في تناغم غريب بين المجرم القاتل والمعول عليه كشف الحقيقة ورفع الظلم على المجني عليه واثبات التهمة على الجاني.. إلا أن الأدوار والحقائق انقلبت وأصبح البعض ممن يسند إليهم القرارات الدولية لا يفرق بين الجلاد والضحية وما جاء في إحاطة المبعوث الأممي للأمم المتحدة وكذلك المنسق للشؤون الإنسانية بدأ غريباً فعلاً رغم أن الحقائق على الأرض بينة وواضحة أمام العالم وأمام كل ذي عقل لبيب وليس فقط أمام الأممالمتحدة.. وهذا ان دل على شيء فإنما يدل ويؤكد جلياً أن العدو السعودي الإماراتي ومن يدعمه ما زال مستمراً في إجرامه وقتله ودماره لكل شيء على أرضنا الطيبة وما هذه المراوغات السياسية التي تحدث في أروقة الأممالمتحدة والرحلات المكوكية التي جعلت من ممثلها إلى اليمن زائراً أسبوعيا لمطار صنعاء وميناء الحديدة إلا أحد الوسائل التمويهية التي يستغلها العدوان في تحشيد وتعزيز تمركز وتموضع قواته العسكرية على أمل خوض غمار معركة عسكرية جديدة يحلم من خلال نتائجها إلى تحقيق أي نصر يذكر على الأرض.. لأن مجريات وأحداث الميدان منذ بداية عدوانهم الهمجي قد أثبتت فشلهم الذريع لكل مخططاتهم وعملياتهم العسكرية التي لم تحقق من نتائجها سوى قتل الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ.. أما رجال الرجال من أبناء جيشنا ولجاننا الشعبية وكل شرفاء الوطن فهم في خطوط التماس وفي كل الجبهات والميادين يلقنون المعتدين ومرتزقتهم دروساً لن ينسوها مدى الحياة وسيخلدها لهم التاريخ وستتذكرها الأجيال جيلاً تلو جيل. إن ما يدعو إلى الاستغراب هو الغباء الذي استفحل في قيادة العدوان السعودي الإماراتي ومرتزقتهم وكل من تحالف معهم وعدم إدراكهم البديهي إلى هذه اللحظة بأن حربهم الإجرامية العبثية القاتلة التي قاربت على دخول عامها الخامس لم تؤثر فينا كشعب يمني بل ظل وفيا لدينه ولأرضه يعي مؤامرات ومخططات الأعداء ومرتزقتهم، ويمتلك قيادة سياسية حكيمة تؤمن بحرية واستقلال وقرار الشعوب وإرادة فولاذية لا تؤثر فيها نوائب الزمان فأثبتنا بالوقائع على الأرض بأنه كلما زادت حدة اجرام المعتدين وتكثيف عملياتهم العسكرية القاتلة ومؤامراتهم السياسية والاقتصادية زدنا ثباتاً وصموداً وتماسكاً وأكثر قدرة على المواجهة في ميادين العزة والبطولة والشرف، بل وإثبات الذات من خلال تطوير قدراتنا العسكرية في كافة المجالات وفي مختلف صنوف القوات المسلحة.. ولكن أعمى البصيرة مثل هذه الأنظمة لا يمكن له أن يرى بعينه لأنه لا عين له في رأسه ولا قرار له في ذاته وهم في حقيقة الأمر مجموعة من الأنظمة والقيادات المراهقة التابعة والمسيرة تقودهم سيدتهم وراعية الحفاظ عليهم وعلى كراسي سلطتهم أمريكا وحفيدتها إسرائيل وبقية الداعمين الحاقدين على ديننا وتاريخنا وحضارتنا والطامعين في ثروات وخيرات وطننا. والمتابع للخطوات التي يسير عليها العدو خلال هذه الفترة وخاصة بعد اتفاق السويد التي حاول أن يظهر من خلال مرتزقته بأنه مع السلام قد انكشفت وهو في الحقيقة منذ اليوم الأول لم يلتزم بأي بند من بنود الاتفاق وخروقاته وجرائمه اليومية شاهدة عليه في الحديدة وفي كل محافظات الجمهورية.. وقد كان وسيظل الأبطال والشرفاء من أبناء جيشنا وشعبنا المرابطين في كل ثغر من ثغور الوطن أكثر وعياً ومعرفة بنوايا العدو ومرتزقته كونهم قد خبروا جيداً نواياه السيئة والماكرة على مدى أربعة أعوام وسيظلون كما عهدهم الشعب والقيادة على نفس الوتيرة من الثبات والصمود والاستبسال رافعين رايات النصروعنوانهم الدائم اليمن وكرامة شعبه وحرية واستقلال قراره فوق كل شيء منطلقين من إيمانهم الواثق بنصر الله لعباده المؤمنين وبعدالة قضيتهم التي يقاتلون من أجلها مهما كانت التضحيات.