الشيخ: هشام عبدالعزيز العرابي أثبتت القبيلة اليمنية مجدداً أن اليمن عصية على الاحتلال وأنها لا ترضى بالذل والاستعباد والخنوع للغزاة على مر التاريخ وأنها الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كافة المؤامرات والدسائس, وكان للقبيلة اليمنية الدور الكبير والفعال والمواقف المشرفة في مواجهة الغزاة والمحتلين في كل ساحات وميادين الشرف والعزة والبطولة, والكرامة, ولا تزال إلى يومنا هذا تتنافس وتتسابق لتقديم قوافل الخير، والعطاء بل وترسل بفلذات أكبادها وخيرة رجالها إلى ميادين العزة والشرف للوقوف إلى جانب الأبطال الميامين من الجيش واللجان الشعبية لتأدية واجبها الديني والوطني المقدس في الدفاع عن أمن واستقرار وسيادة الوطن، ونحن في بداية العام الخامس من العدوان ومقارعة قوى الطاغوت والاستكبار العالمي التي تكالبت على أبناء الشعب اليمني في سياق تنفيذ المخطط الصهيوأمريكي الذي يهدف إلى نهب ثروات الأمتين العربية والإسلامية ونهب خيراتها وإذلال أهلها وانتهاك أعراضها ومنها اليمن. وبالتوازي مع الحرب العسكرية الصلبة تشن قوى العدوان حرباً إعلامية تضليلية شعواء بهدف النيل من العزم اليماني الذي يطاول الفرقدين نظراً لتنامي الوعي الإيماني وإدارك الجميع لعدالة القضية والإيمان بالمظلومية التي تتعرض لها اليمن وهي تواجه مجرمي وسفاحي وأشرار العالم في أكبر عدوان تتعرض له اليمن على مستوى التاريخ إذ صنعت بثقتها بالله وتوكلها واعتمادها عليه ملاحم وصمود أسطوري لا نظير له سيخلده التاريخ في أنصع صفحاته المشرقة، ورغم سياسة التجويع والحصار الذي تمارسه دول تحالف الشر بحق أبناء الشعب اليمني قد شارفت على دخول العام الخامس من العدوان الغاشم الذي ارتكبت من خلاله جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية, إلا أن الأحرار حاضرون لخوض غمار الحرب والمواجهة, ببأس وعزيمة هي اليوم في واقعها أقوى من أي وقت مضى, وما لم تحققه دول العدوان عسكريا لن يحققوه بسياساتهم المفضوحة، فالجيش واللجان الشعبية ومن ورائهم الأحرار من أبناء شعبنا اليمني العظيم يقفون لهم بالمرصاد ولن تنطلي عليهم أساليب ومخططات العدوان المفضوحة والمكشوفة. وعلى مدى أربعة أعوام من العدوان وإلى اليوم حرصت القيادة السياسية على إبقاء باب السلام مفتوحا أملاً في أن تراجع دول العدوان حساباتها ويوقفون عدوانهم على اليمن, إلا أنها أي القيادة السياسية لم تستخدم الخيارات الإستراتيجية بعد وتجنبتها في الفترة السابقة, إلا ان عجرفة وعنجيهة وغرور واستكبار قوى العدوان بقيادة العدو السعودي الإماراتي أبت إلا أن تمعن في مواصلة حربها لتثبت من جديد للعالم المنافق والذين في قلوبهم مرض بأنهم دعاة حروب ومتوحشون وقتلة وسفاحون وعملاء لاسيادهم من الأمريكان والصهاينة وليسو دعاة سلام أبداً كما يروجون, وهم بذلك قد أهدروا كل فرص السلام والنجاة, وليعرف الجميع أن قواتنا المسلحة المسنودة باللجان الشعبية وفي حين نفذ الصبر وفتحت خياراتها الأكثر رعبا وقلقا والأشد وجعاً فإنها ستقلب الطاولة على الجميع وستحول المنطقة إلى كتلة من لهب وحمم بركانية لا تبقي ولا تعذر. وما بعد مشاورات السويد واتفاقياته الملزمة التي حرص الوفد الوطني المفاوض من خلاله حرصاً كبيراً على حقن دماء الطرفين, وحرص الوفد أيضا على التخفيف من معاناة شعبنا الصابر والصامد وتراقب القبائل اليمنية المشهد الميداني عن كثب, وهي الآن تتأهب بوتيرة واحدة واستعداد عال لردع الغزاة والمرتزقة جراء تصعيدهم العسكري الخطير الذي يقومون به محاولين من خلال ذلك الالتفاف على مخرجات مشاورات السويد والتهرب الواضح والامتناع من تنفيذها بتواطئ ومشاركة مفضوحة من الأممالمتحدة التي تبلع لسانها للداخل وفضل فريقها المراقب الصمت وعدم الإفصاح عن الخروقات وفضح الطرف المعرقل لعملية السلام. ونعلم علم اليقين أن خروقات العدوان لم تعد خروقات وحسب بل أصبحت تصعيداً وتنفيذاً عملياً لخطة تمت دراستها خلال الفترة الماضية من قبل العدوان, وتماديهم في مواصلتها يوضح للجميع عدم جديتهم في تنفيذ الالتزامات, وإننا إذ نحمل الأممالمتحدة كافه المسؤولية في إفشال مشاورات السويد, فإننا أي القبائل اليمنية أيضا على استعداد تام وجهوزية عالية لمواجهة التصعيد بالتصعيد ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام تعنتهم, كما أننا ندرك أن موافقتهم وترحيبهم بمخرجات مشاورات السويد كان مجرد أكاذيب ومراوغات لا غير. ولكننا نحذر دول العدوان ومرتزقته ونقول لهم: هاهم أبطال الجيش واللجان الشعبية يوفون بعهدهم ويتمسكون بالاتفاق الذي كانوا فيه الأكثر تنازلا والأكثر ضبطاً للنفس, ولكن أنتم من تصرون اليوم على إفشاله ولتعلموا جيداً أن امتناعكم عن مواصلة تنفيذ الإتفاق مسألة عائدة لكم..وعليكم أن تدركوا إن أفشلتموه فما بعده لن يكون كما قبله, إذ قد برأت ذمتنا أمام الله سبحانه وعلى الباغي تدور الدوائر( والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً). ومن خلال الأحداث والوقائع والشواهد اتضح جليا أن حقوق الإنسان لا تحميها الدول الكافرة إنما تحميها وتصونها بنادق الرجال ولنعمل جميعا بالمثل الأمريكي الذي يقول ( إذا أردت السلام فاحمل السلاح). رئيس فرع المجلس الوطني الأعلى لمواجهة العدوان «بمحافظة المحويت».