تستعد كل حكومات العالم مع بداية العام الدراسي الجديد إلى إيجاد تهيئة وتوفير مناخ مناسب مواكبة لهذا الحدث التعليمي وعلى كافة المستويات المادية والفنية والعلمية والإدارية والنفسية وغيرها من أجل استقبال الطلاب في ظل أجواء جيدة تزيد من شغفهم للدراسة والمدرسة على اعتبارها المكان الأنسب لمنحهم السعادة، إلى جانب صقل مهاراتهم وخلق مزيدٍ من الإبداعات بما يناسب ميول كل طالب وبما يؤدي لمخرجات تعليمية تكون أساس النهوض التنموي للبلد . وهنا يجب التنويه إلى ما يعني "بداية عام دراسي في اليمن" الذي يعاني ويلات الحرب والحصار على مدى خمسة أعوام وما خلفه من تأثيرات نفسية كارثية على أبنائنا الطلبة ، في ظل صمود أسطوري واستشعار للمسؤولية الوطنية والمهنية والأخلاقية من قبل الكادر التعليمي في الريف والحضر الذين ثابروا وتحملوا المشاق وصبروا على أداء رسالتهم رغم انقطاع رواتبهم وحرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد لهم ولأسرهم. المعلمون والمعلمات هم الشريحة الأكبر تضرراً عن غيرهم في اليمن وهم أكثر من يستشعر معنى توقف عجلة التعليم للحاضر والمستقبل على الفرد والمجتمع والوطن ومعنى إغلاق المدارس في وجه ما يزيد عن" خمسة ملايين "طالب وطالبة، ولكل فرد منا أن يتخيل ماذا يعني إغلاق المدارس بوجه ملايين الطلاب وانعكاساتها حاضرا ومستقبلا على جانب الأمن القومي والتنموي للبلد وكذا الصحي والاجتماعي والأخلاقي والديني والاقتصادي وغيرها. لذا وأمام التخاذل الدولي والإقليمي والمنظمات الدولية التي اقتصر وجودها وبحت أصواتها حيث يجب ألاَّ تكون وفي المكان غير المناسب، متعمدة التجاهل لما هو عليه وضع وطننا وماذا يعني توقف العملية التعليمية في بلد يعيش أوضاع حرب وحصار منذ خمسة أعوام، الأمر الذي يحتم على الجميع حكومة ومجتمعًا ورجال مال وأعمال في الداخل والخارج، وكذا منظمات مهتمة بالتعليم، شحذ الهمم والعمل جنباً إلى جنب في حشد كافة الطاقات والإمكانات للتهيئة في تدشين العام الدراسي الجديد وتوفير مناخ مناسب لفلذات أكبادنا الذين يمثلون مخزون اليمن وثروته الاقتصادية مستقبلا. ورغم ما تحتاجه المنظومة التعليمية من إمكانات ضخمة لتدشين العام الدراسي في ظل خروج ما يقارب ال 3500 مدرسة عن الخدمة وانعدام الكتاب المدرسي وتوقف معامل العلوم وانعدام احتياجاته وتوقف النفقات التشغيلية لمكاتب التربية وكافة المدارس بشكل كامل، هذا الى جانب انقطاع مرتبات أنبياء المهنة المعلمين والمعلمات منذ خمسة أعوام، إلا أن ذلك يوجب على الكل إعانة ما يقارب (200) ألف معلم ومعلمة، الصابرين والصامدين المثابرين في أعمالهم بلا مرتبات ومصدر دخل كي يتمكنوا من الوقوف والاستمرار في أداء رسالتهم المقدسة والنبيلة. أيام قليلة تفصلنا عن تدشين بداية العام الدراسي، وأملنا في الله وفي نبلاء المهنة المقدسة إلى جانب تفاعل الجميع، حكومة ومجتمعًا لتفعيل جانب المشاركة المجتمعية ليدون التاريخ بحروف من نور ما سطره أحفاد التبع اليماني، وهنا لابد من الإشارة بجهود قيادة وزارة التربية والتعليم في عزيمتها المتواصلة وما شكلته من ضغط قبل أيام لإقرار مشروعها داخل مجلس النواب الخاص بدعم "المعلم والتعليم "، متفائلين أن يكون المساند الاقوى للمساهمة بشكل كبير في دعم المعلمين مادياً بما يسهل عليهم الاستمرار في أداء واجبهم على الوجه المطلوب دون أن يكون لاستمرار الحرب والحصار الاقتصادي وانقطاع المرتبات أي تأثير عليهم. } مستشار المنظمة العربية للتربية