الحشود الشعبية المليونية التي خرجت يوم الجمعة الماضية لنصرة القدس في العاصمة صنعاء وبقية المحافظاتاليمنية تلبية لنداء قائد حركة «انصار الله» عبدالملك بدر الدين الحوثي والمتزامنة مع «قمم او قماقم السعودية» تجعل اليمن امام مسؤولية تاريخية كبيرة في الوقت الراهن في قيادة الامة لتحرير فلسطين وبقية الاراضي العربية المحتلة وهذا ما يخشاه الكيان الصهيوني الغاصب وامريكا والغرب وتدركه الانظمة العربية والاسلامية المنبطحة العميلة او ما تعرف ب»محور التطبيع» التي وتسعى خاسئة بكل امكاناتها وتحالفاتها لاجهاض المشروع القومي العربي التحرري الذي بات يمثله محور الممانعة والمقاومة في الوطن العربي في «اليمن وسوريا ولبنان». وبدأت هذه الحركة التحررية التي انطلقت شرارتها مطلع العقد الماضي من جبال مران جنوبي السعودية على يد مؤسسها حسين الحوثي رافعة شعار القضية الفلسطينية كقضية مركزية بدأت تلاقي اصداء في الاوساط العربية والاسلامية والعالمية التواقة للحرية والكرامة وكبح جماح الاستكبار الامريكي الصهيوني في المنطقة والعالم. ويشن تحالف العدوان بقيادة السعودية منذ ما يزيد عن اربع سنوات حربا ظالمة على الشعب اليمني تحت غطاء اعادة «الشرعية» وضرب وتدمير البنية التحتية والمنشآت الخدمية والحيوية بما فيها المطارات والطرق والجسور والمستشفيات شريان الحياة وقتلهم بالطائرات بالتزامن مع حصار اقتصادي جوي وبري وبحري ظالم بهدف تشطير وتجويع وتركيع اليمنيين الذين ساندوا ويؤازرون هذه الحركة «انصارالله» ضد العدوان ومخططات التطبيع بما فيها صفقة القرن او «ترامب». وبات من الواجب بمكان على هذه الانظمة والقمم التي تعقدها وعلى المجتمع الدولي والعالم احترام ارادة اليمنيين وحقهم في تقرير مصيرهم ووقف العدوان الغاشم ورفع الحصار الظالم وانهاء معاناة اكثر من 30 مليون يمني يعيش نصفهم تحت خط الفقر بسبب هذا العدوان . قد يسخر البعض من العنوان ومضمون المقال وللحقيقة والتاريخ اقول كما قالها الرئيس الشهيد صدام حسين المجيد رحمه الله : «افلح ورب الكعبة من جعل فلسطين همه وقضيته المركزية» .. وهؤلاء الذين سخروا من انصار الله ومن شعاراتهم التي يرددونها في صرختهم الموت لامريكا والموت لاسرائيل ..الخ سيسخرون من انفسهم اليوم عندما يشاهدون الملايين من اليمنيين يخرجون في صنعاء العاصمة وعموم المحافظات تلبية لنداء شخص او جماعة قليلة كانت بالنسبة لهم «معزولة او حبيسة ومحاصرة في كهف» واصبحت اواصبح اليوم «شاؤوا ام» ابوا يقود ويوجه امة ويحركها كيف ومتى شاء في مواجهة العدوان ونصرة القضايا العربية وفي مقدمتها فلسطين كما فعل اليوم . سخروا ويسخرون من انفسهم مرات ومرات لانهم اصبحوا معزولين عن وطنهم وشعبهم لانهم سخروا وحل بهم السخر والسخط والعذاب كما سخر قوم نوح عليه السلام منه لصنعه الفلك في اليابسة. يسخرون من انفسهم لان من كان يسخرون منه يدافع عن قضية وطنية وقومية وهم اليوم بلا قضية وان كانوا يزعمون دفاعهم عن قضية فهي تسترهم عن جرائم العدوان ودفاعهم عن المحتلين لبعض المحافظات الجنوبية والشرقية وتبريرهم لقتل اليمنيين و.. و.. الخ . اخيرا: ما كتبته هنا وجهة نظر ليس دفاعا عن الحوثيين الذين يتهمهم الكثير بقطع مرتبات موظفي الدولة مثلهم مثل الشرعية.. وانما سردا للوقائع والمعطيات على الارض. * رئيس رابطة الصحافة القومية