن والاه من أركان النظام السعودي الذين كبتوا على صدورهم وكمموا أفواههم وليس لهم الحق بالتعبير والنقد عن ما يجري داخل أروقة الحكم, لأن سياسة بن سلمان تتمثل أساسا بكرسي الحكم وأن الانسان والمواطن السعودي الشقيق بالنسبة له ليس له قيمة تذكر . ولكن صبراً أيها الشعب الشقيق ولابد من فرج قريب وستنتهي أسرة الاجرام لأل سعود الخنجر المسموم والمغروس في جسد الامة العربية والاسلامية .