في عمليات مباغتة نوعية لأنصار الله ورجال الرجال من أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية الميامين تحدث ما يشبه المعجزة في زمن ندرت فيه المعجزات على أيدي بضع مئات من الأسد اليمانيين داخل العُمق السعودي في محور نجران. حيث تمكَّن أبطال جيش اليمن ولجانه الشعبية الأشاوس بأسلحتهم التقليدية المتوسطة والخفيفة في ظرف ساعات معدودة في وقت سابق من هذا الأسبوع من تحقيق نصر عسكري غير مسبوق، وغير متوقع على القوات السعودية ومرتزقتها المدججين بأحدث الأسلحة والآليات العسكرية الأمريكية والغربية المتطورة. وتمكًّن أنصار الله ورجاله من أباة اليمن وأبطاله في معركة نجران الأخيرة من السيطرة على ثلاثة ألوية عسكرية سعودية بأعدادها وعتادها واغتنام أسلحتهم وأسر المئات من الضباط والجنود السعوديين ومعهم أعداد كبيرة من المرتزقة اليمنيين في مشهد يؤكد شجاعة المقاتل اليمني الأسطورية النادرة التي جسَّدها رجال الرجال على أرض نجران وتناقلت أخبارها وسائل الإعلام العالمية بانبهار ودهشة. وقد أربكت هذه العملية النوعية الحسابات السعودية وزلزلت عرش مملكة آل سعود المتهاوي ومعهم قوات تحالف دول العدوان الأخرى من أمريكية وإسرائيلية وعربية وغربية وجعلتهم يشعرون بمزيد من الخوف والخطر القادم من صنعاء وما يحمله لهم من مفاجآت غير سارة ستجيرهم بالتالي على إعادة ترتيب أوراقهم المتناثرة وحساباتهم الخاطئة وغير الدقيقة من مجمل مجريات أحداث وتطورات المشهد اليمني وتفاعلاته وتداعياته.وبحسب ما أعلنه الناطق العسكري اليمني العميد يحيى سريع فقد شكلت عملية نجران النوعية الجريئة صفعة قوية وضربة مؤلمة وموجعة للجانب السعودي المتفوق عدداً وعدةً. وأوضح العميد سريع أن بضع مئات من الجيش اليمني ولجانه الشعبية تمكنوا في معركة «نصر من الله» في نجران خلال حوالي 72 ساعة من قتل أكثر من 500 جندي وضابط من القوات السعودية والمرتزقة اليمنيين الذين يقاتلون معها وأسر أكثر من ألفين بينهم ضباط سعوديون كبار في هجوم كاسح ومفاجئ أسفر عن سقوط ثلاثة ألوية سعودية مقاتلة مدرعة على مساحة تقدر بنحو ألف وخمسمائة كيلو متر مربع هو مسرح العمليات الذي شهد هذه المعركة. وقد أظهرت معركة نجران وعملياتها النوعية الرياض وحلفاؤها في موقف أضعف ما يكونون عليه. كما أظهرت المشاهد المصورة عبر شاشات التلفاز حجم الهزيمة المنكرة للسعوديين في معركة نجران الخاطفة برغم تفوق الرياض العسكري- جوا وبراً وبحراً- وامتلاكها لأحدث ما أنتجته مصانع السلاح الغربية من تكنولوجيا عسكرية متطورة. في حين تقتصر إمكانات الجانب اليمني ووسائله الحربية على الأسلحة التقليدية المعروفة المعتادة التي تشمل- الرشاشات المتوسطة والبوازيك والقنابل اليدوية والمدافع الخفيفة وبنادق الكلاشنكوف وما يغتنمه أبطال الجيش اليمني ولجانه الشعبية من أعدائهم من أسلحة ومعدات عسكرية وذخائر في معاركهم بمختلف الجبهات. وتظهر عملية نجران الأخيرة وما سبقتها من هجمات يمنية لمنشآت نفطية وقواعد عسكرية سعودية عبر الصواريخ الباليستية، وسلاح الطيران المسيَّر الذي ينطلق من اليمن تظهر هذه العمليات النوعية وغيرها مملكة آل سعود وحلفاؤها ومرتزقتها في «حالة انكشاف استراتيجي» وخوار وضعف كبيرين لا يمكن إنكاره أو التغطية عليه بمزيد من الأكاذيب والمغالطات من قبل الجانب السعودي. ووفقاً لمحللين استراتيجيين فقد استنفدت الرياض وحلفاؤها المشاركون لها في العدوان على اليمن كل الخيارات والأهداف الإستراتيجية طيلة خمس سنوات من الحرب على اليمن..ولم يعد أمام الرياض وتحالف دول العدوان من خيارات وأهداف أخرى سبق وجربوها وأتى عليها عدوانهم عبر القصف الجوي المدمر والعمليات البرية والبحرية المتزامنة. وعلى مدى خمس سنوات من الحرب والعدوان المستمر على اليمن أخفقت السعودية وحلفائها في إحداث اختراق وتقدم في هذه الحرب المستعرة على اليمن ولم يفلحوا في تقليم أظافر خصومهم من أبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية الأشداء الذين يزدادون كل يوم ثباتاً وقوةً وصموداً، ويؤكد سير الأحداث وتطوراتها أنهم خصم صلب وصعب المراس، وليس من السهولة كسره والاستهانة به وإخضاعه. ولم يعد أمام المملكة السعودية وتحالف دول العدوان شريكها في الحرب على اليمن بعد الفشل والإخفاق العسكري الذريع الذي يتعاظم ويتأكد يوما بعد آخر إلا اللجوء إلى الخيار السياسي والاعتراف باستحالة تحقيق الغلبة العسكرية في اليمن ولو بشكل جزئي، واعتمال الحوار والتفاوض وسيلة لحل المعضلة اليمنية العويصة بما يضمن خروج المعتدين من المستنقع اليمني بشيء يحفظ لهم ما تبقى من ماء الوجه والكف عن سياسة العناد والمكابرة والغطرسة والاستكبار والغرور التي تنتهجها مملكة آل سعود تجاه اليمن وقضاياه الوطنية منذ أن سمحت لنفسها بالتدخل الفج في شؤونه الداخلية ومحاولة فرض الوصاية عليه. وما من شك ان السعودية ومعها القوات الحليفة التي حشدتها من معظم دول العالم صارت اليوم على قناعة تامة أنها عاجزة وأبعد ما تكون عن تحقيق نصر عسكري في اليمن على خصوم يتفوقون عليها بقوة العزائم وسمو الأهداف والمعاني وقوة الإيمان والعقيدة وحرية وصلابة الإرادات وبتعاظم الصمود والثبات وحب الاستبسال وجسامة التضحيات على أرض خلقوا عليها أحرارا يأبون النوم على ضيم. في حين تفضل عيون الجبناء في الجانب الآخر النوم على ضيم اعتادوا عليه وألفوه في كل الأحوال !. وشتان بين من أعزهم الله بنصره وثبت أقدامهم في ساحات الوغى، وبين من كتب عليهم الهوان وتجدهم يفرون جبنا يوم الزحف إيثاراً لسلامة أنفس أصغروها بذلهم وجبنهم!.