ذاكرة التاريخ ووجدان الأجيال تأتي من أهمية أحداثها ومدى تأثير تلك الأحداث على حياة المجتمعات.. وتاريخنا اليمني حافل بالكثير من الأيام الخالدة والتواريخ العظيمة التي حفرت أمجادها في وجدان الشعب وفي أنصع صفحات التاريخ.. ومن أعظم تلك الأيام خلوداً وتمجيداً وقداسة هو يوم ال 30 من نوفمبر 1967م هذا اليوم الذي لا ينسى .. هذا اليوم الذي أشرقت فيه شمس الحرية والاستقلال في جنوب الوطن الغالي وأثمرت فيه تضحيات كل الشرفاء من أبناء الوطن .. ونكست راية المستكبرين والمتسلطين .. وأنهارت أحلام الطامعين والمتآمرين .. وكشفت أقنعة الزيف والخداع عن وجوه المرتزقة والبائعين لأوطانهم بثمن بخس إن احتفالنا بمناسبة الثلاثين من نوفمبر يوم الاستقلال المجيد له دلالاته العظيمة فهو ذكرى تتوجت فيه تضحيات شعبنا اليمني منذ انطلاقة الشرارة الأولى لثورة ال14 من أكتوبر 1963م من جبال ردفان الأبية إلى يوم الاستقلال الناجز في 30 نوفمبر 1967م حيث خاض شعبنا اليمني بكل فئاته وشرائحه وأطيافه وقواه الاجتماعية والتنظيمية نضالاً جسوراً دام أربع سنوات أرهب فيها المغتصب البريطاني وجحافله وأذاق الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ويلات الحرب وعلمهم دروس الحرية وإرادة الشعوب التي تسعى لنيل حريتها واستقلال قرارها وحماية سيادتها .. وما لاقاه المحتل البريطاني على أيدي الشرفاء من أبناء الوطن هي نتيجة حتمية لمواجهة جرائمه البشعة التي أرتكبها بحق أبناء شعبنا اليمني الصابر المحتسب الذي رزح تحت وطأة ذلك المحتل الغاصب قرابة القرن ونيف من الزمن فكان لزاماً على كل أبناء الشعب اليمني التحرك وبشكل جاد لمواجهة ذلك الصلف العدواني وتقديم كل التضحيات في سبيل نيل الحرية واستعادة السيادة الوطنية وكسر شوكة الطغاة وإخراجهم من أرضنا أذلاء صاغرين . إن يوم الاستقلال في ال30 من نوفمبر 1967م يعتبر مدرسة عظيمة تستلهم منها كل الأجيال دروس التضحية والفداء والاستشعار بالمسؤولية الدينية والوطنية في مواجهة أعداء الحياة والانسانية وطغاة الأرض والمتسلطين والطامعين في خيرات وثروات الشعوب .. ونحن ومن هذه المدرسة نستلهم اليوم صمودنا وثباتنا تجاه العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي وكل من تحالف معهم من دول العالم والذي لا يختلف كثيراً عن المحتل البريطاني البغيض فما مارسه المحتل في الماضي من الإجرام والعنجهية ومحاولة إذلال كرامة الإنسان يمارسه أعداء اليوم في جنوب الوطن وبكل عنجهية وبشاعة أكثر من أسلافهم وبدون رادع من دين أو خلق .. فقد اجتازوا حدود الإجرام بجرمهم وحدود المعقول بغبائهم ومراهقتهم السياسية وتجردوا من كل قيم الدين والإنسانية وما أعمالهم اليوم ومسرحيتهم الهزلية التي يكيدونها في جنوب الوطن من خلال تبادل الادوار بين المحتل السعودي والاماراتي إلا واحدة من منهج سيدتهم بريطانيا.. ولكن هيهات أن يصلوا إلى ما يحلمون به هم وأسيادهم فأمامهم رجال الرجال الذين صدقوا ما عاهدا الله عليه فلا يثنيهم حتى الموت في الدفاع عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم وسيادة وقرار وطنهم وستكون نهاية المحتلين عما قريب على أيدي الشرفاء الأوفياء لتراب الوطن وستكون محرقة لكل الأعداء والخونة والعملاء الذين جعلوا من أنفسهم مطية لتحقيق أهداف أسيادهم من أعداء الله والأمة . * ضابط أمن اللواء 133 مشاة