الحل السياسي الكامل أو المواجهة الشاملة مع هذا التحالف العدواني الباغي.. قلنا هذا منذ البداية ومازلنا, ولا معنى لتجزئة الحلول التي تؤكد ان العدوان غايته من كل المشاورات السابقة كسب الوقت لعله يحقق ما عجز عنه في مراحل العدوان السابقة, والذي اليوم يمضي نحو استكمال عامه الخامس الذي فيه اصبح اليمانيون أكثر قوة وقدرة, ليس فقط على تحقيق توازن الردع ولا فرض قواعد اشتباك , إنما إحداث تغيير في المعادلات تؤدي إلى تحول استراتيجي في هذه الحرب العدوانية الاجرامية القذرة والشاملة. صحيح أن الشعب اليمني دفع اثماناً باهظة من ارواح ودماء ابنائه, وهو يواجه عدوان هذا التحالف الإرهابي الوحشي وتعرضت بناه التحتية ومنشآته التعليمة والصحية والزراعية والصناعية ولم يبق له شيء يخاف عليه, سوى الحفاظ على سيادة وطنه ووحدته واستقلاله وصون حرية وكرامة وعزة ابنائه, وهذا تهون امامه كل التضحيات مهما بلغت, لأن قضيته عادلة ولا خيار أمامه, الا الانتصار. كنا وسنبقى دعاة سلام, نرفض العدوان ونواجهه دفاعا عن وجودنا احراراً اعزاء على ارضنا, ولم نكن في يوم من الايام دعاة عدوان على أحد, هكذا نحن اليمانيون طوال تاريخنا القديم والحديث والمعاصر, وسنكون كذلك في المستقبل. عندما ذهبنا الى المشاورات الأولى والثانية والثالثة وآخرها ستوكهولم في السويد, كنا صادقين وكان من يشنون العدوان علينا كاذبين افشلوا كل المشاورات السابقة, قبل ان تنتهي ولم يكن امامهم من خيار الا الاتفاق في السويد مع شكنا بان الطرف الآخر لن يلتزم بما تم الاتفاق عليه, وحتى لا نعطيه الفرصة للتنصل مما اتفق عليه كنا المبادرين إلى التنفيذ فيما يخص بند الحديدة.. وكنا المبادرين في تقديم المقترحات حول الأسرى وتعز والملف الاقتصادي وغيرها من القضايا التي تضمنها الاتفاق خاصة تلك المرتبطة بالجوانب الانسانية.. وبالمقابل كان تحالف العدوان ومرتزقته يرتكب الخروقات من الوهلة الأولى, وكنا نعرف انه يركن فيما يقوم به إلى صمت وتواطؤ ومشاركة المجتمع الدولي لاسيما وان امريكا وبريطانيا وفرنسا واسرائيل وغيرها من القوى الاستعمارية جزء من هذا العدوان, وهذا اليوم لا يحتاج إلى دليل إثبات فالمعطيات والشواهد كثيرة, ويكفي ان نشير الى ان ردنا على هذا العدوان والذي لا يتعدى حتى الآن استهداف اهداف عسكرية وبعض المنشآت الحيوية والاستراتيجية التي لها علاقة باستمرار هذا العدوان للعام الخامس على التوالي, تقوم الدنيا ولا تقعد ويستدعي ذلك اجتماع رباعية هذا التحالف- أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات- الذي يعتبر دفاعنا المشروع عن وطننا وشعبنا جريمة وعملا ارهابيا, في حين ان قتلهم لمئات آلاف اليمنيين طوال هذه السنوات, لا يعدونه اجراما ولا ارهابا حتى وقد تجاوز كل الحدود القانونية والاخلاقية والانسانية, إنطلاقاً من أن ما تقوله أمريكا وحليفتها وادواتها هو الصحيح حتى وأن كان فيه الكذب يفوق كل تصور.. إن مثل هذا المنطق ليس له أي تأثير عند شعب يدرك أنه على حق وان قضيته عادلة, بل على العكس تزيده إيمانا واصرارا وعزيمة في الدفاع عن نفسه حتى يجنح المعتدون للسلم أو نواصل معركته حتى النصر. مرة أخرى نجدد رسالتنا لهذا التحالف العدواني الباغي ان مطلبنا بسيط وهو أن توقفوا عدوانكم وترفعوا حصاركم وتنخرطوا بشكل جدي في حل سياسي دبلوماسي يفضي إلى سلام حقيقي والا لا خيار أمامنا الا مواصلة الدفاع عن انفسنا.. والايام حبلى بالمفاجآت والقادم اعظم.. فإما سلام تام أو رد زؤام.