شاب جنوبي أرسل خواطره بشكل محادثات عديدة طلب مني صياغتها لكم بشكل خواطر قال فيها: بعد اعلان عاصفة الحزم ماهي إلا أيام وشاهدنا صور الجنود السعوديين والاماراتيين في وسط عدن، ما كان حلماً بأن نتخلص من حكم( الدحابشه) أصبح حقيقة، وليته لم يصبح، رحل الشماليون ونظامهم، ولكن توالت أنظمة محتلة أكثر سوءاً وإجراما جعلت الناس يعشقون دكتاتورية الشمال. في مثل هذا اليوم قبل خمس سنوات كانت أمي تجلس وسط حجرتنا الصغيرة في بيت جدي ودموعها تجري على خديها، لا أدري لماذا تبكي؟ فنظام الدحابشه هاهو قد رحل، وانتهت دولتهم في الجنوب.. ربما كان يتوجب علينا جميعاً أن نبكي؛ فالجنوب دخل في مطبات ومصاعب كبيرة جداً بل مخيفة ومرعبة لا يتحملها أحد، كان الأجدر بِنَا أن نصبر على بعضنا البعض مهما كان هم كانوا ومازالوا منا وفينا ومن أبناء جلدتنا رغم ماكان من نهب وسرق واختلاسات!! ولكن بعد رحيل الدحابشة (اخوتنا ابناء الشمال)، لم يسلم الجنوب من الدمار الكبير والسرق والنهب بل وما هو أشد من ذلك من الاغتصابات والاغتيالات للجميع دون حتى استثناء للعلماء والشيوخ داخل المساجد، وكذلك الاعتقالات العشوائية التعسفية، والمشاهد الدموية في كل بقعة، والقتل بسبب الهوية!! استمرت هذه الحالة لسنوات عديدة ومازالت ونحن من سيء إلى أسوأ! الناس في الجنوب مذهولون، ولا يستطيعون حتى أن ينبسوا على شفاههم ولا أن يظهروا استياءهم وقهرهم خوفا من الاعتقالات والزج بهم في سجون الإمارات وما أدراكم ماهي سجون الإمارات؟! إنها أسوأ من سجن جنتناموا بالعراق بكثير لأن فيها كل الانتهاكات الجسدية والنفسية وما لا يخطر على بشر وكأن إبليس هو من يشرف على تعذيب أهلنا!! حتى أصبح كل واحد منا يخاف على نفسه وأهل بيته ولا يدري ماهو مصيره، نحن نعيش الضياع والبؤس، أصبحنا بلادولة، يحكمنا فيها عدة انظمة محتلة منزوعة الضمائر والإنسانية تتعارك فيما بينها من أجل نهب ثرواتنا ومقدراتنا، ولا تملك ذرة من تأنيب الضمير، واطلقت ضعاف النفوس منا صوب المؤسسات الحكومية يتناهبون اموالنا ويحرقون ممتلكاتنا العامة، ظنا منهم أنهم ينهبون أموال دولة اخرى وكأنهم لايعلمون أن هذه ممتلكات دولتهم!! نحن نعيش الأمرين ما بين احتلال مجرم ظالم وزبانية أشد خبثا! وبقي صنف آخر يتفرج ويشاهد من بعيد، هؤلاء هم نحن لم نعد ندري ماذا نفعل وكأن أيدينا شلت وعقولنا فرغت، نموت كل يوم ألف مرة ، وكأننا في لحظة انتظار وترقب لمن يأتي لتخليصنا من هذا العذاب!! فهل بعد كل هذا سنحتفل بيوم الاستقلال الثلاثين من نوفمبر؟! أي استقلال ونحن تحت وطأة ألف احتلال؟! الآن عرفت لماذا كانت أمي تبكي في ذاك اليوم. لأنها كانت تعلم أننا سنعيش لعنة الاحتلال التي حلت على رؤوسنا! هذه خواطر شاب جنوبي يحلم بوطن خال من المعتدين المحتلين، أكتبها للمواطن سواء كان طالباً أو موظفاً أو أستاذًاً أو عاملاً أو مثقفاً، أرسلها عبرهم إلى أصحاب القرار في الشمال بأن لايتركونا، استجدي فيهم غيرتهم وشهامتهم ونخوتهم ورجولتهم التي فقدناها ، وانا اعلم بأنهم لن يتركونا.