شرح ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رؤيته للإصلاحات الاقتصادية في المملكة النفطية بما يضمن تقليل الاعتماد على النفط وترشيد الإنفاق ومكافحة الفساد. أرامكو للاكتتاب العام وأكد ابن سلمان نية بلاده طرح أقل من خمسة بالمائة من شركة "أرامكو" النفطية العملاقة للاكتتاب العام. وأضاف أن "الرؤية هي خارطة طريق لأهدافنا في التنمية والاقتصاد، وفي غيرها (…) لا شك أن أرامكو جزء من المفاتيح الرئيسة لهذه الرؤية، ولنهضة الاقتصاد ونهضة المملكة العربية السعودية". جاءت تصريحات الأمير محمد بن سلمان نجل العاهل السعودي والذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع ويرأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية خلال أول مقابلة تلفزيونية تجرى معه منذ أن صار وليا لولي العهد في العام الماضي. واعتبر أن طرح جزء من الشركة للاكتتاب ستنتج عنه "عدة فوائد"، أبرزها "الشفافية (…) إذا طرحت أرامكو في السوق فإن هذا يعني أنها يجب أن تعلن عن قوائمها وتصبح تحت رقابة كل بنوك السعودية وكل المحللين والمفكرين السعوديين، بل كل البنوك العالمية"، معتبرا أن ذلك "لا يتم اليوم". وأضاف: "نحن أصبحت لدينا حالة إدمان نفطية في المملكة العربية السعودية من قبل الجميع، وهذه خطيرة، وهذه التي عطلت تنمية قطاعات كثيرة جدا في السنوات الماضية". وأوضح أن السعودية لا تتوقع نزول أسعار النفط عن 30 دولارا للبرميل من جديد بفضل تحسن الطلب العالمي على الخام. وقال "نستطيع أن نحقق هذه الرؤية حتى لو كان سعر النفط 30 دولارا أو أقل. نعتقد أنه (من) شبه المستحيل أن سعر النفط يكسر أقل من 30 دولارا بحكم الطلب العالمي." وأضاف "الخطة تستطيع التعامل مع أي سعر للنفط" سواء وصل إلى 30 أو 28 أو 70 دولارا للبرميل لكن الخطة وضعت على اعتبار بلوغ سعر النفط 30 دولارا للبرميل.
البطاقة الخضراء وقال بن سلمان إن نظام البطاقة الخضراء (جرين كارد) سيتم تدشينه في غضون خمس سنوات لتمكين العرب والمسلمين من العيش والعمل لفترة طويلة في السعودية وهو ما يمثل تحولا كبيرا في سياسات المملكة.
صندوق الاستثمارات إلى ذلك، أكد الأمير أن بلاده ستخصص عائدات طرح اسهم أرامكو لتطلق صندوق استثمارات "قيّم بما بين تريليونين و2.5 تريليون (دولار)"، ما يجعل منه الأضخم في العالم. وكشف أن صندوق الاستثمارات العامة الذي تسيطر عليه الدولة قد أعيد هيكلته ليصبح مركزا للاستثمارات السعودية بالخارج بما في ذلك من خلال جمع أموال عبر بيع أسهم في شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو. وأضاف أنه تم إعادة "هيكلة الصندوق.. إدخال أصول جديدة على الصندوق.. أرامكو وغيرها من الأصول.. وإعادة حل إشكاليات الأصول الحالية التي يملكها صندوق الاستمارات العامة سواء شركات أو مشاريع أخرى." وتابع "البيانات الأولية تتكلم أن الصندوق سوف يكون أو يسيطر على أكثر من عشرة في المئة من القدرة الاستثمارية في الكرة الأرضية." وأوضح محمد بن سلمان أن خطة الإصلاحات التي أطلقها ستحول المملكة إلى قوة استثمارية عالمية وتنهي اعتماد أكبر مصدر للنفط في العالم على الخام بحلول 2020، قائلا: "أعتقد في سنة 2020 نستطيع أن نعيش بدون نفط."
مجلس الوزراء يوافق وكان مجلس الوزراء السعودي وافق الاثنين، على "رؤية السعودية 2030" المتوقعة التي تهدف إلى تحرير اقتصاد المملكة من الاعتماد الكثيف على النفط، والمتوقع أن تشمل إصلاحات جذرية. وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في بيان مقتضب بثه التلفزيون الرسمي: "اطلعنا على رؤية المملكة العربية السعودية التي قدمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ووافق عليها مجلس الوزراء… آملين من أبنائنا وبناتنا المواطنين والمواطنات العمل معا لتحقيق هذه الرؤية الطموحة". وأضاف: "وجهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم الرؤية الاقتصادية والتنموية للمملكة، لتحقيق ما نأمل في أن تكونه بلادنا… أنموذجا للعالم على جميع المستويات". وذكر العاهل السعودي أنه وضع نصب عينيه منذ توليه العرش "السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية، وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها، والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزان لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه".
